رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع السؤال الحائر لماذا كان عصام سلطان يتعامل مع جهاز أمن الدولة، هل لأن السبب فى مصر قد يكون معروفا تماما، فلا يوجد سياسى تقريبا من بين قوى المعارضة إلا وتعامل مع هذا الجهاز بشكل أو بآخر، إما مختاراً وإما مضطراً، ربما اقتضت الظروف التى كان يعمل فيها حزب الوسط أن يتعاون عصام وغيره مع أمن الدولة، وهو التعاون الذى كان يقوم فى الغالب على تبادل المعلومات.. خاصة أنه وفى مراحل كثيرة كانت رغبة رجال حزب الوسط فى تدمير الإخوان المسلمين أكبر وأعمق من رغبة أمن الدولة فى تحقيق ذلك.

كان عصام سلطان تحديداً هو الأكثر غضباً وكراهية لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها، خاصة هؤلاء القابعين فى مكتب الإرشاد، وكان يبحث عن الصدام معهم، وافتعال المشاكل بينه وبينهم، ولم يكن يهدأ أبدا إلا بعد أن يتم تصعيد الخلاف إلى ذروته، أدلى مأمون الهضيبى مرشد الجماعة حديثا عن حزب الوسط ومجموعة أبوالعلا ماضى وعصام سلطان كانا من البداية إلى النهاية رمز للحزب دونا عن الآخرين،ولأن الرجل، رحمه الله، لم يكن يحافظ على لسانه، فقد خاض فى سيرة رجال الوسط بما لا يليق، وعندما قيل له هناك من ترك الجماعة لعدم اقتناعه بمبادئها وأفكارها.. أليس عند هؤلاء حق؟، وكانت المفاجأة أن المرشد أنكر أن يكون أحد خرج على الجماعة، وقال عن مجموعة حزب الوسط كانت تريد أن تكون حزبا، ونحن قلنا لهم إن الوقت غير مناسب بالمرة، ولو تقدمنا بطلب فى الوقت الحالى فسوف نخسر أكثر مما نكسب، لكنهم عملوها من ورائنا وتقدموا بحزب، وطبعا ليس معقولا أن يقوم البعض بانقلاب داخل الجماعة ويفضلوا فيها، كان لابد أن يخرجوا.

فى رد الهضيبى على سؤال بأن هناك من ينسب له انه قال أن من يختلف مع الجماعة سأجعله يسير فى الشارع عرياناً لا يكلمه أحد، وما يحدث فعلًا أن الإخوانى الذى يخالف الجماعة فى شىء يعتزله أصدقاؤه ولا يسلمون عليه، بل ويتعاملون معه وكأنه غريب عنهم.. هل تتبنى فعلاً هذه السياسة؟، رد المرشد هناك فرق بين أن يكون لك رأى وأن يكون لك قرار فى الجماعة، رأى تقوله ولكن فى كل حزب أو جماعة أو هيئة تعرض على القيادات جميع الأمور ليأخذوا فيها قرارات، ولو سمح لكل واحد أن يكون له رأى ينفذه فسيكون للجماعة ٣٠٠ قرار، ولا يمكن بذلك أن يكون لها أى رؤى أو وجود أو قيمة، فأى حزب فى العالم أو جماعة لابد أن يكون لها إرادة واحدة، وليس معنى ذلك منع الآخرين من إبداء آرائهم، ولكن الرأى يقال، وعندما نأتى عند القرار يكون للجهة المسؤولة، فنحن نطالب بالديمقراطية، والديمقراطية تمشى بفرق صوت واحد بين الأغلبية والأقلية، وعندما يصدر القرار فلابد أن ينحنى له الجميع، ولا يمكن الاعتراض عليه، ونحن فى الإخوان لسنا دولة، فمن يعترض على قراراتنا من حقه أن يترك الجماعة ويذهب ليعمل مع أى جماعة أخرى.

كان يمكن لمأمون الهضيبى أن يصمت عند هذا الحد، فقد وصلت رسالته إلى مجموعة حزب الوسط، وبدلاً من أن يحاول إزالة الجفوة التى جمعت بينهم، إذا به يزيد الفجوة التى يبدو أنه كان يريد لها أن تتسع، فعند الحديث عزيزى القارئ عن العنف فى العقاب والشدة فى رد الفعل ضد من يخالف رأى الجماعة؟، فرد الهضيبى وكان عنيفاً هذه المرة؛ نحن لا نفعل ذلك، لكن وبكل أسف الناس تتوغل فى الخلاف، فعندما يتركنا أحد مع السلامة، لكن عندما يتطاول علينا فنحن نقطع العلاقة معه نهائيا، لكننا لا نرد عليه، فواحد ظل فى الجماعة أكثر من عشرين عاما، ثم اكتشف فى النهاية أن أفكارها ليست حقيقية وأن يد الجماعة ملوثة بالدماء، وبعدين راح يعمل حزب لوحده، طيب كيف يصبح هذا أمينا على حزبه، وكيف سيتعامل مع أعضائه؟، وللحديث بقية

[email protected]