رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم الجمعة فيه ساعة لا يُرَدّ فيها الدعاء.. كيف نحددها؟

دعاء يوم الجمعة
دعاء يوم الجمعة

وهب الله الأمة الإسلامية عيدًا نهاية كل أسبوع وهو يوم الجمعة، خير يوم طلعت عليه الشمس كما قال حضرة النبي في حديثه الشريف، كما وردت عدة أحاديث عن ساعة محدده يوم الجمعة لا يرد فيها الدعاء، ولكن اختلفت الألفاظ في الأحاديث وعلى إثرها تفرَّق العلماء حول تقرير موعدها، فكيف نحدد هذا الوقت؟

 

 

الأحاديث الدالة على وجود ساعة لا يرد فيها الدعاء يوم الجمعة 
 

  • سردت دار الإفتاء المصرية على موقعها الإلكتروني في الفتوى رقم 7352 الأحاديث التي تثبت صحة أن يم الجمعة فيه ساعة لا يرد قيها الدعاء، حيث جاء في صحيح مسلم حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» وفي بعض الروايات الأخرى قيل: «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ».

     
  • كما جاء في مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ يحدث في شأن ساعة الجمعة -يعني: ساعة إجابة الدعاء- فقال: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ» رواه مسلم.

 

  • وفي رواية الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال النبي ﷺ : «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ»

 

  • و أيضًا من حديث جابر رضي الله عنه، قوله ﷺ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوجَدُ عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» رواه أبو داود والنسائي والحاكم

 

  • وقوله ﷺ : «إِنَّ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يَسْأَلُ اللهَ العَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلا آتَاهُ الله إِيَّاه»، قالوا: يا رسول الله، أية ساعة هي؟ قال: «حِينَ تُقَامُ الصَّلاةُ إِلَى انْصِرَافٍ مِنْهَا» رواه الترمذي وابن ماجه عن عمرو بن عوف رضي الله عنه.

 

  • وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ابْتَغُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، وَهِيَ قَدْرُ هَذَا»، يقول: قبضة. رواه الطبراني في "الكبير".

 

  • وقوله ﷺ: «إِنِّي كُنْتُ قَدْ أُعْلِمْتُهَا -يعني ساعة الجمعة-، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه.

 

  • وقوله ﷺ: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ -يعني ساعة الإجابة-» رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه

 


ما  أوقات الإجابة المذكورة في الأحاديث؟ 
 

وضحت دار الإفتاء في فتوى الدكتور شوقي إبراهيم علام أن المثبت من الأحاديث أن وقت الإجابة في يوم الجمعة ليس وقتًا كبيرًا، مشيره إلى أنه وقت لطيف لا يهتدي إليه إلا بتوفيق الله، أما من حيث تحديدها فالأقوال في ذلك كثيرة، والأرجح الأقوال المذكورة حديث أبي موسى، وحديث عبد الله بن سلام] 

وهما  الساعة التي بين أذان الجمعة وانقضاء الصلاة، أو الساعة التي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فكل واحدة من هاتين الساعتين تُرجى فيها إجابة الدعاء؛ واستشهد الدكتور شوقي بقول الإمام أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي تُرجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وتُرجى بعد زوال الشمس. 
 

كيف نحدد ساعة الإجابة في يوم الجمعة؟
 

وضحت دار الإفتاء في فتوى الدكتور شوقي إبراهيم علام أن المسلم يجب أن يحرص على الدعاء طوال يوم الجمعة، وأن فكرة تحديد وقت مخصص لإجابة الدعاء في هذا اليوم مسألة خلافية، إنَّ من رجَّح قولًا معيَّنًا من العلماء في ذلك لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة، مؤكده أن التشبث على وقت محدد للإجابة يوم الجمعة وإنكار  باقي الأوقات فيه أمر غير سديد.

الحكمة من إبهام ساعة الإجابة يوم الجمعة؟ 
 

بين علام أنه ينبغي الاجتهاد في الدعاء في الوقتين المذكورين، وأنه أولى الطرق الجمع بين الوقتين، كما استشهدا بقول  ابن المنير في الحاشية “ إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء، ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممَّن يجتهد في طلب تحديدها" 

والجدير بالذكر هنا أن فضيلة الشيخ الشعراوي قد وضح في خاطرة مذاعه لها أن الله قد أبهم بعض أوقات العبادات من باب التوسعة وليس الخلاف، كليلة القدر جعلها الله على الاختلاف حتى تكون ليالي أقدار وليست ليلة قدر واحدة، فيجتهد المسلم في العشر الأواخر جميعًا ملتمسًا فيهم ليلة القدر، وهكذا في قوله تعالى "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ"، هل المقصود العصر أم الفجر أم قول أخر، وجاء هذا لتعظيم والتماس المحافظة على جميع الصلوات، وعلى هذا النسق جاء الاختلاف في ساعة الإجابة للحرص على الدعاء كافة اليوم فيعظُم بذلك أجره.