عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

قبل أيام حذر وزير الدفاع الأمريكى لويد استن إسرائيل من المخاطرة بهزيمة استيراتيجية فى غزة، إذا لم تستجب للتحذيرات بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وأكد استن أمام منتدى ريجان للدفاع الوطنى فى كاليفورنيا أنه حث القادة الإسرائيليين على تجنب سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتجنب الخطاب غير المسئول ووقف عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.. ومع أن تصريحات وزير الدافع الأمريكى جاءت خجولة وبعيدة عن وقاع هذه الحرب التى تشكل عملية إبادة جماعية للشعب الفلسطينى فى غزة، إلا أنها تكشف عن مأزق أمريكى أمام العالم باعتبارها راعية هذه الحرب بشتى أشكال الدعم العسكرى والمالى والتكنولوجى، وأيضًا تعطيل المؤسسات الدولية عن اتخاذ القرارات والإجراءات لوقف هذه الحرب أو إدانة إسرائيل من خلال استخدام حق النقض - الفيتو - فى اجتماعات مجلس الأمن القومى، الأمر الذى فجر مشاعر الغضب فى معظم دول العالم تجاه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وشهدت كثير من مدن العالم مظاهرة حاشدة لإدانة المجازر الإسرائيلية، وقبل أيام انطلقت أعمال الملتقى الخامس للتضامن مع فلسطين فى جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا بحضور مانديلا حفيد الزعيم التاريخى نيلسون مانديلا الذى شدد على ضرورة وقف الحرب وتحرير فلسطين من النظام العنصرى الإسرائيلى.

بعض التصريحات التى بدأت تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إسرائيل، تكشف عمق الأزمة فى هذه الحرب، خاصة فى ظل عودة إسرائيل لارتكاب مزيد من المجازر والإبادة الجماعية بعد انتهاء الهدنة وتبادل عدد من الأسرى والمحتجزين، وكشفت عن حقائق جديدة يأتى على رأسها عجز إسرائيل عن تحقيق أى انتصار معنوى منذ بداية الحرب وحتى الآن، الأمر الذى يدفع نيتنياهو وعددًا من القادة العسكريين إلى استخدام سياسة الأرض المحروقة والحرب المجنونة، على اعتبار أن نهاية هذه الحرب تعنى بداية سقوط نيتنياهو وحكومته وانتهائها سياسيًا، وربما تعرضهم لمحاكمات سواء فى الداخل الإسرائيلى أو أمام الجنائية الدولية فى حال فشل الولايات المتحدة الأمريكية من تعطيل أعمال المحكمة الجنائية.. الأمر الثانى أن واقع المعركة يشير إلى تصاعد الخسائر التى تتكبدها القوات الإسرائىلية، كما حدث قبل أيام عندما استهدفت كتائب القسام تجمع لعدد كبير من الجنود الإسرائيليين فى نقطة تموضع شرق جحر الديك وقضت عليهم، كما تم استهداف نقطة تمركز أخرى بنظام التلغيم الأرضى حولها وتفجيرها، وقيام رجال المقاومة بالإجهاز على من تبقى من أفراد القوة الإسرائيلية، وتدمير عدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية بعد انتهاء الهدنة فى تأكيد على العجز والفشل الإسرائيلى فى حسم هذه المعركة برغم كل المجازر الوحشية التى ارتكبتها والتدمير الشامل للمدينة.

الحقيقة أن المقاومة الفلسطينية تستحق الدعم والمساندة، فى ظل العجز الدولى، وسقوط ما يسمى بالشرعية الدولية، والعجز الفاضح عن وقف هذه الحرب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تعطى الضوء الأخضر لقيادات إسرائيل العنصرية والمهووسة بالدماء والقتل، فيجب فى المقابل أن يتم دعم المقاومة الفلسطينية على شتى المستويات لتحقيق أكبر قدر من الخسائر البشرية فى صفوف الكيان الصهيونى المحتل، وإجباره على وقف هذه الحرب، على اعتبار أنها اللغة الوحيدة التى يفهمها هذا الكيان، وأيضًا الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أكبر تجارب وانتهاكات عسكرية فى العالم، ولا تعرف التوقف والتراجع والانسحاب إلا إذا ذاقت مرارة الخسائر، وإذا كانت الدولة العربية قد طرقت كل أبواب السلام فى مؤتمرات متكررة، ولجأت إلى المؤسسات الدولية، واستخدمت شتى أشكال الدبلوماسية مع كل التكتلات العالمية دون الوصول لوقف هذه الحرب البربرية وحل القضية الفلسطينية، فإن عليها الآن أن تساعد الشعب الفلسطينى وفصائل المقاومة فى غزة والضفة الغربية للدفاع عن أنفسهم وأرضهم.. وقتها فقط سوف تسعى الولايات المتحدة وغيرها إلى الدول العربية لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين.

حفظ الله مصر