رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مازالت الجهود المصرية مستمرة وبقوة وتمارس ضغوطًا كبيرة على المجتمع الدولى لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، فى ظل هذه المذابح الشنيعة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل. فمصر لم تتوانَ أو تتوقف أبدًا عن ضرورة وقف الحرب الطاحنة، وتبذل قصارى الجهد من أجل إحلال السلام العادل والشامل بالمنطقة، فى ظل القناعة المصرية أن هذه الحرب وتوسيع رقعة الصراع ستتضرر منها المنطقة والإقليم بل والعالم أجمع الذى له مصالح كثيرة بالشرق الأوسط.

ومؤخرًا ناقش الرئيس عبدالفتاح السيسى مع ريشى سوناك رئيس وزراء بريطانيا، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولى موقفًا حاسمًا للدفع بجدية فى اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية فى ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى قطاع غزة.. ومازالت القيادة السياسية تصر على موقف مصر الثابت وهو استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والعمل على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ومازالت مصر تبذل الجهود المضنية من أجل وقف التصعيد العسكرى ومنع توسيع رقعة الصراع فى المنطقة، لما يحمله من آثار بشعة على المنطقة والإقليم وكل دول العالم التى لها مصالح بالمنطقة، ويخطئ من يظن أن العالم ينجو من آثار هذا الصراع البشع، فالكل سيقع عليه الضرر البالغ، وهذا مثار الدهشة للمجتمع الدولى المتخاذل والذى لا يفعل شيئًا سوى تأييد إسرائيل فيما تقوم به من حرب إبادة بشعة لا يتصورها عقل.. ألا يعلم المجتمع الدولى بتصرفاته هذه أن الضرر البالغ سيلحق به، لو اضطربت المنطقة وزادت رقعة الصراع بها؟!.. الإجابة الصريحة والواضحة أنه يعلم حجم الأضرار البالغة التى ستلاحقه ورغم ذلك يقف مع إسرائيل بشكل مريب!! إن مصر تحمل على أكتافها عبء القضية الفلسطينية، منذ وعد بلفور الإنجليزى وحتى كتابة هذه السطور، وستظل تبذل مصر الجهود الكبيرة سواء على المسار السياسى لتهدئة الموقف ووقف الحرب الإسرائيلية، وحقن الدماء على المستوى الإنسانى من خلال التصدى لقيادة عملية تنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالى غزة.

ويبقى السؤال المهم: ماذا كان يريد رئيس الوزراء البريطانى من اتصاله، هل فعلت بريطانيا شيئًا والتى كانت سببًا فى جلب اليهود إلى فلسطين، والتى أنشأت لهم وطنًا على حساب الفلسطينيين، ووقفت إلى جوار إعلان الدولة العبرية؟!.. ويخطئ من يظن أن بريطانيا بعيدة عن الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط، فإذا كانت أمريكا ظاهرة فى المشهد، فإن بريطانيا تتحرك من وراء ستار، ولها أدوار فعالة ومهمة فى تحريك السياسة الأمريكية التى تبغى سحق الفلسطينيين، أو إنشاء وطن لهم آخر بديل عن أرضهم.. الدور البريطانى أكثر خطورة من الدور الأمريكى ويلعب أدوارًا عدائية بشعة تأييدًا لإسرائيل، ولو أن المملكة المتحدة تخلت عن دورها الداعم لإسرائيل لتغيرت المعادلة تماما فى المنطقة. أما الذين يظنون أن البريطانيين تابعون لأمريكا فهم مخطئون تمامًا، والعكس صحيح وهو أن هناك اتفاقيات مبرمة بين أمريكا وبريطانيا تعتمد فى المقام الأول على مناهضة العرب والتأييد لليهود على حساب أى شيء. وأعلم أن المصالح الأمريكية والبريطانية مع إسرائيل أهم من مصالحها مع العرب.

ورغم المظاهرات الحاشدة فى بريطانيا ضد الحرب الإسرائيلية والمطالبة بوقف ابادة الشعب الفلسطينى، إلا أن الساسة البريطانيين لا يعيرون لها أدنى اهتمام، وهو ما تحدثت عن بالأمس، عندما قلت إن ساسة وقادة المجتمع الدولى يخونون فى المقام الأول شعوبهم وإلا ما تفسير كل هذه المظاهرات العارمة التى تجتاح العالم، تأييدًا للشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه المشروعة، ورغم ذلك تجد المجتمع الدولى «قيادات وساسة» لا يعيرون لهذا الغضب الشعبى الغربى أى اعتبار.

وهذا ما يدفعنى للقول إن فرصة الحرب الإسرائيلية الآن يجب ألا نفوتها وتمر مرور الكرام أمام الأمة العربية ولابد أن يتم لم الشمل العربى ويكون يدًا واحدة فى ظل انهيار حاد داخل إسرائيل، وفى ظل صحوة الشعوب الغربية المؤيدة للفلسطينيين، هل فكر قادة العرب فى هذا الأمر واستغلاله أولا لصالح أنفسهم وثانيًا لصالح القضية الفلسطينية؟!.. للأسف لا حتى الآن.

الآن بات من الضرورى الوقوف إلى جوار مصر من كافة الدول العربية بلا استثناء حتى تقوم للعرب قائمة من جديد، فى ظل ظروف متوالية تمامًا لهذا الأمر.