رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يا بلدى

قبل يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ كان حلم كل إسرائيلى فى العالم هو الحياة داخل «كيبوتس» أو مستوطنة حول غزة وهى المنطقة المعروفة بغلاف غزة.

وكان القدوم إلى المستوطنة أو الكيبوتس يتم بمنتهى السهولة، لأن حكومة الكيان الصهيونى المحتل كانت تدعم الفكرة بقوة وتوفر لأى يهودى قادم من أى مكان فى العالم الجنسية وجواز السفر وبيت وعمل خلال يوم واحد فقط، بعد إجراء فحص dna للتأكد أنه يهودى فعلا!

وكان أغلب القادمين إلى هذه المستوطنات من العاطلين، أو المتعثرين وأصحاب السوابق فى بلادهم وبمجرد وصولهم يتم تدريبهم على أحدث الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد أصحاب الأرض من الفلسطينيين، ولكن مع استقرار الأوضاع ووجود أجيال جديدة من المستوطنين المرفهين بدأت المطالبات بتوفير حماية لهم من الجيش الإسرائيلى وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.

ويُعد الكيبوتس من أهم المؤسسات التى تستند إليها الحركة الصهيونية فى فلسطين (قبل 1948) أو إسرائيل (بعد تأسيسها).

والكيبوتس هو كيان مستقل إداريًا عن السلطات المحلية ويوفر خدمات تعليمية وصحية وحرفية ويلقى دعمًا من الدولة العبرية.

وتعتمد فكرة الكيبوتس أو المستوطنة على الاكتفاء الذاتى من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية السياسية فالهدف الأساسى هو محاصرة المدن الفلسطينية والتوسع تدريجيًا لابتلاع بيوت وأراضى الفلسطينيين تحت تهديد السلاح، وتعتبر منطقة غلاف غزة من أجمل بقاع العالم وأكثرها جذبًا للمستوطنين اليهود، وخاصة أن حكومة الاحتلال خصصت لها فرقة غزة أقوى فرقة عسكرية فى الجيش الإسرائيلى، مجهزة بأحدث التقنيات والأسلحة وأوهمتم بأن الكيبوتس أو المستوطنات فى غلاف غزة أأمن مكان فى العالم، ولهذا كانت الصدمة عنيفة جدًا عندما قامت حماس خلال ثلاث ساعات فقط بتدمير هذه الفرقة واسر قادتها والقضاء على حلم كيبوتس الذى كانت تتاجر به إسرائيل لجذب المستوطنين من أمريكا وأوروبا وشتى بقاع العالم تحت زعم توفير الرفاهية والأمان متجاهلة حق الشعب الفلسطينى فى أرضه.

ولعل هذا ما يفسر أيضاً سر تركيز حماس على تدمير هذه الفرقة تحديدًا والذى فسره البعض فى بداية الهجوم على أنه انتحار غزة فى مواجهة الكيان المحتل، ولكن مع حالة الهلع وهروب المستوطنين إلى المطارات والخوف من العودة مرة اخرى إلى الكيبوتس واهتزاز ثقتهم في الجيش الذى لا يقهر تجد أن الضربة التى وجهتها حماس للجيش الإسرائيلى واختيارها يوم ٧ أكتوبر تيمنًا بالانتصار العظيم للجيش المصرى يوم ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ كان اختيارًا دقيقًا وموفقًا حتى وإن كانت عواقب هجوم حماس مؤلمة إلا أن هدف القضاء على حلم المستوطنات يستحق التضحية.

وقد وصف بعض المستوطنين ما حدث فى غلاف غزة يوم ٧ أكتوبر بأنه مأساة تضاهى أحداث 11 سبتمبر، وأن هذا الهجوم بالنسبة لسكان «الكيبوتسات» يعنى فقدان الثقة فى الحكومة التى أوهمتهم كثيرًا بأنهم آمنون بفضل نظام الدفاع الصاروخى والأنفاق، وقال سكان «الكيبوتسات» الفارون من جحيم حماس إنهم يشعرون بخيبة أمل تجاه الجيش الذى استغرق وقتًا طويلًا قبل أن يصل إلى هناك وكان على سكان «الكيبوتس» الدفاع عن أنفسهم.