عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم أستغرب حجم الجرائم البربرية والفظائع الوحشية التى لا تخطر على قلب بشر المرتكبة ضد الأطفال والنساء العزل فى قطاع غزة بل على العكس أرى أن لولا كبح الحلفاء الغربيين لجام الوحوش الكاسرة حفاظًا على ما تبقى من صورة الحضارة الزائفة لكان الوضع مأساويًا يفوق ما يحدث بكثير ولربما وصل إلى حد الإبادة الشاملة وهذا ليس من قبيل الافتئات أو المبالغة أو معاداة السامية وإنما قراءة نقدية لنفسية الشخصية الصهيونية الغاضبة مما حدث فى طوفان 7 أكتوبر الذى يعد بمثابة «النكبة اليهودية» نظرًا للخسائر الفادحة التى لم تعتدها إسرائيل منذ عصر السبى البابلى.

مرارة هذه الفاجعة أصابت المجتمع الرخو بهيستيريا عارمة لم يفلت من لوثتها القادة السياسيين والعسكريين وسيطر عليهم الهياج العصبى الى حد الجنون واستبدت بهم غواية الانتقام المدمرة وأعمت أنظارهم عن أولوية سلامة الرهائن العالقين فى متاهات أنفاق غزة وتعالت أصوات زاعقة بتطبيق برتوكول هانيبال السرى الذى يسمح بقصف مواقع الجنود الأسرى، وللمفارقة فإن الجيش الاسرائيلى هو الوحيد فى العالم الذى يستخدم هذا الإجراء الغادر  فقد تم تطبيقه فى 7 مناسبات كان فيهم 11 إسرائيليا لم ينجُ منهم سوى جندى واحد فهذا البرتوكول تطبيق توراتى صرف فقد جمعت قوانين الحرب فى سفر التثنية أو سفر تثنية الاشتراع أحد الأسفار المقدسة فى التناخ الكتاب المقدس وهى تشرح أسلوب قتال الأغيار وطريقة الاستيلاء على المدن فإذا كانت حرب إغارة أباحت لهم شرائعهم قتل الذكور البالغين فقط من العدو وسلب أموالهم، وفى الحرب الدفاعية أباحت لهم إبادة العدو كله أى قتل جميع الأطفال والنساء وحتى البهائم، والاستيلاء على جميع الممتلكات وهو ما حدث من تدمير شامل لمدينة أريحا فى زمن يوشع بن نون لقد استلهم الصهيانة من التوراة والتلمود عقيدة البطش وسفك الدماء، فكل جريمة يقترفونها تصبح مقدسة شرعية من أجل تحقيق وعد الرب، فهم يفعلون ما يفعلونه بوازع دينى ويبررون ذلك بنصوص سفر يوشع.

«فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً» وفى موقع آخر دعوة صريحة للدمار وإشعال الحرائق «واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها، إنما الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد اجعلوها فى خزانة بيت الرب».

فحياة الأغيار معدومة القيمة بالنسبة لهم لأنهم فى عقيدتهم مجرد همج وثنيين لا يرتقون الى مرتبة شعب الله المختار لذلك من يقتل وثنياً ينعم بدخول الفردوس والخلود فى السراى الرابعة، أما من يقتل يهوديًا فكأنه قتل العالم أجمع، وهذا مذكور نصًا فى التلمود «اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، وحرم على اليهودى أن ينجى أحداً من باقى الأمم من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، لأنه بذلك يكون حفظ حياة أحد الوثنيين».

فقد قالها صراحة بن جوريون أول رئيس اسرائيلى «إن سردية الحرب فى التناخ تشكل قاعدة موحدة للهوية الوطنية لان الله قاتل نيابة عن اسرائيل» فهذا الإيمان السقيم بأساطير التراث الدينى الموغلة فى القسوة والتجبر هو مفتاح إدراك الأسباب الحقيقية لما يجرى الآن.