رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

هل تصدق أنه سوف يأتى اليوم الذى يتحول فيه رئيس أقوى دولة فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراسل نشرات إخبارية.. هذا ما فعلته المقاومة الإسلامية فى غزة.. تحول بايدن إلى مراسل إعلام، وظيفته الخروج يوميًا على الشاشات أمام شعبه، يرصد تقريره اليومى حول حرب طوفان الأقصى وما توصلت إليه حماس، من السماح بإطلاق الأسرى.. هل تصدق أن أقوى دولة فى العالم أصبح رئيسها يتفاخر بإطلاق سراح أسيرة أمريكية ويجعلها أهم دعايته الانتخابية.. أشياء كثيرة لا تصدق وجاء طوفان الأقصى ليحول العالم ويكشف لنا الكثير أهمها أنه لا يوجد فى قاموس العالم الواقعى ما يسمى بالقانون الدولى أو الإنسانية وأن أهم درس يجب أن نتعلمه هو أن القوة فقط هى السيد والمتحكم، وأن القوى هو من يسمح له أن يتكلم ويملى شروطه وتطاع أوامره.. ربما لم يلاحظ البعض الرسالة التى مررتها حماس خلال الهدنة وتبادل الأسرى عندما أوقفت التبادل فجأة بحجة ضعف المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بسرعة لإرضاء المقاومة وإتمام التبادل.. والحقيقة أن ما فعلته حماس لم يكن سوى كشف للعالم أنها فقط صاحبة المبادرة والقرار، وليس انتصارًا أمريكيًا كما يدعى بايدن.

لقد كشفت الحرب من معنا ومن ضدنا وكشفت أيضاً المرجفين والمنافقين، وشاهدنا من يقدم الدعم للصهاينة من جلدتنا وخرج علينا فى فيديوهات السوشيال ميديا شيوخ سلفيون يدعون أنها فتنة ومنهم من سخر من المجاهد أبوعبيدة ينصحه بالجهاد بالسنن وليس بالحرب والقوة وهم يتناسون أنهم على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويدعون الانتساب إليه وهم أبعد ما يكونون من هدى الرسول صلى الله عليه وسلم المجاهد.. ربما يتعجب البعض من قيام المجاهدين من المقاومة بالسير حفاة أثناء الجهاد وقيامهم بإخفاء الوجه وهى من سنن الجهاد التى لم يعرفها الكثير ربما، لأننا تنازلنا عن الجهاد وأعادته إلينا المقاومة الفلسطينية..

من يصدق أن القناع كان رمز البطولة فى الحروب الإسلامية، وعاد من جديد فقد كان أغلب الصحابة مقنعين وقت الحروب ويعرفون بعلامات حتى أن حمزة رضى الله يوم بدر كان معلمًا بريشة نعامة حمراء، وكان الرسول لا يكاد يرى إلا مقنعًا وهو لباس المجاهدين المسلمين على مر العصور.

أما عن سير المجاهدين حفاة الأقدام فيعود إلى ذكر تحريم الله جل وعلا على النار الأقدام التى اغبرت فى سبيله.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أغبرت قدماه فى سبيل الله حرمه الله على النار.

ربما هى أشياء قد يجدها البعض أنها بسيطة لا تستحق التفكير ولكنها فى الواقع ثقافة جديدة غابت أو غيبت عنا بالإكراه، ثقافة إعادة الحق بالقوة أو الجهاد.