عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمح لى عزيزى القارئ أن أتوقف لبرهة عن استكمال الحلقات وأنتقل بكم اليوم للحديث عن العلاقة بين جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حماس تلبية لرغبة العديد من القراء الذين تواصلوا معى عبر البريد الالكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى فى معرفة العلاقة الوطيدة وكيف تحولت العلاقة بين جماعة الإخوان وحركة حماس من الشرعية إلى العرفية، من المعروف أن السياسة لعبة مصالح، فاليوم معك وغدا عليك أو ضدك، هذا ما يدور فى أروقة السياسة التى تجعل من المصلحة المحرك الأساس لأى دولة أو حزب أو تنظيم، فمن المعروف أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» جزء من تنظيم الإخوان المسلمين الذى أنشأه حسن البنا فى جمهورية مصر العربية، فى عام ٢٠١٧ أدلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس بتصريحات تبرأ فيها من جماعة الإخوان بقوله «لا توجد علاقة تربط الحركة بجماعة الإخوان المسلمين، سواء بمصر أو خارجها، وحماس حركة تحرر وطنى بمرجعية إسلامية، تأسست للدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا توجد لهم أية تدخلات بالشئون الداخلية للدول العربية؛ لأن هدفهم الوحيد تحرير فلسطين»، وكان يعد هذا التصريح للإيهام بفك الارتباط بين الحركة وتنظيم الإخوان الإرهابى، وبالعودة عزيزى القارئ إلى بنود ميثاق الحركة الصادر عام ١٩٨٨، تذكر المادة الثانية منه أن «حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى، وهى كبرى الحركات الإسلامية فى العصر الحديث»، وبحسب ميثاق تأسيس «حماس» المشار إليه، حددت الحركة مرجعيتها بأنها تتبع المنهج العقائدى لجماعة الإخوان، حيث حددت شعارها بأن «الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت فى سبيل الله أسمى أمانيها»، وهو نفسه شعار جماعة الإخوان، الأمر الذى يثير تساؤلات كثيرة هل فعلا فكت حركة حماس ارتباطها بالإخوان؟.

أجاب عن هذا التساؤل الكاتب والباحث الفلسطينى الدكتور عقل صلاح، فى مقال له بعنوان «تحول العلاقة بين حماس والإخوان من الشرعية إلى العرفية»، يشير إلى أن الأصول التاريخية لحركة حماس تعود إلى جماعة الإخوان المسلمين فى فلسطين، تلك الجماعة التى بدأت تنتشر فى «فلسطين» عام ١٩٣٥ حينما أرسل «حسن البنا» مؤسس الإخوان، شقيقه عبدالرحمن ومحمد الحكيم لنشر الدعوة هناك، ثم أنشأ الإخوان أول فروعهم فى مدينة حيفا عام ١٩٣٦، ثم فى مدينة غزة، وفى عام ١٩٤٣ أسسوا جمعية المكارم فى القدس التى كانت البداية الحقيقية لوجود الإخوان فى فلسطين، ومن ثم انتشرت فروعهم فى جميع أنحاء فلسطين حيث وصل عدد الفروع عام ١٩٤٧ إلى خمسة وعشرين فرعًا، أشار الباحث إلى أن جميع الفروع تخضع لإشراف الحركة الأم فى مصر، وكان أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أحد من طالتهم حملة الاعتقالات المصرية عام ١٩٦٥ التى شنتها الدولة على قيادات الجماعة الإرهابية فى مصر وقطاع غزة الذى كان يخضع لحكم «الحاكم العسكري» المصرى، ليلجأ بعدها الإخوان فى مصر وقطاع غزة للعمل «السري»، وبحسب الدكتور «عقل»، شكل بعض أعضاء الإخوان فى قطاع غزة مجموعتين سريتين هما «شباب الثأر» و«كتيبة الحق»، قائلا إنهم رأوا أن تشكيل تنظيم عسكرى بعيد عن الأطر الأيديولوجية لمقاومة الاحتلال سيحيد العداء الناصرى للإخوان ويخرجهم من مأزقهم السياسى، فقدم خليل الوزير، أحد أعضاء كتيبة الحق، مذكرة خطية فى ١٩٥٧ لقيادة الإخوان، إلا أن الإخوان أهملوا المذكرة، غير أن المجموعتين تابعتا العمل وانتهى الأمر بتلك المجموعتين بتكوين النواة الأولى لحركة التحرير الوطنى «فتح» ما بين عامى ١٩٥٨ و١٩٥٩، وفى عام ١٩٦٠ تبنى الإخوان موقفًا معارضًا من قيام حركة فتح متخذين قرارًا رسميًا بعدم تبنى مشروعها لأنه يختلف تمامًا عن مشروع الإخوان. وللحلقات بقية.

[email protected]