رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الواقعة والتى كان بطلها الدكتور حسين زايد، وهو أحد قيادات الهيئة العليا لحزب الوسط، ودخل مجلس الشورى عن الحزب من محافظته بورسعيد، وقتها على وجه التقريب فى العام ٢٠٠٢، كان لا يزال عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين، وكان بعض أصدقائه يطلقون عليه مرشد بورسعيد لنشاطه وحماسه وحرصه على جماعة الإخوان المسلمين وعمله من أجلها، كان زايد استشارى الأنف والأذن والحنجرة قريبًا من عصام سلطان قرب الصداقة التى تتجاوز الخلافات بين الجماعة وحزب الوسط، ولأن حسين كان معتزًا بنفسه فقد بدأ ينتقد كثيرا من أداءات الجماعة ومرشدها وقتها المستشار محمد مأمون الهضيبى.. وهو ما قاده عندما وصل إلى حافة اليأس من إصلاح الجماعة إلى أن يتقدم باستقالته، وكان طبيعيا أن تستقبله قيادات حزب الوسط استقبال الأبطال، ليس لأنه استقال فقط، ولكن لأن استقالته سيكون لها أثر مدوٍ داخل الجماعة لما عرف عنه من التزامه وحرصه على جماعة الإخوان ووحدتها وتماسكها، فقد اتصل عصام سلطان بأحد الصحفيين فى جريدة الأمة ليقول له إن هناك خبطة صحفية ستكون مدوية، يمكن لها أن تفقد جماعة الإخوان الإرهابية صوابها وتوازنها، وأنه سيخصه بها بعد عدة أيام، لم تمر سوى ساعات قليلة إلا وكانت المعلومة فى جهاز أمن الدولة باستقالة أحد كوادر الإخوان هو حسين زايد، وأن الجهاز يمتلك نسخة من الاستقالة، وذهب البعض للبحث عن سر وصول استقالة حسين زايد إلى أمن الدولة قبل أن تصل إلى بعض أعضاء مكتب الإرشاد، وكان السؤال المنطقى، هل هناك داخل المجلس من يعمل جاسوسًا، بادر على الفور بتصوير نسخة من الاستقالة وأرسلها إلى الأمن، أو على الأقل أملى مضمونها فأصبحت التفاصيل ملكًا لرجال أمن الدولة؟.

من المؤكد أن مكتب الإرشاد مخترق، ومؤكد أيضا أن لجهاز أمن الدولة عيونًا ترصد وتسجل دبة النملة فى مكتب الإرشاد وتنقلها ربما على الهواء مباشرة للمسئولين فى مكاتب أمن الدولة، حتى جاء مهدى عاكف ليفجر ما اعتبره البعض مفاجأة رغم أنه لم يكن كذلك، كان الصحفى صلاح الدين حسن يجرى حوارًا صحفيًّا مع مهدى عاكف فى مقر مكتب الإرشاد بالمنيل، سأل المرشد، لماذا لا تكون مواقفك معلنة؟، فرد عاكف بعصبيته المعروفة: لا يوجد عندى موقف مبطن والنظام يعلم عنى ذلك، أنا رجل واضح تمام الوضوح، مكتبى هذا كل كلمة فيه مسجلة على الهواء مباشرة، وهذا الحديث مسجل عندهم، كان هذا اعترافًا واضحًا لا لبس فيه من مهدى عاكف أن مكتب الإرشاد كان مراقبًا طوال الوقت، وأن ما يحدث فيه ينقل بالصوت والصورة فى إشارة إلى أنه تم زرع كاميرات وميكروفونات داخل بيت الجماعة الحصين، ربما أراد مهدى عاكف أن يبرئ رجاله من تهم العمالة لأمن الدولة التى كانت تطاردهم، لكنه دون أن يدرى هبط بمستوى جماعته التى بدت ضعيفة ومتهالكة ومخترقة، لكن هذه كانت طبيعة مهدى عاكف، فقد كان المرشد الفاضح لنفسه قبل الآخرين.

دارت السنوات وتم تفكيك جهاز أمن الدولة، لكن ظل تسريب استقالة حسين زايد من مكتب الإرشاد لغزًا محيرًا، حتى قال أحد قيادات الجهاز السابقين والذين كانت لهم علاقة وثيقة بملف الجماعات الإسلامية، كان لديه الكثير الذى قاله عن واقعة الاستقالة، ولديه حل اللغز، قال إن عصام سلطان هو الذى أرسل بنص الرسالة إلى الجهاز قبل أن يتسلمها مكتب الإرشاد.. وهو أكثر منطقية لحل اللغز عزيزى القارئ، ولم يشغل بال أحد بعد ذلك لماذا كان يتعامل عصام سلطان مع جهاز أمن الدولة، لأن السبب فى مصر قد يكون معروفًا تماما، فلا يوجد سياسى تقريبا من بين قوى المعارضة إلا وتعامل مع هذا الجهاز بشكل أو بآخر، إما مختارًا وإما مضطرًا، وللحديث بقية.

 

[email protected]