رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

م... الآخر

انتفضوا يا زعماء العرب، يا من تمتلكون المال، وبحور البترول، يا من تلتزمون الصمت، ما نحن فيه هو حصاد غفلتكم وتقاعسكم عن القضية الفلسطينية، ما نحن فيه الآن هو نتائج انشغالكم بالدنيا ومتاعها ونسيان الآخرة، فنمتم فى غفلة ولا ترغبون أن تجاهدوا بالأنفس ولا بالمال ولا حتى بالكلمة الداعمة المساندة للقضية.

أنا حزين يا زعماء العرب، لأنكم لم تستخدموا الكلمة ولم تنقفوا على الكلمة من أجل التصدى للإعلام الصهيونى الغربى الذى دائما ما ينتصر علينا فى كل قضية، حتى ما يحدث من إبادة للشعب الفلسطينى فى غزة، وذلك أمام المجتمع الدولى، الذى أعطى الضوء الأخضر للقتل والتدمير فلا هذه حرب ولا هذه دول تدعى الفضيلة وترفع راية حقوق الإنسان.

ونحن فى حاجة إلى إعلام عربى قوى يتصدى للإعلام الغربى الصهيونى، وينشر الحقائق على أرض الواقع، ويدعم القضية الفلسطينية التى كادت أن تموت.

ما حدث فى غزة وما سيحدث فى السنوات القادمة؟ هو نتائج أفعالكم؟ وحصاد عنادكم، وجهالتكم بالتاريخ، وبالخطر الذى يحيط بكل الدول العربية وليس فلسطين فقط، فلا الشعوب ستغفر لكم ما يحدث ولا رب العرش العظيم الأكبر والأعلى من أموالكم وسلطانكم سيغفر لكم ما يحدث.

يا سادة لا تعتقدوا أن الحرب بعيدة عنكم، بل هى أقرب مما تظنون، ولها تأثير أخطر عليكم وعلى سلطانكم وأموالكم، فانتفضوا يرحمكم الله، وساعدوا فلسطين من أجل الحصول على حقها المغتصب، ساعدوا مصر فهى صمام الأمان لكل الدول العربية، والإسلامية، ساعدوا مصر بالمال والكلمة من أجل مستقبلكم ومستقبل الشعوب العربية، ساعدوا مصر، من أجل عروبتكم وإسلامكم، فلا الحياة دائمة، ولا النعيم دائم، ولا سلطانكم دائم.

يا زعماء العرب، أصبحنا كغثاء السيل، تملك حب الدنيا وكراهية الموت من قلوبكم ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعن أبى عبدالسلام، عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها». فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن». فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت». 

والله هذا حالنا، لقد نزع الله المهابة من صدور إسرائيل وأمريكا والكثير من دول العالم، وأصبحنا مجرد فيضان من البشر، بلا قوة ولا مقدرة على مواجهة العدوان الأمريكى الأوروبى الصهيونى على غزة.

انتفضوا يا زعماء العرب، وسخروا أموالكم – ولا نقول أنفسكم- من أجل دعم مصر فى مواجهتها هذه الحرب التى تستهدف مصر وأمنها القومى، وتستهدف قتل الفلسطينيين حتى تموت القضية ولكن لن تموت بإذن الله تعالى وقدرته وعزته وجلاله.

الدكتور محمد عادل