رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويتنا (18)

تناولنا فى المقال السابق بعض جوانب الإسهام الثقافى الواضح للمجلس الأعلى للثقافة، وأخذنا فى تعداد بعض مظاهر هذا الإسهام، ونصل الآن إلى:

9ـ المؤتمرات والندوات فى نشاطها المتنوع.

 10- اللجان النوعية الثقافية:

تتعدد لجان المجلس الأعلى للثقافة بحيث تغطى مناحى النشاط الثقافى أدبياً وفنياً واجتماعياً وعلمياً، ينهض بمعظمها النقاد والأدباء والعلماء والفنانون والمتخصصون، وبها بعض الملاحظات، ومنها استمرارية عضوية بعض الأعضاء فيها استمرارية أبدية حتى المرض أو الموت، وعدم تمثيلها لأقاليم مصر، وذلك فى ضوء حقيقة غائبة أو منسية فى الأقاليم، وهى وجود: مجلس أعلى للثقافة يرأسه السيد المحافظ بكل محافظة؛ حيث يوجد أدباء نابهون نابغون، وهنا تبرز قضية.

(أدباء الأقاليم):

لا يخفى على أحد أن النابغين فى أى فرع من فروع الآداب والفنون فى حاجة إلى من يتنبه إلى وجودهم، ومن ثم يرعاهم، ويتعدهم برعايتهم، وصقل مواهبهم ودعمهم وتوجيههم، وإلا تضب المعين وجفت اينابيع، وضمر الإبداع، وما أكثر من نضب معينهم، وذبلت موهبتهم بسبب فقدان الرعاية والتعهد والتشجيع.

ولا أريد أن أضرب مثلاً بشعراء وساردين ونقاد أعرفهم حق المعرفة، وتأكدت من صدق موهبتهم وجودة إبداعهم، ولا يزالون فى دائرة الظلام والنسيان، ولن أضرب أمثلة بكثر من مشاهير الأدب لم ينالوا من الضوء والشهرة مثل ما ناله أمثالهم من الأدباء والنقاد من شهرة وشيوع وذيوع وجوائز ومراكز، لا لشىء إلا لأنهم لم يغادروا قراهم ونجوعهم ومدنهم خارج القاهرة العامرة الساحرة، بينما شد الرحال غيرهم إلى القاهرة فغمره الضوء بينما غمر الظلام الآخرين.

وعلى الرغم من أن مصطلح (أدباء الأقاليم) اخترع فى الستينيات من أجل زيادة الاهتمامم بأوائك المبدعين- فإننى أقول- دوماً- كلنا أدباء أقاليم، فالكل قادمون من أقاليمهم، سواء من التزموا الإقامة الدائمة فى القاهرة- ومن ثم نعموا بفيضها وغمرهم نعيمها- أم من لم تتح له تلك الفرصة الذهبية.

ومن هنا اتساءل:

لماذا لا تتفاعل اللجان الموجودة بمبنى المجلس الأعلى للثقافة مع شقيقات لها بالمحافظات، أو ممثلين لها؟.

11ـ الجوائز والمسابقات وآثارها الإيجابية والسلبية:

يشرف المجلس الأعلى للثقافة على جوائز الدولة بمستوياتها، وعقب إعلان النتائج فى كل عام تكثر الأقاويل، والتعليقات، والاحتجاجات. حول أحقية الفوز للفائز، ومنطقية الفشل لغير الفائز، وهذه أمور متوقعة، لكن الملاحظ أنه بقدر ما تكثر الاستنكارات فى مجال الجوائز الأدبية تقل أو تنعدم فى الجوائز العلمية الممنوحة من أكايمية البحث العلمى، أومن الجامعات. أفلا يثير هذا الأمر تساؤلا عن أهمية تحديد أبعاد المعيارية والمصداقية والموضوعية؟.

ولا أود أن استطرد، راجعا إلى زمن مضى، وذلك باسترجاع الحديث عن جوائز المجلس الأعلى للفنون والآداب فى الستينيات من القرن الفائت فى زمن الدكتور ثروت عكاشة والروائى يوسف السباعى؛حيث برز فى تلك الجوائز، وظفر بها مرموقون فى الحياة الثقافية بعد ذلك، ولن أذكر تجربتى التى أعتز بها فى ظل تلك الجوائز، حيث فزت ببعض تلك الجوائز طيلة خمس سنوات متتاليات فى سنوات الليسانس والدراسات العليا. وفى ذلك كله أتساءل فى ختام القول: هل يوجد التنسيق بين منابر وزارة الثقافة وبين وغيرها من المنابر خارجها- من ناحية، ثم بينها من داخلها، مجتمعة، من ناحية ثانية؟. وفى ضوء أهمية دور المكتبة، هل أدت دورها فى قصورها المشيدة بمحافظات مصر؟.

وهل قام المشروع القومى للترجمة بترجمة كتب علمية من أمهات الكتب فى المجال الأكاديمى: فى الهندسة، أو الطب، أو التكنولوجيا؛ لكى ينتفع به الأكاديميون الذين هم فى أمس الحاجة إليه مترجماً أو غير مترجم.

*عضو المجمع العلمى المصرى، وأستاذ النقد بجامعة عين شمس