توقفت حول تصريحين، أحدهما للدكتور على المصيلحى وزير التموين فى لقاء له بإحدى الفضائيات، تحدث عن أزمة السكر والأسباب التى أدت إلى ارتفاع سعر السكر فى الأسواق، والتصريح الآخر هو لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، حيث ذكرت التقارير الصادرة عن «الفاو» انخفاض أسعار بعض السلع وخاصة أسعار الحبوب والسكر والزيوت النباتية فى شهر أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر 2023.
التصريح الأول:
عندما أشار وزير التموين، إلى أن سعر طن السكر ارتفع عالميًا من 350 دولارًا إلى 780 دولارًا، متابعاً أن الحكومة تعمل على هذا الملف بقوة وسرعة لضبط الأسعار فى السكر، ومن خلال التصريح نلاحظ أن وزير التموين تحدث عن زيادة ضعف السعر!، وإن كنت أتمنى أن يذكر الوزير مصدر تلك المعلومة والتى تختلف نهائيا عن تقارير منظمة «الفاو» الشهرية، ويمكن للمتابع للتقارير الاقتصادية سواء محلياً أو عربياً أو عالمياً أن يتأكد بأننا لم نسمع نهائيا عن أزمة السكر فى أى دولة حتى من منطقتنا العربية رغم ما قيل مؤخراً عن بعض الأخبار الواردة بتأثر تايلاند والهند فى إنتاج السكر بعوامل مناخية، ولكن سعر السكر عالمياً لم يتأثر بتلك النسبة التى صرح بها وزير التموين من 350 دولارًا للطن وحتى 780 دولارًا، ولا أنكر بأننى بحثت عن فيديو مقابلة وزير التموين وأعدت سماع تلك الجملة مرة واثنين وثلاثًا، بل إن شريط الأخبار على الفضائية نفسه كتب زيادة سعر الطن من 350 إلى 780 دولارًا!.
التصريح الثانى:
من الموقع الرسمى لمنظمة الفاو - يستطيع أى قارئ أن يتطلع عليها - حيث أشارت التقارير الشهرية للمنظمة إلى تراجع أسعار السكر عالمياً!، بالإضافة إلى أسعار أخرى مثل الحبوب والزيوت النباتية، وننقل الجزء التالى من أحد التقارير: «أفادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، فى تقريرها الصادر يوم الجمعة، بأنّ مؤشر الأسعار العالمية للسلع الغذائية قد سجّل تراجعًا معتدلًا فى أكتوبر/تشرين الأول، أى بانخفاض بنسبة 0.5 فى المائة عن مستواه المسجّل فى سبتمبر/أيلول» ثم يضيف التقرير المنشور بخصوص السكر «وتراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 2.2 فى المائة»
عندما أعدت قراءة التقرير المنشور على صفحة منظمة «الفاو» مرة ومرتين، بل وتصفحت العديد من التقارير السابقة، وجدت أن معظم السلع العدائية وخصوصاً السكر والحبوب والزيوت، تراجعت فى أكتوبر عن شهر سبتمبر.
السؤال الذى أبحث عن إجابة له، كيف يكون ارتفاع طن السكر 430 دولارًا أكثر من الضعف، بينما مؤشرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تقول إن السعر ينخفض، فهل وزير التموين يضع مقارنة بين سعر السكر عالمياً الآن وبين سعره فى فترة زمنية مختلفة نهائيا عن السنة الحالية، وعندما بحثت فى مختلف المواقع، اتضح أن سعر السكر عالمياً وخلال عام 2023 قد ارتفع خلال مايو لــ 700 دولار تقريباً للطن وحتى نوفمبر بحوالى 740 دولار تقريباً للطن، وتلك الأسعار هى متوسط سعره عالمياً.
هناك نقطة مهمة جدا لفت إليها الوزير خلال المقابلة أن سعر الدولار وعملية التدبير وصعوبة الحصول عليه هو من جعل الكثير من المستوردين يبتعدون عن استيراد السكر، وأصبح الأمر متروكًا لوزارة التموين والحكومة فى تدبير احتياجات السوق المحلى من السكر، وهنا وجب السؤال هل الوزير قد أطلق تلك الزيادة فى سعر السكر عالميا معتمداً على سوق الدولار؟! كما أود أن يمدنا بمصدر المعلومة عن الزيادة الكبيرة التى حدثت فى سعر السكر عالمياً وتاريخ تلك الزيادة؟!