رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع المحاولة التى كشفت تخوف جهاز أمن الدولة من أن يحصل أبو العلا على الحزب، ثم يلقى به فى حجر عبدالمنعم، وبذلك يكون ألقاه كله فى حجر الإخوان المسلمين، لكن وضح أيضا أن الأجهزة الأمنية كانت على استعداد تام لمنح أبو العلا الترخيص بالحزب إذا وافق على شروطها أو استجاب لها بالطريقة التى تريدها، فلم تكتف الأجهزة الأمنية بإعلانه أنه يختلف عن الجماعة أو مع عبدالمنعم، بل كانت تريده أن يعلن الحرب عليهم جميعا، لم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة بل كانت هناك مفاجأة أكبر عزيزى القارئ، لقد حدث اتفاق تام يصل إلى درجة الصفقة الكاملة بين نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين لوأد حزب الوسط وعدم تمكينه من الخروج إلى النور، وقد تتعجب من تحالف النظام والإخوان على أحد قيادات الجماعة السابقين، لكن هذا ما حدث بالفعل والوقائع الآتية تؤكده وتدعمه.

كان هناك إصرار من جماعة الإخوان على تعطيل حزب الوسط، ولذلك لجأت إلى كل الطرق لتحقيق ذلك، فقد ضغطت على المؤسسين الأوائل فى ١٩٩٦ وحصلت على تنازلات من بعضهم مثل صلاح عبدالمقصود، وجمال حشمت، وآخرين، وذهب اثنان من محامى الجماعة هما مختار نوح، ومأمون ميسر بالتنازلات إلى المحكمة، وانضما إلى محامى الحكومة ضد حزب الوسط، وفى العام ٢٠٠٥ وبعد أن صدر تقرير مفوضى الدولة لصالح حزب الوسط، وهو التقرير الذى شهد بتميزه، وقتها خرج مهدى عاكف وقال إنه صاحب هذا الحزب، وقام أبو العلا بعمل إنذار على يد محضر له، وكتب ردًا مطولًا على كلام مهدى سرد فيه القصة الكاملة لحزب الوسط، كان هدف مهدى عاكف واضحًا من التصريح بأنه صاحب فكرة حزب الوسط، وأنه من وضع فكرته، فقد أراد الرجل العجوز أن يقدم لنظام مبارك الحجة التى يضرب بها أبناء الحزب، فها هو أبو العلا يتخفى تحت عباءة الوسط من أجل الحصول على حزب يقدمه للإخوان المسلمين، وكان النظام قد ابتلع الطعم، لأنه يروق له بالفعل، وعطل الحزب ولم يمنحه الترخيص، ولذلك حاول أبوالعلا ماضى أن يفسد هذه المحاولة، لكنه كان يفشل طوال الوقت.

لم ينزعج أبو العلا ماضى مما تقوم به الجماعة مع حزب الوسط وقتها قال «إنهم منزعجون من حزب الوسط ولا يريدونه أن يخرج إلى النور، لأنهم يعتقدون أننا نخطط لنأخذ منهم الأعضاء، وهو كلام ليس صحيحًا على الإطلاق، فأعضاء الإخوان لا يصلحون للعمل السياسى، إننا نريد أن نضم مواطنين مصريين عاديين وطبيعيين، تدينهم بسيط، إننا لا نريد أن نكون الإخوان بشرطة، ولابد أن يعرف الجميع ذلك»؛ وفى غضب واضح قال أبو العلا «الإخوان يتعاملون معنا بشماتة رهيبة، ويستغلون رفض الحزب كل مرة فى تثبيت أعضاء الإخوان، يقولون لهم لقد خرج «أبوالعلا» ومن معه وحتى الآن لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، ولذلك فإننى أقول وبصراحة إن التأخير المتعمد فى الإفراج عن حزب الوسط وإخراجه للنور يصب فى النهاية فى مصلحة الإخوان المسلمين دون غيرهم»؛ فلم يكن هذا هو ما فعلته الجماعة لتعطيل حزب الوسط فقط فعندما أعلن أبو العلا ماضى أنه سيتقدم بأوراق حزبه للمرة الرابعة خرج عصام العريان وقال دون أن يسأله أحد وكان ذلك فى ندوة بجريدة الشروق إن الإخوان هم أصحاب حزب الوسط.

كان العريان يكرر نفس السيناريو السابق الذى انتهجه مهدى عاكف، يستبق الأحداث بأن يلصق الإخوانية الواضحة بحزب الوسط، حتى تقف هذه التهمة حائلًا بين أن يحصل أبو العلا ومن معه على الترخيص بالحزب، رغم أن العريان فعليًا كان يحتقر ويتعالى على مجموعة أبو العلا ماضى، قائلا فى ديسمبر ٢٠٠٩، لو سأل أحد من هى مجموعة أبو العلا ماضى فلن تجد أحدا يذكر إلا ثلاثة أو أربعة أسماء على الأكثر، وحكاية أبو العلا بشكل موضوعى لو قيمناها لسألنا من رأيه صواب، المناطحة للحصول على رخصة حزب، أم الهدوء فى التعامل مع النظام، فهذا أمر لن يتم إلا بالتراضى، وكان هذا رأى قادة الإخوان، وللحديث بقية.

[email protected]