عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا كانت تلك الحرب وهذه الجريمة الإنسانية التى ترتكبها عصابة محتلة تحت مسمى دولة ضد شعب أعزل على مرأى ومسمع من العالم أجمع قد أسقطت قناع الإنسانية عن العالم، فإن نتائج وآثار تلك النكبة البشرية صارت نقطة انطلاق لحالة من التوحد العالمى من قبل شعوب الكرة الأرضية ضد هذه البشاعة وتلك الجرائم فاندلعت جذوة النور وبارقة من أمل فى تغيير العديد من المفاهيم المغلوطة عما تعنيه المقاومة وماهية الاحتلال ومن هم أصحاب الأرض ومن هم المعتدون وماذا تعنى الحرية وهل العنصرية اقتصرت على جنوب أفريقيا أو قضية السود والبيض فى أمريكا أم أن العنصرية امتدت إلى الحكام والرؤساء والملوك الذين يرون أن الدم الغربى الأمريكى الإسرائيلى أرقى وأعظم من تلك الدماء العربية الفلسطينية وأن الرهائن أو القتلى من جانبهم يستدعى أن يتحرك رؤساء الغرب وأمريكا ويهرعون إلى قبلتهم المزيفة المعتدية وإلى حليفتهم السياسية وصنيعتهم العسكرية ويعلنون أنهم شركاؤهم فى كل ما سوف يقومون به من قتل ودمار وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى الأعزل سواء فى غزة أو الضفة  الغربية ولا مانع من استعراض القوة والتلويح بالحرب الشاملة الكبرى إذا فكرت أى دولة كبرى فى مساعدة هؤلاء العزل الأبرياء سواء روسيا أم الصين أم إيران، أما البلدان العربية فقد أصابها الصم والعجز فلا نسمع إلا الشجب والتنديد والرفض والصراخ والعويل.

لكن شعوب وشباب العالم الغربى هناك يرفض منطق حكامه ورؤسائه وينتفض نحو قضية قديمة جديدة اسمها فلسطين هؤلاء الشباب الذين غرقوا فى العالم الافتراضى والألعاب الإلكترونية والحروب الوهمية على الشاشات والفضائيات وتخيلوا أن هذا العالم عادل وأن الحق ينتصر وأن القوة تحمى الضعيف والمظلوم وأن بلادهم المتقدمة لديها مبادئ وقوانين وأعراف إذا بهم يصدمون من هول وبشاعة الحقيقة ألا وهى أن القوة تزيد الظالم ظلما وكذبًا وأن جميع المنظمات الدولية وقوانينها تستخدم لصالح مصالح الرأسمالية العالمية من تتحكم فى مصائر البشر وأرزاقهم ومأكلهم ورواتبهم حتى أحلامهم ومستقبلهم.. هذا عالم ليس عادلا ولا متقدما بعد أن سقط قناع الإنسانية وانكشف المستور فإذا بهذا الشباب والجيل الجديد يلتف حول هدف نبيل وقضية إنسانية ويهب لرفض الزيف والكذب والدمار والعنصرية ويطالب بالحرية والمساواة والعدل والحياة لأطفال غزة وفلسطين.. وبينما يصحو ذلك الجيل فى الغرب نجد جيلًا آخر يكبر من ركام الأبنية المتهدمة وأشلاء الأهل ورفات الأب والأم ودماء الرضع وبقايا الأرحام وقد فقدت الأجنة.. جيل تلك المجزرة الجماعية التى تفوق ما حدث فى الهولوكوست جيل لن يخاف أحدا ولن يهاب موتًا أو دمارًا أو نيرانًا فالنار الموقدة بداخله للثأر وللبقاء سوف تحرق الكثير ممن كانوا معتدين أو ممن صمت وسكت وتابع وندد وشحب وعجز عن حمايتهم.. الجيل الجديد لفلسطين لن يكون مثل هؤلاء من المقاومة التى يسمونها فى الغرب إرهابا بينما هم الإرهابيون الذين يقطعون البحار والسماء ليدخلوا بلادنا يرهبوننا بأسطول وحاملة طائرات يضربون العراق وسوريا وليبيا ولبنان والآن فلسطين.. جيل النكبة الحالية جيل غير.. علينا أن ننتبه ونحذر ونعد العدة لما هو قادم.. إذا كانت دولة واحدة قد أنهكت وأرعبت العالم وحطمت كل القوانين والأعراف فإن صحوة ضمير العالم والشعوب قد تغير من التاريخ والجغرافيا، وفى ذات الوقت فإن ثأر غزة وفلسطين لم يعد مجرد جرح وإنما جيل جديد لن يفرط ولن يسامح مهما حدث.