رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا خلاف بين الفصحى والعامية، فالعاميّة ابنة الفصحى التى خلّفت من البنات عدّة فتيات جميلات لكنهن يعترفن بأمهن ويتمسّكن بها، أنا لا أستطيع أن أطلب من العامة أن يتحدّثوا الفصحى فقط، هذا لم يكن موجوداً فى أى عصر، ولهجة قريش سادت لأن القرآن الكريم نزل بها.. كل اللغات فيها فصحى وعامية ولا خوف عليها من العامية إلا إذا تركنا القرآن الكريم وهجرنا الفصحى تأليفاً وقراءة. هنا مكمن الخطر. لكن ما أراه الآن من تقارب لغوى فى التلفزات والإذاعات العربية والصحف والمدوّنات يجعلنى أتفاءل أن هذا التجاور بين الفصحى والعامية لم يؤثر عليها بل يزيد جمالها جمالاً. لولا هذا الشعر العامى لفقدنا شعر بيرم التونسى وعبدالرحمن الأبنودى وحجاج الباى وعبدالستار سليم وعادل صابر وغيرهم. حتى الشعر النبطى أراه قريباً من الفصحى عندما يشدو ميحد حمد بكلمات الشاعر خليفة بن مترف: أحب البر والمزيونْ... واحبْ البدو والأوطان

واحبّك قبل لا يدرونْ... هلى وأهلك ولا الجيرانْ

أين اللفظة العامية التى نراها فى النص ضد الفصحى؟،هل قصيدة يا منة  لعبدالرحمن الابنودى تقتل الفصحى؟ إنها الفصحى إلا قليلاً... كتبتُ الشعر الفصيح والعامى ولا أجد حرباً بينهما بل هما متكاملان. لا توجد مفاتيح للقصيدة الناجحة سوى ما عبّر عنه شاعر:

«الشعر مشْ شعر لو كان مُقفّى وفصيحْ/

الشعر لو هزّ قلبى وقلبك شعر بصحيحْ»

وكل الشعراء منذ امرئ القيس حتّاى يبحثون عن قصيدة لمَّا تُكتبْ بعد؛ يصبح الشاعر شاعر الناس إذا عبّر عن أفراحهم وأحزانهم، والنّاس تحس بهذا وتعرف الشاعر المزيّف والحقيقى وتفصل جيّدا بينهما. وقد حضرت أمسيات شعريّة لنزار قبانى وعبدالرحمن الأبنودى وفدوى طوقان ومحمد الفيتورى ومظفر النواب وغيرهم ورأيت كيف يمسكون بالجمهور فى قبضة أيديهم. الشاعر الفرد هو الذى يؤثّر فى جمهور النّاس ويقودهم إلى مبتغاه، وهؤلاء الآن قِلّة.

• مختتم الكلام

قال الشاعر حجاج الباى:

لمَّأ الزناتى وقعْ، ودياب طلع سَكّة

لادهمْ قعدْ ع الدكة يتحكّى

‏ويحكْ جرح الزمن حكّة ورا حكة

‏بكِّت قنانى الدم كام بكّة

‏لون المساقى دمْ/ صوت السواقى هَمْ

‏الجرح لم يتلمْ/ واتلمت الضحكة

‏نزَّتْ فى صدرى الآه/ صوت الربابة تاهْ

‏تاهتْ خطاوى الخلق فى السكة

‏لم يفتحوا عكّا