رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

ما صحة مقولة لا يفتى قاعد لمجاهد.. قرأت للدكتور عماد الدين خيتى، عضو الجمعية العمومية فى المجلس الإسلامى السورى ما كتب عن التأصيل الشرعى لتلك المقولة «لا يفتى قاعدٌ لمجاهد» ربما راق لى وأقنعنى الرأى بأن تلك المقولة ليست مِن القواعد الفقهية، أو الأصول الشّرعية التى يُعرف بها الحقُّ، وليس لها مستند شرعى مِن نصوص القرآن أو السنّة، ولم يجعلها أهلُ العلم مقياسًا لمعرفة الحقِّ مِن الباطل، بل ذلك مِن البدع المُحدثة التى تخالف نصوصَ الشّرع، وقواعد الاستدلال..

ابحث معى عزيزى القارئ عن نص قرآنى أو حديث شريف يقترب من تلك المقولة فلن تجد.

إنَّ معرفةَ الحقِّ مِن الباطل، والإصابةَ فى الفتوى ليست منوطة بالجهاد أو العبادة، وإنّما بالاستدلال.. كما أن لها أهلها المتخصصين وهم ليسوا المجاهدين المحاربين.. جهادهم فى عالم آخر من العلم والمعرفة والحفظ والاستدلال..

تلك المقولة التى تتكـرر خاصة فــى أيام الحروب والأزمات ونسمعها حاليا مع حرب طوفان غزة لا يجوز استخدامها..

ورغم أننى مع الحق الفلسطينى وإن أخذ الحق لا يأتى إلا بالجهاد، وأن القوة لا يقابلها سوى القوة.

إلا أن استخدام مقولات على أنها دينية وهى من البدع والخيال وليست من الشرع هو الخطر نفسه..

فى أيام الحرب نحتاج إلى فتاوى حقيقية خاصة إن كان الأمر يخص قتل أبرياء أو ســفك دماءَ، فلا يجوز لحامل السلاح أن يفتى لنفسه وهو يحمل السلاح حتى لا يتحول من مجاهد إلى مفسد فى الأرض، خاصة وأن ظروفه النفسية ليست مهيأة له الفتوى.. التاريخ الإسلامى لم يشهد تحول المفتى إلى مجاهد أو العكس سوى العالــم المجتهد عز بــن عبدالســلام الذى جاهد

بنفســه ضد المغول فى جيش السلطان سيف الدين قطز المصرى.. ربما يعود الخطر فى تحول المفتى إلى مجاهد هو تسخير الفتاوى فى يد الحكام والسياسيين والأيديولوجيات..

حمل السلاح يعطى لصاحبه هالة غير طبيعية وقوة وهمية ربما تحول قلبه إلى قلب قاس شرس.. نعم يستطيع المفتى تحريك الجيش إلا أن الخطر أن يحمل المفتى السلاح ليفتى لنفسه حيث يتحول إلى قاض وجان وهو ما لا يستقيم مع الشرع.

لقد تسببت فتوى المحارب بن لادن فى حرب أودت بحياة آلاف الأبرياء.. ربما يختلف الأمر تمامًا فى فلسطين لأنها مقاومة محتل واستعداده أرضا.. الا أن الخطورة فى تحول المحارب إلى مفتى ربما يحيد عن هدفه حين يكون غير مؤهل للفتوى لنفسه.