رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بأى ذنب قُتلت فتاة السلام ؟!

بوابة الوفد الإلكترونية

الأب المجرم يعذب نجلته حتى الموت..ويتهم طلقيته بتحريضها ضده

 

«الضنا غالى» هذه المقولة السامية التى يتجسد فى مضمونها وحروفها كل معانى الحب والود والفطرة الإنسانية تجاه الآباء لأبنائهم فهم فلذة أكبادهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم، فالأب يبذل ما فى وسعه ليسعد أبناءه ويوفر لهم نفقاتهم ويلبى متطلباتهم، ولكن الأيام القليلة الماضية كانت منطقة السلام شرق القاهرة على موعد مع جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، حيث تجرد عامل من كافة معانى الأدمية وتحجر قلبه وقتل طفلته بدم بارد دون ذنب. 

الفتاة الضحية تبلغ من العمر 16 عاما، كانت تعيش مع والدها فى شقة بمنطقة السلام بعد انفصاله عن والدتها، لعله يعوضها حنان الأم ولا يشعرها بهذا الانشقاق الأسرى، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، ذات يوم ظن الأب (المتهم) أن نجلته الضحية تتلقى تحريض من أمها ضده، استشاط غضبًا ودون تدبر أو معاتبة لصغيرته، هيأ له الشيطان حيلة للانتقام من فلذة كبده، وتعدى عليها وقتلها وحرمها من الحياة إلى الأبد إرضاءً لقسوة قلبه وجبروته.   

تلك المأساة البشعة التى هزت القلوب وأدمت العيون، حُول خلالها (الأب) دوره من الراعى الأساسى لأسرته والحامى ومصدر الأمان والطمأنية لأبنائه، إلى شيطان لعين يعذب ويقتل ويسفك دماء أولاده، وتعدى على نجلته بالضرب والتعذيب القاسى والركلات فى جسدها وكأنه فى حلبة مصارع ضد عدوه اللدود، انتقامًا منها زعمًا منه إن الفتاة تنفذ تحريض والدتها ولا تتبعه.

 «يا بابا أنا هموت».. بهذه الكلمات ظلت تتوسل الفتاة المسكينة لدى والدها المجرم، بعدما تعدى عليها، وذاقت على يده كل أشكال التعذيب الوحشى، لعل توسلاتها وبكاءها يشفع لدى قلب والدها يلين ويرق ويعتقها من بطشه الإجرامى، ولكنه الأب الذى ختم على قلبه الشيطان وأعمى بصره، استمر فى بطش حفلة التعذيب ضدة الصغيرة، التى لا تمتلك غير البكاء ومناجاته لكى يرحمها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة من شدة التعذيب، ولسان حالها يقول إن الموت أرحم وأهون عليها من الحياة مع أب قاسى بلا قلب.

بلاغ لأجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، كان بداية انكشاف الجريمة، مفاده وجود جثة لفتاة داخل شقة بمنطقة السلام، انتقلت قوة أمنية من قسم شرطة السلام لمسرح البلاغ، وعثر على جثة مراهقة عمرها 15 سنة وعلى جسدها آثار تعذيب.

وتوصلت التحريات إلى أن الفتاة كانت تقيم مع والدها بعد انفصاله عن والدتها وفى يوم الواقعة تعدى عليها بالضرب وعذبها حتى الموت بسبب اعتقاده قيام والدتها بتحريضها ضده.

انتقلت النيابة العامة لمسرح الجريمة وأجرت معاينتها ومناظرتها للجثة، وأمرت بنقل الجثة إلى المشرحة، قررت انتداب الطب الشرعى لإجراء الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن عقب استيفاء كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وكلفت المباحث بسرعة التحريات حول الواقعة وملابساتها.

وقال مصدر أمنى إنه تم إلقاء القبض على الأب المتهم، الذى حاول فى البداية التنصل من جريمته، وبمواجهته أقر بجريمته، أجهزة الأمن اصطحبت المتهم  إلى مسرح الجريمة، ومثل المتهم جريمته واعترف بها تفصيليا، وتم حبسه.

دلت التحريات إلى أن المتهم كان دائما ما يعذب الطفلة المجنى عليها إلى أن توفيت خلال ممارسة التعذيب بحقها، تم إيداع الأب القاتل خلف قضبان السجن لينال جزاء ما اقترفته يده، وظل يصرخ ويبكى نادمًا على قتل ابنته وفلذة كبده ولكن لا يفيد الندم بعد فوات الأوان.