عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وكأن الموعد لم يفت بعد!

وكأن الموعد لم يفت بعد!

المكان: أحد مقاهى وسط البلد.

الزمان: ليل خارجى، جو بارد مع لمحات من تيار يضرب وجهك وعنقك، سماء بلا أقمار لكن نجمة مبهرة تنظر لك بكسل، «أم كلثوم» لا تزال تجزم أن المعاد قد فات.

الشاب: ﺃﻧﺎ ﺑﻔﻜﺮ ﺃﺗﺠﻮﺯ.. أﻧﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪﻯ ٣٠ سنة.

المسن: ﻳﺎ دوب كده علشان تلحق تربى عيالك.

الشاب: بس لسه مش مقتنع بحد، وخايف أفشل.

المسن: لسه خايف ده اللى فى سنك دلوقت ولاده ماشيين جنبه.

الشاب( بنبرة ساخرة) : ماشيين جنبه إيه بس تقصد مطلقين.

المسن: يا عم توكل على الله وجرب.

الشاب: ربنا يسهل!!

كان هذا ملخص ما دار من حديث على أحد المقاهى بين شاب، وصديقه وقد زينت وجهه خطوط رسمتها سنين العمر، وقد ذكرنى ذلك بما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى تقريره عام 2022 من تسجيل مصر حالة طلاق كل 117 ثانية، فبالرغم من إقبال الشباب فى مصر على اتخاذ خطوة الزواج بما يصاحبها من آمال تنبِئ بمستقبل أسرة مستقرة، إلا أن هذه الخطوة قد تنتهى بكابوس الطلاق، فما الذى قد يكفل نجاح الزواج؟

تختلف عادات الزواج عبر العصور باختلاف المجتمعات، إلا أنها فى مجملها تتفق فى أن يختار أهل الشاب العروس لابنهم حسب الشروط والمعايير التى يضعونها لزوجة ابنهم المستقبلية، فمنهم من يختارها لجمالها، أو لحسبها ونسبها، أو لوضعها المادى، أو التزامها الدينى، ونفس الشيء فيما يتعلق بالفتاة، وفى أحيان أخرى قد يكون التقاء الشاب والفتاة فى الدراسة أو العمل، ومع التطورات التى طرأت فى وسائل الإعلام وظهور مواقع التواصل الاجتماعى، أصبحت هذه المواقع بمثابة فضاء اتصالى يتيح استخدامه فرصة تكوين علاقات اجتماعية لكل من الشاب والفتاة قد يتم استثمارها للحصول على شريك الحياة المناسب، وبعد الاتفاق على تفاصيل الزواج من مهر وشبكة ومؤخر وقائمة منقولات زوجية (وما أدراك ما قائمة المنقولات الزوجية) يتم الزواج،

وبعد انتهاء المراسم تبدأ حياة جديدة لكل من الطرفين.

وفى هذا السياق تتعدد العوامل التى قد تؤدى إلى فشل الزواج، خاصة مع تراكمها أو تكرارها ومن أخطر هذه العوامل: عدم التواصل، وانشغال كل طرف بنفسه، وكذلك الغيرة الزائدة والشك، وأيضا عدم الاحترام والإساءات اللفظية والجسدية، كما قد يؤدى الانتقاد المستمر بين الزوجين إلى النكد الذى يقود إلى نهاية الزواج أيضا، كما أن المشكلات المالية والضغوط الاقتصادية تمثل أحد أهم عوامل فشل الزواج.

وفى النهاية فإن نجاح الزواج أو فشله هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين، يبذل فيها كل طرف الكثير من الجهد فى سبيل الحفاظ على استقرارها، فالأمر مرتبط دائما بتلك التى تعيش معك خسارتك قبل نجاحك، والأمر أيضا مرتبط بذلك الذى يكون سببا فى شحذ همتِك، ودعمِك، ومتى وجد الشاب أو الفتاة ذلك فى الطرف الآخر فإنه فى بداية الطريق إلى زواج ناجح، بينما عليه أن يتوقف تماما عن الخوض فى تجربة فاشلة بدرجة كبيرة متى لم يجدها، فالزواج الناجح كما قال الروائى والكاتب الفرنسى أندريه موروا: «صرحٌ لابد أن يُعاد بناؤه كل يوم».

 

الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة المنصورة