رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

سيحاكمنا التاريخ.. نحن أمام لحظة الحقيقة.. فى لحظة حاسمة كهذه لابد أن تكون المبادئ واضحة بدءًا من المبدأ الرئيسى المتمثل فى حماية المدنيين..هجوم حماس لم يحدث من فراغ.. فالشعب الفلسطينى يعيش تحت الاحتلال الخانق منذ 56 عامًا.. أرضه تلتهمها المستوطنات رويدا رويدا، ويأكلها العنف.. اقتصاده ينهار، وسكانه يشردون، وديارهم تدمر، وآمالهم فى حل سياسة تتبخر.. هذه كلمات من نور للأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الذى سجل موقفه بحروف من نور وقال كلمة حق حول محرقة غزه التى يرتكبها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطينى الصامد فى غزه.

تعودنا دائما على أن منصب الأمين العام للأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر..ودائما ما يلتزم الذين يتقلدون هذا المنصب الصمت خوفا من إسرائيل ومن ورائها أمريكا.. دائما ما يؤثر أصحاب هذا المنصب السلامة ويدفنون رؤوسهم فى الرمال خوفا من بطش إسرائيل وأمريكا..فما بالنا هذه المرة التى تجمع فيها المجرمون من كل أنحاء العالم.. إسرائيل وأمريكا وأوروبا على مليونى فلسطينى يعيشون فى سجن كبير يديره سجان مجرم تجرد من كل معانى الإنسانية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال.

تجمعت قوى الشر من الشرق والغرب على بضعة آلاف من المقاتلين وعلى شعب أعزل لا يملك إلا إيمانًا وعزيمة وصمودًا ووطنية وشجاعة واستبسالًا.

اليوم.. سقطت الأقنعة وظهر الوجه الحقيقى لأمريكا والغرب الذين تخفوا خلف شعارات زائفة تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكرامته.. سقطت الأقنعة الزائفة وظهر الوجه الحقيقى للقهر والبطش والظلم والجرائم الوحشية التى لا تصدر إلا من غابت ضمائرهم وفقدوا إنسانيتهم.

وسط هذا الظلام الحالك خرج صوت يصدح بالحق.. صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذى حذر الجميع من حساب التاريخ ووصف اللحظة الفارقة التى نعيشها بأنها لحظة الحقيقة، وبناء عليه ندد بالاحتلال وبالمعاناة التى يعيشها الفلسطينيون: وقال إن ما حدث هو رد فعل لضياع الأرض وانهيار الاقتصاد وغياب الأمل.

ليس هذا فحسب.. بل قال الرجل بكل شجاعة فى كلمته أمام مجلس الأمن: لا يعلو أى طرف فى نزاع مسلح على القانون الإنسانى الدولى وأن ما يدخل غزة هو قطرة مساعدات من محيط احتياجات.. معاناة غزة لا توصف وأجدد ندائى بوقف إطلاق النار وحل الدولتين.. علينا أن نكون واضحين بشأن نصرة الكرامة البشرية.. وعلينا أن نقف أمام معاداة السامية ومعاداة الإسلام.

شكرا.. غوتيريش الإنسان.. وما صدر منك ما هو إلا امتداد لدورك الإنسانى الذى بدأته منذ ما يقرب من 20 عامًا عندما تقلدت منصب المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. وسيذكر لك التاريخ أيها الرجل الشجاع أنك قلت كلمة حق فى وجه عالم جائر غاب عنه الضمير وماتت فيه الإنسانية.