رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"عندما أحرقنا المسجد الأقصى لم أنم طيلة الليل، وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو إسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة." هذا ما قالته جولدا مائير رئيس الحكومة الإسرائيلية في 21 أغسطس 1969 عندما وقع حريق هائل أتى على ثلث المسجد الأقصى.
فهل سيستيقظ المارد العربي من سباته العميق ويجتمع العرب يد واحدة، قلب واحد، روح واحدة؟ لمواجهة العدوان الثلاثي "الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي" الذي يستهدف منطقة الشرق الأوسط كلها متخذا من غزة ستارا لمطامعه والسيطرة على المنطقة والاستيلاء على خيراتها بأكملها وفقا للخريطة المرسومة منذ عشرات السنوات.
هل ستخرج القمة العربية الطارئة والتي ستقام غدا السبت بالرياض بقرارات شجاعة قوية تقف أمام عمليات الإبادة الجماعية لأخواتنا في فلسطين وتنتصر لإنسانيتنا وكرامتنا، أم ستبقي القرارات تملى من القوى العظمى ونكتفي فقط بالبيانات والإدانة والتعاطف والشجب؟!
ظهر الرئيس ياسر عرفات في أحد اللقاءات التليفزيونية، وفجر مفاجأة وهو يحمل عملة معدنية إسرائيلية (١٠ جاوره ) قائلا: "هل لاحظ إحدى الخرائط المرسومة في ظهر العملة الإسرائيلية على الشمعدان الإسرائيلي... إنها خريطة حدود الدولة الإسرائيلية الكبرى المخطط الصهيوني للتوسع، والتي تشمل سيناء، كل لبنان والأردن، وثلثي سوريا، وثلاث أربع العراق، وثلث السعودية" واختتم حديثة مستنكرا هل رأي العرب هذه الخريطة؟
في عام ١٩٨٦ اعترف جو بايدن عندما كان عضو في الحزب الديمقراطي بمخطط أمريكا الشيطاني قائلا: "إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط، لو لم تكن هناك إسرائيل، لكان على أمريكا خلق إسرائيل لحماية مصالحها في المنطقة... إسرائيل هي أفضل استثمارا قمنا به بقيمة 3 مليارات دولار". فهل ننتظر من أمريكا الأب الشرعي لإسرائيل أن تتدخل لوقف الحرب!
وخرج الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد عملية "طوفان الأقصى: في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ معلنا عن تقديم مساعدات أكثر من ١٤ مليار دولة لإسرائيل دون قيود، بالإضافة إلى المساعدات العسكرية والتي تقدر بمبلغ ١٥٨ مليار دولار منذ عام ١٩٤٨، حيث نجحت إسرائيل خلال السنوات الماضية أن تتوغل في اقتصاديات أغلب الدول الكبرى وتعقد اتفاقيات عسكرية واقتصادية لتأمين نفسها.
في عام 2016، وقعت الولايات المتحدة مذكرة التفاهم الثالثة مدتها عشر سنوات بشأن المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتعهدت بإرسال 38 مليار دولار لها بين عامي 2019 و2028، وكل هذا لخلخة السلام في المنطقة لدعم المخطط الأمريكي الصهيوني.
واليوم شعوب العالم تخرج في مظاهرات تندد بجرائم إسرائيل، ولكن الحكومات الغربية تصر على دعم إسرائيل بالسلاح والمال، ولكن على الجانب الدبلوماسي المعلن والإعلامي خرج بايدن يطالب بأن تلتزم إسرائيل بقوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي، وتتخذ كل التدابير الممكنة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، لكن وبشكل واقعي تمدها أمريكا بأحدث المقاتلات والأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا، لترتكب أبشع المجازر البشرية، وجميع تقديرات الهيئات الحقوقية والأممية تشير إلى انتهاكات عملية ترتكبها إسرائيل خلال حربها ضد غزة.
ولتجمل أمريكا صورتها أمام العالم خرج جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قائلا:" إن حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية... وإن فقدان الأرواح البريئة لا يمكن تجنبها في الحرب "وكل ذلك ليبرر الجرائم التي ترتكبها في حق المدنيين في تحد صريح لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية لقواعد الحرب.
ومصر قرأت المشهد منذ فترة طويلة واستشعرت الخطر الذي يحوم حول المنطقة، وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي أنشأ قوة عسكرية عربية موحدة، وفي 29 مارس 2015 قرر مجلس جامعة الدول العربية، الموافقة على الفكرة التي طرحها السيسي، بإنشاء قوة عربية مشتركة، هدفها حفظ وصيانة الأمن القومي العربي، وصدر قرار الموافقة رقم 628.
وتقرر إعداد بروتوكول يتضمن 12 مادة، ولكن للأسف اعترضت بعد الدول العربية المحورية على اقتراح مصر بتشكيل جيش عربي موحد والذي كان سيشبه قوة الناتو يكون قوة ردع وحماية المنطقة العربية، وإذا تم تنفيذ هذه الفكرة منذ تسع سنوات ما تعرضت غزة للإبادة الآن.
بل كان سيكون للعرب قوة عسكرية قادرة على الحماية والردع، تجبر الدول الكبرى التفكير ألف مرة قبل البدء في إي هجوم أو تهديد للمنطقة العربية، بدلا من انتظار التدخل الدولي لإنقاذ غزة والذي لم ولن يحدث لأن لغة المصالح والقوة هي التي تحرك الدول الكبرى.