عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لكونه محامياً متخصصاً فى القانون الدولى لحقوق الإنسان، عاش فى غزة فى التسعينيات، لذلك لم يكن غريباً قيام «كريج مخيبر» مدير مكتب نيويورك لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بترك منصبه، احتجاجاً على أن الأمم المتحدة فشلت فى واجبها لمنع ما يصنفه على أنه إبادة جماعية للمدنيين الفلسطينيين فى غزة تحت القصف الإسرائيلى، مؤكدا أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا «متواطئة بالكامل فى الهجوم المروع».  لقد رأى أن المذبحة الجماعية الحالية للشعب الفلسطينى، المتجذرة فى أيديولوجية استعمارية عرقية قومية، استمراراً لعقود من الاضطهاد والتطهير المنهجى، استناداً بالكامل إلى وضعهم كعرب... لا تترك مجالاً للشك. 

ما يحدث الآن ليس غريباً على مكيالى الأمم المتحدة الذى تكيل بهما دوماً. لقد فشلت فى منع عمليات الإبادة الجماعية السابقة ضد التوتسى فى رواندا، والمسلمين فى البوسنة، والأيزيديين فى كردستان العراق، والروهينجا فى ميانمار.

للأسف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا لا يرفضون الوفاء بالتزاماتهم التعاهدية بموجب اتفاقيات جنيف فحسب، بل يسلحون الهجوم الإسرائيلى ويوفرون الغطاء السياسى والدبلوماسى لإسرائيل.

لقد قدم كريج مخيبر حجة قوية ومحبطة مفادها أن الأمم المتحدة ضلت طريقها فيما يتعلق بحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين، ويرجع ذلك جزئياً إلى الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة على حكومات أخرى. ومع ذلك لم يفت الأوان بعد لتغيير مسار سفينة الأمم المتحدة، ولكن عليهم أن يفعلوا ذلك بسرعة. يدعو بقوة إلى دعم إنشاء دولة علمانية ديمقراطية واحدة فى كل فلسطين التاريخية، مع حقوق متساوية للمسيحيين والمسلمين واليهود، ومن ثمة، تفكيك الكيان الاستيطانى العنصرى العميق، والمشروع الاستعمارى وإنهاء الفصل العنصرى فى جميع أنحاء الأرض. 

كريج مخيبر عمل فى الأمم المتحدة منذ عام 1992، كان له العديد من الأدوار البارزة منها وضع نهج للتنمية قائم على حقوق الإنسان، وعمل كمستشار كبير لحقوق الإنسان فى فلسطين وأفغانستان والسودان. وفى منصبه كمدير لمكتب المفوض السامى لحقوق الإنسان فى نيويورك، تعرض لانتقادات عرضية من الجماعات المؤيدة لإسرائيل بسبب تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعى. وقد تعرض لانتقادات بسبب نشره دعماً لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) واتهام إسرائيل بالفصل العنصرى، وهو الاتهام الذى كرره فى خطاب تقاعده. خاصة أنه يرى أن الحرب بين إسرائيل وحماس، نتاج عقود من الإفلات الإسرائيلى من العقاب الذى وفرته الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى، فضلاً عن عقود من تجريد الشعب الفلسطينى من إنسانيته. وأن إسرائيل تستعمر وتضطهد وتطرد الفلسطينيين على أساس عرقهم.