رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

تغير العالم بعد حرب غزة. دفنت مبادىء الثورة الفرنسية، ومحيت مبادىء ودرو ويلسون الاربعة عشر، وشطبت من القاموس بنود تأسيس عصبة الأمم. عالم اليوم بلا مبادىء. الوحيد الباقى من عصور خلت هو هذا «الأمير الميكيافيلى»!

الآداب والفنون والثقافة لم تعد ملهمة للخيال والوجدان.وانما بعض من بقاياها فى قلوب فطرت على محبة الإبداع الإنسانى، هى التى لاتزال تجعل اميركيا شريفًا - وبضعة آلاف مثله- يدينون ممارسات العدو الصهيونى فى غزة، وتقود انكليزيا -وبعض الاحرار فى عالم العبيد- للتظاهر أمام ١٠ داونييج ستريت. وتجعل من بعض نواب البرلمان فى عدة دول كبلجيكا، وبعض سيناتورات اميركا فى مجلسى الشيوخ والنواب، يرفضون انسحاق اميركا خلف الكيان الصهيونى على هذا النحو، ويرفضون الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

العالم بمليارات من اعداد سكانه يبدو الآن وكأن سكانه مجرد أرقام. بتعبيرنا المصرى «العدد فى الليمون». لا يستطيعون شيئا. قراءة الابداع والانصات لصوت الموسيقى ومشاهدة الفن السابع والتمتع به، لاتعنى أنهم لايزالون متحضرين.. أو أن لديهم حضارة عالمية تبعث نورها الى بلدان اخرى معتمة. المفارقة أن بعض الشعوب على الرغم من عدم استنارتها لم تنسحق كشعوب أوروبا وتعتقد ان الدولار هو اهم مافى الوجود، فلم تشارك فى قتل الاف الفلسطينيين، من اجل حفنة دولارات، أو لشق قناة فى الهند وتمر عبر الكيان الصهيونى وتنافس قناة السويس، أو تهجر الفلسطينيين لان هناك مشروعا للبحث عن الغاز فى القطاع أو ما شابه! «العالم العبد» الذى كنا نتوق إلى العيش فيه فى نهايات القرن الماضى، بتوهم انه عالم للأحرار، أصبح ذليلا أمام الفلوس. اليوم فى كل بقعة من بقاع الأرض الكلمة الآن للمال..Mony Talke.

عندمايتكلم المال فى العالم و الشرق العربى فى قلبه، لا تصمت الا مصر، رغم قوتها وتاريخها وحضارتها!! بتأثير أزماتها المالية التى تواطؤ كثيرون - بمافيهم فاسدون بيننا- فأحدثوها، وتسببوا فى سكوتها حين يتكلم المال، أو ملوكه وأباطرته وأمرائه . يقينا عندما يتكلم العالم لغة اخرى، فلدينا المقومات، حتى فى أسوأ الحالات مازلنا نستطيع.

كلما تذكرت كلمة تعليم تحسست فى ذاكرتى الوزير طارق شوقى.. الذى انفق بدم بارد اربعمائة مليون دولار على جهاز تابلت لم يجهز مدارسه لاستخدامه؟ 

لا أظن ان هذا استعداد جيد للمشاركة فى قتال. لقد حاولنا إنقاذ التعليم وحتى الآن فشلنا!

التعليم أول طلقة فى أى معركة!