الناصية
هل الكيان الإسرائيلى سيختفى من الوجود قبل الذكرى الثمانين لتأسيسه عام 1948؟، لقد توصلت دراسة استقصائية للشباب الإسرائيليين، نشرت فى مايو 2022، أن ما يقرب من نصف السكان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة غير متفائلين بشأن مستقبل إسرائيل، حيث يفكر أكثر من ثلث الناس فى الهجرة للحصول على وظائف وحياة أفضل، حيث إن 33% من الشباب الإسرائيلى يفكرون بجدية فى الهجرة من الأراضى المحتلة، فيما لا يرى 44% منهم أى مستقبل فى إسرائيل، على الجانب الآخر وفى عام 2022 أعرب رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك عن قلقه بشأن ديمومة إسرائيل، مؤكدًا أن الكيان سوف يختفى من الوجود قبل الذكرى الثمانين لتأسيسه عام 1948، مع توقعات بسيناريو الهلاك لإسرائيل، وكما تسرد نبوءات إسرائيل فى العهد القديم أو الكتاب المقدس العبرى «إن سقوط المملكة الإسرائيلية له أسباب داخلية وينتج عن صراعات بين قبائل إسرائيل»، وفى النهاية سيفعل الله ما فعله فى مملكة الملك سليمان التى انهارت، الجدير بالذكر أن إسرائيل كيان مليء بالتناقضات، فهى عبارة عن مجموعة غير متجانسة من الأعراق والثقافات والانتماءات والأيديولوجيات، حتى الديانة اليهودية التى تجمعها تحت لوائها، لا تستطيع أن تتوحد، بل على العكس من ذلك، فإن الدين يفرق الإسرائيليين ويمكن أن يشعل نار حرب دينية داخلية قد تحول إسرائيل إلى رماد، كما أن هذه النبوءات تخضع حاليًا للفحص فى خطاب الإسرائيليين مع وصول إسرائيل إلى عقدها الثامن مع القلق من الخلافات الداخلية فى السياسة الإسرائيلية ووجود انقسامات وصراعات متنوعة، وغالبية قادة إسرائيل يؤمنون «بلعنة العقد الثامن»، وأن اليهود لم يحكموا لأكثر من 80 عامًا على مر التاريخ إلا فى مملكتى داود وسلالة الحشمونائيم، وفى كلتا الفترتين بدأ تفككهم فى العقد الثامن، والنظام الإسرائيلى الحالى يمثل التجربة الثالثة ويقترب من العقد الثامن من عمر الكيان، وفى أكتوبر 2017 حذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من المخاطر التى تواجه إسرائيل، وشدد على ضرورة مواجهة البلاد للتهديدات، وأشار نتنياهو خلال كلمته إلى مملكة حشمونائيم التى عمرها نحو 80 عاما، وأنه يسعى جاهدا من أجل وصول إسرائيل إلى عامها المئة؟!، وأوضح أن بقاءه رئيسًا للوزراء هو الضمان الوحيد لاستمرارية إسرائيل بعد عقدها الثامن وما يزيد على قرن، على خلاف الحال مع ممالك إسرائيل التاريخية السابقة؟!.، ومؤخرًا فى كلمة مصورة صرح «أبوعبيدة» الناطق باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس:«إن زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدًا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر»، وهذا يعنى أن زمن أسطورة الجيش الذى لا يقهر قد ولّى وأن المعركة الحالية ستكون فاصلة فى تاريخ الأمة».. وللحديث بقية إن شاء الله.
دكتور جامعى وكاتب مصرى