رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يسجل الفن والدراما نكبة ١٩٤٨ كما سجلها وصورها د. «وليد سيف» فى روايته التغريبة الفلسطينية (أيام البلاد وحكاية المخيم) وهما جزءان من رواية سردية تاريخية واقعية كتبت بعد إنتاج وكتابة الدراما التلفزيونية التغريبة الفلسطينية ٢٠٠٤ من إخراج الراحل «حاتم على» وبطولة «جمال سليمان» و«تيم حسن» وغيرهم من نجوم الدراما السورية والأردنية.. هذه الملحمة التاريخية امتدت عبر الذاكرة الشفاهية لبعض الذين عاصروا أحداث حرب المقاومة الفلسطينية عام ١٩٣٦-١٩٣٩ ضد الاحتلال البريطانى ومحاولة فرض الهيمنة الصهيونية وبيع الأراضى وضرب الفلاحين العزل فى شمال فلسطين بالرصاص حتى يخرجوا من أراضيهم كما تعرض قسوة ووحشية الصهاينة وهم يذبحون الأبرياء ويقطعون شمل الأسر فى ريف فلسطين وتلك القوى غير المتكافئة بين جيوش بريطانيا والصهاينة وهؤلاء الفلسطينيين العزل البسطاء فى بيوت من طين بريف غزة وحيفا ويافا وعلى الضفة وكيف كانت النكبة الفلسطينية الأولى بالرغم من تدخل الجيوش العربية الهزيلة والتى فشلت فى صد هجوم العدوان البريطانى الصهيونى وكانت نتائجها من يومها منذ ٧٥ عاما حتى الآن هى تلك القضية الفلسطينية جرح الأمة دائها وعذابها والباب الخلفى والمعلن الذى تدخل منه جميع المفاسد الاستعمارية للاستغلال والهيمنة والتسلط والتحكم فى مصائر الشعوب والدول العربية بالتخويف والترهيب والترغيب والتطبيع.. وإذا كانت التغريبة الفلسطينية بدأت بالنكبة وأيام البلاد إلا أنها امتدت إلى أيام المخيمات وحرب النكسة ١٩٦٧ والتهجير الثانى وبدايات حركات المقاومة الفلسطينية وظهور الفصائل القتالية وإذا كانت حرب النصر والعبور فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ قد غيرت مجرى التاريخ والجغرافيا وهزمت الأسطورة الكاذبة عن إسرائيل التى لا تقهر فإن السياسة حاولت إرساء قواعد جديدة للصراع من خلال سلطة فلسطينية على رام الله وغزة تحت الاحتلال لا هى بدولة ولا هى بحكم ذاتى وإنما بين بين.. فكانت النتيجة حركات مسلحة للمقاومة تعددت ما بين حماس والقسام والجهاد وحزب الله.. وجاءت لحظة الصدام فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لتكتب تاريخًا جديدًا لنكبة جديدة لكن هذه المرة على مرأى ومسمع من العالم فإذا بنا نصطدم بالديستوبيا تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وهم مجموعة من الرأسمالية المسلحة التى تتحكم فى الشعوب كما فى رواية «ألعاب الجوع» ٢٠٠٨ والتى تحولت إلى فيلم شهير بذات الاسم.. فى هذه المدينة الفاسدة كما نرى الآن تصبح الشعوب لعبة وأداة فى يد الرأسمالية المسلحة التى تملك الشركات الكبرى والإعلام العالمى وترسانة الأسلحة التكنولوجية وشبكة المصالح الممتدة تدمر كل ما تريد ولا تحترم لا قانونا دوليا ولا إنسانيا والنتيجة تنفصل الشعوب عن حكامها ويتحول المشهد العالمى إلى لعبة الموت وليس الجوع فقط وما نحن جميعًا إلا أدوات فى يد من يملكون مصائر الكون بشكل أو آخر. 

ما يحدث فى الأمم المتحدة وفى المنظمات الدولية وحتى العربية ما هو الا نكبة للإنسانية وليس لفلسطين وغزة.. حتى مؤتمر السلام بالرغم من جهود مصر الجبارة لإعلان موقفها من القضية ورفضها للتهجير وإصرارها على السلام إلا أن تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وأعوانه قد فشلت فى حماية العزل فى غزة ولم تنجح فى وقف إطلاق النار.. لن تذهب دموع ودماء ودعوات وصلوات كل هؤلاء الجرحى والثكلى واليتامى والمشردين واللاجئين وحتى نحن المتابعون لن يذهب كل هذا الدم هباء لا بد أن تنتصر الإنسانية ويتم القضاء على المدينة الفاسدة عاجلًا أم آجلًا لأن نكبة البشرية اليوم هى نكبة عالمية وليست نكبة فلسطينية فقط وهذا هو الفرق.