رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يكن مجرم الحرب نتنياهو وحده فى الحرب.. ولم يدخل جيش الاحتلال المعركة منفردا.. ولكن أمريكا كانت حاضرة ومن ورائها أوروبا.. بالمال والسلاح.. بالعده والعتاد.. بالدعم المادى والمعنوى.. بالدعم اللوجيستى غير المحدود.. بكل أنواع الدعم وقفت أمريكا وأوروبا خلف العدو فى حربه على الأبرياء العزل فى قطاع غزة.. باختصار فإن المجتمع الدولى الذى خذل العرب والمسلمين كان إما مساندا بكل ما أوتى من قوة أو داعما بالصمت على المجاز وهو ما يعنى منح الضوء الأخضر للمزيد من الدماء.

ورغم كل هذا يقف نتنياهو بقلب يرتجف.. يسيطر عليه الخوف والرعب من المستقبل.. ليس مستقبله هو فحسب.. بل مستقبل الكيان الصهيونى نفسه على المدى البعيد حتى بعد أن يرحل هو ومن معه من القادة المجرمين.. 

ونتيجه لحالة الرعب والخوف هذه خرج علينا نتنياهو بتصريحات منذ أيام تترجم الواقع الذى يعيشه.. فقد قال إن حكومته ستعمل على صياغة مختلفة للسلطة المدنية فى غزة بعد الحرب للتأكد أنها ستعلم الأطفال التعاون معنا. 

ولأن نتنياهو والقادة الإسرائيليين عموما أغبياء، فالمطلوب منهم أن يستمعوا إلى الأذكياء ورسائلهم التى جاءت واضحة لا لبس فيها فى هذا الشأن..  فمثلا عليهم أن يقرأوا جيدا رسالة الملياردير العالمى إيلون ماسك التى أرسلها عبر لقاء فى بودكاست مع رجل الأعمال الأمريكى ليكس فريدمان.. قال ماسك: إذا كنت على وشك أن ترتكب إبادة جماعية بشكل صريح ضد شعب بالكامل وهذا شىء لا يمكن قبوله، فسوف تتركون خلفكم الكثير من الأحياء الكارهين لإسرائيل مقابل كل عضو تقتله من حماس. إذا قتلت شخصا ما فى غزة فقد صنعت على الأقل العديد من أفراد حماس الذين هم مستعدون للموت فقط لقتل إسرائيلى واحد. 

مقابل كل عضو تقتله فى حماس كم صنعت، وإذا صنعت أكثر مما قتلت فإنك لم تنجح. 

إنها رسالة من شخص ذكى وناجح، استطاع أن يتربع على عرش المليارديرات فى العالم بذكائه وحكمته.. لقد لخص الرجل المشهد فى عبارات واضحة وقوية وهى أن القضية لن تموت، وإذا قتل الصهاينة فردا واحدا من حماس فإن هناك آلافا آخرين مستعدين لبذل أرواحهم مقابل قتل إسرائيلى واحد. 

هذا ما قاله ماسك.. وإذا أراد مجرمو الحرب أن يستوعبوا رسالة ماسك أكثر فعليهم أن يرجعوا إلى التاريخ.. فلهم فى أسلافهم عظة وعبرة.. وما تاريخ السفاح شارون ومن قبله رابين عنا ببعيد.. لقد ارتكبوا المجازر الواحدة تلو الأخرى وحاولوا بكل الطرق القضاء على المقاومة سواء فى الضفة أو غزة.. ولكن ماذا كانت النتيجة.. هلك رابين وشارون وكل مجرمى هذا العصر وبقيت المقاومة صامدة، تدافع عن الأرض والعرض والمقدسات، وبقى الوعى حاضرا، وبقيت القضية ترويها دماء الشهداء. 

والآن نقول لمجرم الحرب نتنياهو.. ربما تكون قد نجحت فى أن تهدم الحجر بعد أن أزلت من الوجود أحياء كاملة من المبانى الخرسانية باستخدام قنابل تزن مئات الأطنان.. ربما تكون قد نجحت فى هذا، ولكنك أبدا لن تستطيع أن تهدم البشر.. أبدا لن تستطيع أن تمس العقيدة الراسخة بأنكم قتلة وسفاحون ومصاصو دماء. أبدا لن تستطيع أن تمس الثوابت ومفادها أنكم إلى زوال، ويوما ما ستدفعون ثمن ما ارتكبتموه من جرائم.

ربما تكونون قد نجحتم فى هدم الحجر، لكنكم أبدا - لم ولن- تستطيعوا أن تهدموا البشر، فأطفال اليوم الذين هم أبطال الغد لا يحتاجون سوى رسالة تذكرة فقط، أما الهدف الذى لا يفارقهم وهو تحرير الأرض والمقدسات والثأر للشهداء فهو حاضر لا يغيب أبدا مهما طال الزمان.