رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خارج المقصورة

لم يكن لدىّ أدنى شك فى نجاح حملات مقاطعة المنتجات الأجنبية الداعمة شركاتها للكيان الصهيونى، واستبدال هذه المنتجات بأخرى وطنية، من «صلب» الصناعة المصرية، ولإعلاء شعار «البلدى يكسب».

الحملات واسعة الانتشار لمقاطعة منتجات الشركات والمطاعم الأجنبية، التى تدعم إسرائيل فى حربها ضد غزة، أصابت الشركات الأجنبية بحالة توهان، بل وصل الأمر إلى أن المسئولين عن هذه الشركات باتت أرجلهم «تخبط فى بعضها» بسبب الخسائر التى تكبدتها شركاتهم، وهو ما دفع شركة مثل ماكدونالدز العالمية أن تصدر بياناً تقسم أنها لا علاقة لها من قريب أو بعيد بتمويل أو دعم أى جهات داخل الصراع، والإبادة التى يتعرض لها أهل «غزة».

فى الوقت نفسه لجأت شركات أجنبية أخرى إلى خفض أسعار منتجاتها، تفاديا لمزيد من خسائرها المتزايدة يوماً بعد الآخر بعد تراجع مبيعاتها بصورة كبيرة، لكن رغم كل ذلك لم تستعطف هذه الحيل والدموع الشيطانية السواد الأعظم من المواطنين، واستمروا فى مقاطعتهم.

هذه الحملات كشفت عن مدى قوة التأثير فى الساحة، والمشهد العالمى، مع انتشار العديد من المنتجات الوطنية، التى عادت لدائرة الأضواء من جديد، كسابق عهدها فى ستينات وسبعينات القرن الماضى، لتكون كل السلع المتنوعة صناعة وطنية وفى يد الجميع الصغير قبل الكبير.

المشهد العجيب فى كل هذا هو موقف الغرف التجارية، التى راحت تدافع عن الشركات التى تمت مقاطعتها، بحجة أن هذه الشركات تعمل بنظام «الفرانشايز»، وغير مملوكة للشركات الأم، والفروع فى مصر يمتلكها مستثمرون مصريون، ملخص كل ذلك شُغل استجداء واستعطاف لن يجد رد فعل إيجابياً من المصريين.

موقف أصحاب المنافع أو المصالح فى الغرف التجارية يذكرنى بموقف رجال الأعمال فى ملف التوكيلات، ووكلاء الشركات الأجنبية خلال نظام الرئيس الأسبق مبارك فى السوق المحلى، حينما راح بعضهم يدعم نظرية التوكيلات، بهدف ضرب الصناعة الوطنية، وبالفعل نجحوا فى ذلك، ليخلوا بذلك السوق المحلى من مصانع وطنية تعمل على توفير متطلبات الشعب من المنتجات والسلع الوطنية المختلفة، وتم الاعتماد كلياً على الاستيراد، مما أضر بالاقتصاد وقت الأزمات، وفتح باب الاستيراد على مصراعيه لتكون الصناعة الوطنية الضحية فى ذلك، بسبب غياب المخلصين من أبناء الوطن والصناع المحافظين على قوة الدولة صناعياً.

على الشعب المصرى أن يواصل حملات المقاطعة، والالتفات حول السلع والمنتجات محلية الصنع، من أجل تحقيق نهضة صناعية جديدة، تعمل على تصحيح المسار فى الصناعة والسوق المحلى.

يا سادة.. خيراً فعل الشعب المصرى بحملات المقاطعة التى كشفت من يعمل لصالح الوطن ومن يشتغل ضد الصناعة الوطنية، ويبحث عن المكاسب المشروعة وغير المشروعة.