رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مع كل حالة انتخابية تمر بها البلاد سواء انتخابات رئاسية أو برلمانية أو حتى نقابية، يكون السؤال المتكرر والذى يبحث دائماً عن «إجابات عديدة» هو: ماذا سوف تقدم لنا؟ وهنا عندما نقول «إجابات عديدة»؛ فإن السؤال هنا عن برنامج كامل للمرشح يتناول فيه كافة الأصعدة سواء داخلياً أو خارجياً، سواء كوضع اقتصادى أو سياسى أو تعامل مع كافة القطاعات التى تهم المواطن كقطاع الصحة أو التعليم أو الخدمات الاجتماعية وغيرها، فسؤال ماذا سوف تقدم؟ يعنى رؤية واضحة وأهدافًا مبنية على دراسات وغيره ووعودًا قابلة للتحقيق أو شفافية فى المستقبل للكشف عن أسباب منطقية لعدم التوفيق فى تحقيقها.

تلك الرؤية «البرنامج الانتخابى» التى يعرضها كل مرشح هى عنوان لاسمه ولفريق عمله، الكل ينظر إليها ويتلقفها ويدرسها، بل هناك من يبحث عن كل نقطة فيها وتكون محل دراسة عميقة لها، فالكل خارجياً قبل محلياً ينظر إليك وإلى كل ما تقوله أو تعرضه أنت أو فريق عملك، يسجل لك، يدرسك جيداً، يضع كل السيناريوهات المحتملة قبل مجيئك ودراسة فرص فوزك، يأتى بالخبراء والمتخصصين لتحليل كل ما يخرج من عقلك لتسمعه كل الآذان، بل البعض يستعين بخبراء فى لغة الجسد ليحلل للمشاهد طبيعة المرشح ومدى ثقته فى نفسه وحملته وبرنامجه، تلك النقاط لا تدخل فى الشأن الداخلى بقدر ما هو شيء مشروع للجميع طالما لم يتدخل فى العملية الانتخابية سواء بالدعم أيا كان نوعه أو التقليل من مرشح لحساب آخر، وإن كان هناك من يفعل هذا فهو غير مقبول ليس من المرشح فقط بل من الناخب أيضا. 

دعونا نبسط الأمر قليلاً، مع كل انتخابات تجرى فى دولة ما روسيا أو الصين أو بريطانيا، ولنقل أمريكا مثلاً فإن الكثيرين منا يتابع ويبحث عن خلفية كل مرشح وما هو الحزب الذى يمثله سواء «جمهورى أو ديمقراطى» ويدفعه فى الترشح للمنصب الرفيع، بل نضع سيناريوهات محتملة لفوز كل شخص منهم، نتابع أصوات كل ولاية!، وهناك من يتحاور مع من يعرفه داخل أمريكا فى محاولة لاستكشاف الأمر، تلك هى النظرة الفردية لكل شخص منا، أما على مستوى الدول فإن الوضع يختلف حيث تعمل جميع الأجهزة فيما يسمى بترتيب الأوراق للتعامل مع الإدارة الجديدة القادمة، ودراسة كل تصريح يدلى به مرشح ما تجاه دولة ما أثناء حملته الانتخابية وبرنامجه عامة.

فكما هو الحال لنظرتنا تجاه الخارج، فإن الخارج أيضا ينظر إلينا، وبالتالى فإننا فى هذه المرحلة وهى الانتخابات الرئاسية، التى تعتبر أهم عملية يكون عليها الاهتمام العالمى، ليس على برنامج المرشح بقدر الاهتمام بنوعية المرشحين حزبياً، أضف إلى ذلك أن وضع مصر كدولة محورية لها ثقلها فى المنطقة العربية والشرق الأوسط عموما.

القضية هنا والسؤال المشروع لى كناخب لكل مرشح، هل أنت فعلاً على قدر المسئولية أن يتم وضعك كمرشح رئاسى، تنظر له جميع الدول كمنافس حق فى أكبر وأهم عملية انتخابية تمر بها البلاد، وخصوصا فى تلك الفترة التى تعج بالكثير من الملفات وأهمها وأصعبها تحديداً الملف الاقتصادي؟. 

السؤال المشروع الثانى لى كناخب أيضا وأوجهه لكل مسئول سواء داخل العملية الانتخابية أو مسئول تنفيذى: هل أنت مستعد لتقديم صورة مكتملة لدولة تعدى سكانها 110 ملايين نسمة، بحيث تخرج تلك العملية للعالم كله كعنوان لعملية انتخابية حرة نزيهة، أتيحت من خلالها الفرصة الكاملة لكل مرشح أن يقدم كل ما لديه لخدمة وطنه؟

السؤال الأخير وأيضا المشروع لنفسى أولا كناخب وأيضا لكل ناخب مثلى: هل نحن على قدر المسئولية لنمنح أصواتنا لمن يستحق، ويملك القدرة الفعلية للعبور بنا فى تلك الفترة الصعبة العصيبة على الجميع، وأن يكون لدينا جميعاً برنامج انتخابى نضعه لأنفسنا قبل أن ندلي بأصواتنا يكون فى مقدمته الإصرار الكامل على الإنتاج وليس طلب الاستهلاك والمطالبة بالاستهلاك أكثر وأكثر؟

[email protected]