رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى

«ليلى» براءة أكلتها مياه النار

بوابة الوفد الإلكترونية

فى صفحة «وراء الجريمة» الأسبوعية، منهج جديد لمتابعات الجرائم بشكل تحقيقى.. نعرض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالاً وبحثاً من جريدة «الوفد» عن الحقيقة، نفتش ونبحث وراء الجرائم والوقائع الشائكة، بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية..

جريمة هذا الأسبوع واقعة بشعة هزت القلوب وأثارت الرأى العام، شهدتها إحدى طرق قرية سندبيس بمدينة قها دائرة مركز شرطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث تجرد سائق من معانى الانسانية والآدمية ليتحول إلى شيطان لعين، يفتك بجميع معالم البراءة من حوله، حيث قام المتهم يدعى «أ ف أ» «سائق»، بتشويه زهرة البراءة، بعدما سكب جردل «مياه نار» على طفلة ووالدتها، والسبب لم يكن معروفاً، حيث اختلط عليه الأمر وخيل له شيطانه أن هذه المرأة وصغيرتها هما المقصودتان، وفقاً لأقواله فى التحقيقات.

 

 

فى هذه المأساة أعد المتهم العدة لتنفيذ جريمته، والمكونة من «جردل من مياه النار» بلغ حجمه 25 لتراً، وتربص بالمجنى عليها «نهلة» البالغة من العمر 28 عاماً، وطفلتها «ليلى» البالغة من العمر 3 سنوات، وفى لحظة شيطانية قام بسكب المياه على وجههما وجسدهما حتى أصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة وهما قابعتان الآن فى العناية المركزة بالمستشفى.

«انتهينا من اللبس ونازلين الآن». . آخر ما تفوهت به «نهلة» صاحبة الـ28 ربيعاً، ضحية واقعة الغدر فى القناطر الخيرية لزوجها قبل دقائق من حدوث الواقعة.

وفى تفاصيل الجريمة المروعة، «قال الزوج المكلوم» إسلام محمد، زوج المجنى عليها خلال حديثه لـ«الوفد»: حرام طفلة صغيرة زى بنتى يحصلها كده، طفلة حياتها انتهت قبل أن تبدأ، عايز يحصل فى المتهم زى ما حصل فى بنتى وزوجتى مش هتبرد ولا هيشفى غليلنا غير القصاص العاجل والعادل.

وفى تفاصيل يوم الواقعة، قال الزوج «إسلام محمد» زوج ضحية مياه نار القناطر الخيرية، كنت راجع من عملى، وكانت زوجتى وطفلتى نازلين علشان نتوجه إلى والدتها، وكان مكان التقائنا هو مدينة قها لطريقنا إلى القاهرة، كانت بينا اتصالات كل خمس دقائق للاطمئنان الى وصولهم إلى مكان اللقاء.

استمرت الاتصالات بيننا حتى اتصال استغاثة زوجتى لى، قائلة «الحقنا تعالى عند القاعدة: وهى مكان بين مدينة قها وقريتنا، انتابتنى حالة من الرعب والذعر، ويجول فى ذهنى أفكار كتيرة ومؤلمة، ذهبت أجرى زى المجنون على مكان زوجتى، حتى وصلت إلى المكان.

وتابع «الزوج المكلوم» ووجهه قد كساه الحزن والألم لما وجد عليه زوجته وطفلته، وجدت زوجتى مياه النار تكسو جسمها، وملابسها شبه محترقة، أما طفلتى فوجدتها عارية لم ينجُ من ردائها إلا طوق الفستان حول عنقها، لما فعلته بها مياه النار فى جسمها ووجهها ذهبت بهما إلى المستشفى على الحال.

وأكمل الزوج قائلاً: زوجتى أخبرتنى بأنهما كانتا مستقلتين التوك توك وجدتا شخصاً يتربص بهما، يستقل دراجة نارية، وفجأة وجدنا المتهم يقوم بسكب المياه علينا عند منطقة جنينة البلح، مستكملاً حديثه بنبرةٍ منكسرة: «الحمد الله إنى مافقدتش بنتى، أنا راضى بقدر ربنا وقابل بيه، الحمد الله أنها عايشة». 

