عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل 34 عاماً كنتُ بمدينة بون بألمانيا حيث أعدّ رسالة الدكتوراه، وفجأة خرجت مظاهرات الفرح تسود ألمانيا لانهيار سور برلين الذى قسم برلين إلى شرقية وغربية ظل حلم الوحدة يراود الألمان منذ إنشائه، وأتذكر عندما زرته قبل ذلك سمعتُ أنّات الآباء والأمهات يشكوْن من هذا السور الذى فرّق العائلات وجعل بينها سوراً، كان هنالك أب يبكى ابنه الذى حاول عبور السور فأطلق حرسُ ألمانيا الشرقية النار عليه فأردوه قتيلاً لأنهم كانوا يمنعون عبور الشرقيين إلى برلين الغربية، تحوّل المستشار الألمانى هيلموت كول إلى بطل لأنه أنجز الوحدة فى عصره، بدأ طوفان الألمان الشرقيين نحو ألمانيا الغربية، كان الشرقيون فقراء بالمقارنة مع الغربيين، وحّد هلموت كول العُملة (المارك) آنئذ وجعل المارك الألمانى الشرقى يساوى المارك الغربى وتحملت ألمانيا الغربية تكلفة هذا القرار مليارات الماركات.. لقد نجح الألمان فيما فشل فيه العرب، دول كثيرة متجاورة لكنها تحدّها الحدود وتفصلها السياجات، ترى لماذا لم تحدث الوحدة العربية كما حدثت فى ألمانيا؟هل الفارق الاقتصادى يقف حائلا بين الأشقاء؟ هل نجد هذه الوحدة فى جيلنا أو فى الأجيال القادمة؟ لكنى أومن بحتمية هذه الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ولنا فى انهيار سور برلين والوحدة الألمانية عبرة ونموذج يحوّل المستحيل إلى واقع نراه قريباً.

• مختتم الكلام

• على أطلال سور برلين

هذا العتيق قفوا عليه وطأطئوا هذا الجدار

كم كان منبع حزننا

وغفت على جدرانه سُحب الغبار

والصخرة الصماء تقتل صمتنا:

​هبوا العنوا هذى الديار

ناحت فتاة مدينتى:

​هذا الجدار فمزقوه

​وحذارِ لا... لا تلمسوه

- «قد مات ابنى فابعثوه»

قد كان رمزاً للدمار فحطموه!

- ماذا أصابكَ؟ما أجاب

وخطى بكبرٍ واكتئاب

ويشير نحو السور فى حزن عميق

تمضى عصاه تدق هذا السور تسأل فى اضطراب

«أدوارد» يا برلين قد ولّى وغاب!

أدوارد يا رمز المحبة

والمحبة كل شىء للبشر

لولا المحبة ما لمحت أدوارد فى هذا المطر

ورأيتُ إكليلًا على قبر صغير

وقرأت اسمًا فى طرازٍ من حرير

ورأيته أدوارد يبكى من جديد:

​الحرب، هتلر، والدمار

أدوارد يا رمز المحبة؛ ما دهاك؟

عانقتهُ خوفًا عليه

والدمع يجرف مقلتيه

قد كان يبكى الابن من لهفٍ عليه

ومضى يغمغم فى جنون:

الأخ صوَّب طلقةً نفذت إليه

لما أراد عبور هذا السور من شرقٍ لغرب

أنا ما بكيتُ على الغلام كما بكيتُ على الجدار

ورأيته الخنساء تبكى صخرها المقتول فى وضح النهار

السور يفصل بين أمى

​بين ابنى فى المغيب

وعلا النحيب

وأخذتُ أهتف:

​فاهدموه؛ ولا مجيبْ!!