رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب التى تعيشها غزة ليست ضد حماس؛ لأن إسرائيل تقصف بالقنابل مواقع مكتظة بالسكان المدنيين. لقد تحطم الآن كل ما كان يمنحنا الأمل فى أنه عندما يصل العنف إلى نقطة غير معقولة وترتكب انتهاكات مفرطة لحقوق الإنسان، فإن إسرائيل ستتوقف. لقد كنت أؤمن بأن غزة ستنال الحماية بموجب القانون الإنسانى الدولى، أو بصرخة احتجاج من الجمهور الإسرائيلى ضد تجاوزات حكومتهم– ولكن فى هذه المرحلة لا أرى أى أمل فى أى منهما. ولا يبدو أن هناك أملاً فى أن تستيقظ إسرائيل من وهم مفاده أن الحرب والعنف ضد الفلسطينيين وقوتها العسكرية التى لا يمكن تعويضها من شأنها أن تمنحها السلام والأمن. وهذا يترك الفلسطينيين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ضعفاء يواجهون خطراً جسيماً على حياتهم ووجودهم المستقبلى فى هذه الأرض.

قبل ستة وخمسين عاماً، بعد انتصار إسرائيل فى حرب الأيام الستة عام 1967، دار نقاش مكثف فى البلاد بشأن مستقبل الضفة الغربية وغزة المحتلين حديثاً. وتراوحت الخيارات بين ضم إسرائيل للأراضى بشكل كامل، أوإعادة الضفة الغربية إلى الأردن، أو إقامة دولة فلسطينية.

حين ذلك كان هناك من اقترح إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل. وحثت واشنطن إسرائيل حينها على ترجمة موقفها غير المحدد بشأن التسوية إلى شروط ملموسة.

وفى خضم الهجوم الإسرائيلى الوحشى على غزة، تحث الولايات المتحدة إسرائيل مرة أخرى على وضع خطة لليوم التالى. ومع ذلك، وكما كان الحال فى عام 1967، تركز طموحات إسرائيل الدافعة الآن على الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الأراضى والتخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. وفى عام 1967، كان صناع السياسة الإسرائيليون مصرين على الاحتفاظ بقطاع غزة المحتل. وفى وقت مبكر من 8 يونيو 1967، صرحت جولدا مائير، الأمينة العامة لحزب ماباى الحاكم آنذاك، فى اجتماع للجنة السياسية للحزب بأنها تؤيد «التخلص من العرب». وقد نص قرار مجلس الوزراء الإسرائيلى رقم 563، الصادر فى 19 يونيو 1967، على أنه «بحسب الحدود الدولية، يقع قطاع غزة داخل أراضى دولة إسرائيل».  ومع ذلك، ونظراً للعدد الكبير من السكان الفلسطينيين فى غزة، فإن ضم الأراضى، كما حدث فى القدس الشرقية، لم يكن خياراً قابلاً للتطبيق.

بينما كان العالم يراقب. ولم يكن الطرد الجماعى للفلسطينيين من غزة ممكناً أيضاً لذلك تم استخدام استراتيجيات أخرى. كان أولها جعل الحياة لا تطاق، من خلال الحكم بقبضة من حديد وإبقاء مستوى المعيشة منخفضاً للغاية. والثانى: تشجيع الهجرة. وقد اعتمدت هذه الاستراتيجية، التى أشرف عليها شخصياً رئيس الوزراء ليفى إشكول، على الحوافز المالية. وبحلول منتصف عام 1968، كان عشرات الآلاف قد غادروا القطاع، معظمهم إلى الأردن. لكن الأردن قرر التوقف عن قبولهم، فكثفت إسرائيل محاولاتها لتعزيز هجرة الفلسطينيين إلى دول غير عربية مثل البرازيل ودول أخرى فى أمريكا الجنوبية، وكذلك كندا واستراليا، ولكن دون نجاح يذكر. وفى النهاية، لم تحقق أى من هذه الاستراتيجيات نتائج مهمة، ما دفع إشكول إلى الرثاء قائلاً: «ما زلت لا أعرف كيف أتخلص منهم». 

الآن، ومع الحرب على غزة، يبدو أن إسرائيل تغتنم الفرصة لتنفيذ ما لم يكن ممكناً فى كل السنوات السابقة.