واستكمل فى لحظة شرود: «ليلى طفلتى وصغيرتى جسمها كله حروق اتشوهت وشها ودانها ساحت، ورجلها كلها حروق، هى فرحتى الأولى والأخيرة الحمد الله، حسبى الله ونعم الوكيل فى المتهم»، وأردف الزوج «إسلام محمد»، كنا ننعم بحياة هادئة أنا وزوجتى وطفلتى لا توجد خلافات مع أحد، والمتهم قد دمر لى حياتى دون ذنب، «موّت لى بيت وقتل براءة بنتى ومراتى، للحد الذى جعل حتى أختى الصغيرة تخاف تروح المدرسة كل ما تفتكر اللى حصل، ليلى بقت خايفة من الناس، كسر الحياة فى قلب طفلة، نشر الرعب والخوف فى بلدتنا الصغيرة الهادئة».

واستعرض الزوج تفاصيل تقرير الطب الشرعى، وجاء فى نص التقرير: الطفلة ليلى إسلام محمد ٣ سنوات، تعانى من حروق كيميائية من الدرجة الثالثة بنسبة ٣٠% بالوجه والعين وحروق متفرقة بالجسم مع تورم بالوجه تم حجز الحالة بالرعاية المركزة، وأن السيدة نهلة فتحى عبدالكريم، ٢٨ سنة، تعانى من حروق كيميائية من الدرجة الثالثة بنسبة ٢٠% حروقاً متفرقة بالجسم تم حجز الحالة بالرعاية المركزة»، وتتحفظ «الوفد» على نشر صور المجنى عليهما عقب الواقعة لبشاعتها.

الأب والزوج المكلوم: حياة طفلتى وزوجتى تدمرت

وبعد بُرهة من الصمت، محاولًا تمالك أعصابه، استكمل حديثه، المتهم كان عقد النية، وعزم وأعد العدة، لكى بقوم بتنفيذ جريمته، وسأل مستنكراً: ماذا استفاد أب مثله متزوج ولديه أولاد، يعمل سائقاً ومزارع بأن يهدم حياتى بهذا الشكل، فضحته الكاميرات التى رصدت حركاته وقت حدوث الجريمة، والكاميرات رصدته من أمام منطقة النافورة، مكان الواقعة بعد ارتكاب الجريمة عاد الى عمله واشتغل فى زراعة أرضه، وكأنه لم يفعل شيئاً «زى اللى قتل القتيل ومشى فى جنازته». 

والتمس الزوج من الجهات القضائية توقيع بالقصاص العادل، رغم أن الموت فيه حرام، وظل يصرخ باكياً: «بنتى اتدمرت ليه تعيش حياتها كلها حد يبصلها نظرة استعطاف، ليه حد يفضل يتنمر عليها طوال حياتها ما ذنبها تقتل براءتها بهذا الشكل»، وأنهى حديثه: واثق فى القضاء المصرى لأنه قضاء عادل. ينصفنا وآخد حق بنتى ومراتى من المتهم.

 

المتهم: مكنتش أقصدهم

جلس المتهم «إبراهيم» أمام وكيل نيابة مركز القناطر الخيرية، وأدلى بأقواله قائلاً: «الانتقام أعمى بصيرتى، لدىّ خلافات مع رجل وزوجته من نفس قرية المجنى عليها، واختلط علىّ الأمر وشوفتها زوجة الرجل اللى أنا بينى وبينه مشاكل».

واستكمل المتهم اعترافاته، يوم الحادث، ذهبت إلى أحد المحال واشتريت كمية كبيرة من «مياه النار»، وصلت إلى 25 لتراً، ووضعتها داخل عبوة بلاستيكية «جردل»، وذهبت بالقرب من منزل الرجل الذى بينه وبينه خلافات، وعندما شاهدت «التوك توك» الذى كانت تستقله المجنى عليها يقترب، تتبعته بدراجة نارية، ومعى «جردل مياه النار»، وفور اقترابى من «التوك توك»، ألقيت الجردل على السيدة التى كانت تستقله وكان معها طفلة صغيرة.

وأضاف المتهم «إبراهيم»، شاهدت السيدة وطفلتها ومياه النار تأكل جسدهما، وتحرق ملابسهما، وفررت هارباً من مكان الواقعة، فور تجمع الأهالى لإغاثتهما، مؤكداً عدتُ إلى منزلى وغيرت ثيابى، وذهبت إلى عملى وباشرت الزراعة فى أرضى، اعتقاداً منى أننى قمت بسكب المياه على السيدة المراد أذيتها، إلا أنه افتضح أمرى ورصدتنى الكاميرات وتم القبض علىّ، وإحالتى إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية.