رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

ليس فى عنوان هذا المقال أى خطأ، وهو ليس نكتة أو يحمل صيغة من صيغ المبالغة، أو التهويل أو التضخيم من أجل جذب انتباه القارئ. على العكس فإنك لو أخضعت مضمونه أو محتواه لتحليل سياسى علمى فستنتهى إلى أنه صحيح تماما. التحفظ الوحيد الذى يمكن أن يرد عليه هو أنه يغفل إسرائيل وربما كان من الأدق أن يأتى على النحو التالي: الحرب الأمريكية الإسرائيلية على الفلسطينيين، كما أن العنوان يفتقد الدقة فى وصف الطرف الثانى بأنه الفلسطينيون، فى حين أنهم ليسوا كذلك ولكن الدقة القول الغزاويين ولكننا تجنبنا هذا الوصف لأنه يعزز الفرقة ويشرذم القضية.

على هذا النحو دون غيره أتصور أننا يجب أن نتعامل مع المجازر الجارية فى غزة حتى لو تجاوزنا ووصفناها بأنها حرب، فهى ليست حرباً إسرائيلية بأى معنى من المعانى وإلا لكانت انتهت بين يوم وليلة (مبالغة مقصودة) وأى متابع يمكن له أن يدرك حجم الإنهاك الإسرائيلى والذى تكشف معه زيف المفهوم الأسطورى الخيالى عن القوة التى لا تقهر.

هى حرب تعيد إلى الأذهان وإن كانت على شكل مختلف العدوان الثلاثى على مصر فى 1956 حين تكاتفت ثلاث دول هى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، بشكل يمكن معه أن يكون مبررا وصف ما نراه بأنه العدوان الثنائى (الأمريكى - الإسرائيلى) على غزة.

لكن الفرق بين الحالتين هو أن الثلاثى كان ضد دولة، هى مصر، صحيح أنها لم تكن قد لملمت نفسها بعد أثر ثورة 52 ولكنها دولة، فى حين أن العدوان الثنائى ضد تنظيم مهما امتلك من أسباب القوة فلن يتجاوز حدا معينا يرتقى به لمواجهة سلاح أقوى دولة فى العالم هى الولايات المتحدة.

أعادنى ما أشاهده إلى خمسة عقود مضت، وكنت وقتها صبيا لم يتجاوز 11 عاما، حين راح السادات، إثر مبادرته بشن الحرب على أسرائيل فى أكتوبر 1973 يعلن وصوته ما زال يرن فى أذنى كأنه بالأمس القريب، أنه لن يستطيع ان يحارب أمريكا، بعد الانتصارات التى حققتها القوات المصرية فى الأيام الأولى للحرب. حتى فترة غير بعيدة كان يدور فى ذهنى أن السادات كان يبالغ بعض الشىء لكى يهيئ المصريين لما جرى بعدها من تطورات على الجبهة ليس هنا مجال التفصيل فيها.

لكن واقع الحرب الجارية يثبت أن الزعيم الراحل – اتفقت معه أو اختلفت – كان على حق. لو أن هناك مؤشرات على مفهوم المشاركة فى الحرب، لأيقنت أن ما تقوم به الولايات  المتحدة يمثل هذه المشاركة ويتجاوز فكرة الدعم المعنوى لإسرائيل، أو حتى تقديم معونات عسكرية، وإنما هو انخراط كامل وبكل اللغات والمعانى. بدأ أولا بما يمكن وصفه جسرا عسكريا من الإمدادات اللازمة للمعارك، وتواصل إلى حد إرسال عسكريين لمساعدة نظرائهم من الإسرائيليين فى العمليات ضد غزة، مع فرق جاهزة للمشاركة فى العمليات البرية (تذكر واشنطن أن هدفهم هو تقليل الخسائر بين المدنيين! على نحو تتمنى لو كنت تملك  معه «قلة أدب» باسم يوسف مع مضيفه فى البرنامج الأخير بشأن تطورات الوضع فى غزة).

من الغريب أن واشنطن تمارس ذلك دون خجل، حتى أنك تشعر وكأنها بائعة هوى تمارس مهنتها على قارعة الطريق، فتعلن أنها طلبت من إسرائيل تأجيل الهجوم البرى لحين وصول القوات الأمريكية إلى المنطقة. ووصل التنسيق لحد إطلاع بايدن لنتنياهو على الجهود الأمريكية المستمرة للردع الإقليمى، وعمليات الانتشار العسكرى الأمريكى الجديدة، فى تأكيد عملى لمقولة إن إسرائيل ليست سوى الولاية الأمريكية رقم «51».

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين.

[email protected]