عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى روايتها الرائعة «الطنطورية» والتى صدرت عام 2010 للأديبة والأستاذة رضوى عاشور رصدت الكاتبة ملحمة ذاتية لامرأة فلسطينية من «الطنطورة بفلسطين» ورحلتها من النكبة الأولى عام 1948 إلى مخيمات صيدا بلبنان إلى حرب بيروت 1982 وخروجها إلى الإمارات مع ابنها صادق المهندس رجل الأعمال ثم إلى الإسكندرية مع ابنتها مريم لدراسة الطب عروجًا إلى بيروت مرة أخرى، وقد تجاوزت السبعين، وخلال تلك الرحلة والكفاح تحكى عن القضية الفلسطينية ومعاناة جيل كامل للتهجير والاحتلال والرفض والقهر والموت والشتات، فأبنائها أحدهم فى الإمارات والثانى حسن فى أوروبا غير قادر على دخول الأراضى الفلسطينية والثالث عابد مجاهد ومحام فى أحد المخيمات والأخيرة مريم تدرس فى فرنسا للحصول على دكتوراه الطب وهى امرأة مسنة وحيدة فى لبنان ومع هذا مازالت تحمل مفتاح دارهم فى الطنطورة والذى تعلقه فى رقبتها بسلسلة فضية وحبل أعطته إياها أمها قبل أن تموت فى المخيم وأوصتها أن تحتفظ به لحين عودتهم جميعًا إلى ديارهم فى فلسطين! وتنتهى الحكاية بأن تمنح رقية المفتاح إلى حفيدتها الصغيرة وتعلقه فى جيدها الصغير عبر الأسلاك الشائكة التى تفصل الأراضى اللبنانية عن فلسطين المحتلة حين زيارة الأهل والأقارب تحت تهديد السلاح الإسرائيلى المحتل..

تلك الملحمة الروائية هى دفتر حال آلاف من الأسر الفلسطينية الذين كانت نكبتهم مستمرة وحاضرة تحت مرأى ومسمع العالم الغربى والعربى بل إنهم فى أحيان كثيرة اتهموا بالخديعة والخيانة والعنف غير المبرر وإنهم سبب خراب تلك الدول التى آوتهم فى مخيمات.. مثلما حدث فى لبنان والأردن وتونس... وبعد 75 عامًا عادت «الطنطورة» لتصبح «غزة» ونكبة جديدة فى أكتوبر 2023م وتهجير ونزوح ودمار حوالى ٢٠ ألف قتيل، 8000 طفل شهيد و3000 من النساء وأنقاض وركام وأكثر من نصف مليون وحدة سكنية مدمرة فى غزة و80% من المستشفيات والقطاع الطبى وموانئ غزة ودير البلح وقوارب الصيادين البسطاء ومراكب التجار ومحلات ومحطات كهرباء وتحلية المياه والاتصالات، نعم نكبة مادية وبشرية هى الأكبر والأعنف فى القرن الحالى فى 50 يومًا ضربت قوات الكيان المحتل بمعاونة الشيطان الأكبر وبعض من حلفائه الغربيين ضربوا بالقنابل المحرمة والطائرات المسيرة شعبًا أعزل لا يملك سفنًا حربية ولا أساطيل ولا طائرات ولا مركبات مدججة ولا أجهزة للاستخبارات، ضربوا هذا الشعب بالقنابل الفسفورية دون رحمة ولا هوادة وقطعوا عنه الماء والهواء والعلاج.. ضربوا الأطفال والنساء والعمائر والأطباء والصحفيين والمرضى فى المستشفيات والرضع والخدع، حرقوا الزرع والشجر وحرقوا الأرض.. فاتورة لا يتحملها بشر ولا حجر نكبة للإنسانية وخزى وعار على البشرية، ومع هذا فقد انتصرت القضية.. تغير الرأى العام العالمى وخرجت الشعوب ترفض سياسة حكامها وتلعن العنصرية والإرهاب والإبادة والمجزرة التى مارسها الكيان ضد الشعب الفلسطينى.. جيل جديد يرى كذب وخداع ونفاق الإعلام الإسرائيلى ومن يواليه، تلك السردية الكاذبة الخادعة من مظلومية السامية.. جيل جديد يؤكد أحقية الشعب الفلسطينى فى الحرية وفى دولة مستقلة وفى غروب شمس المحتل.. جيل يبحث عن منظمات دولية أكثر فاعلية جيل يقاضى العدو الإرهابى ويفرق بين المقاومة والإرهاب.. حكام غربيون لديهم الشجاعة للوقوف مع الحق وحكام عرب يستعيدون قوتهم ومكانتهم لنصرة أهلهم وإعادة الحق لأصحابه... إنها عودة الطنطوره ولفلسطين بإذن الله.