عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هناك مفكر وفيلسوف أمريكي يدعي "نعوم تشومسكِي" له نظرية مهمة في أدبيات الإعلام من خلال كتابه " السيطرة على الإعلام " وهي أن الإعلام آلة توظفها الدولة لتوجيه آراء العامة بشكل رئيسي، ممهدة بذلك أرضية أكثر مرونة لقبول وتبني القرارات والإجراءات التي سيتم اتباعها لاحقاً من الدولة في قراراتها وإدارة شئونها، وهي النظرية التي تعمل بها دولة الاحتلال "إسرائيل" ولا تعمل بغيرها في محاولة منها لتشويه الحقيقة وتصديق الاكاذيب المزعومة منها ، فهي تصدر للرأي العام الإسرائيلي من خلال أدواتها أنها "الضحية"  وأن كل ما تقوم به يدخل في إطار الدفاع عن نفسها وعن مقدساتها وعن حقها المغتصب.

والمتابع للأيديولوجية اليهودية في تعاملها مع البشر وفي تعاملهم هم أنفسهم مع الحقائق نجد أن الكذب والتدليس والافتراء وطَمس الحقائق منهج حياة، وتزيين الباطل وخلط الأوراقِ والخسة منهج تعلم، لنصل في النهاية إلى ما يسمى "رسم الشخصية اليهودية" ويتضح ذلك من خلال حرصهم في طريق سعيهم لتأييد مواقفهم أن يقوموا بتحسين صورتهم وتشويه صورة الآخرين وتزييف الحقائق حول ما يقومون به خاصة في فلسطين واعتمدوا في ذلك على أدواتهم الإعلامية القذرة بشكل أساسي ومباشر.

وهنا علينا العودة بالتاريخ إلى عام 1869عندما حلل الحاخام اليهودي راشورون في خطاب له عن شدة اهتمام اليهود بالإعلام بقوله " إذا كان الذهب هو قوتنا الأولى للسيطرة على العالم، فإن الصحافة ينبغي أن تكون قوتنا الثانية".

وفي المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897و كان هو المؤتمر الافتتاحي للمنظمة الصهيونية وعقد بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا يوم 29 أغسطس 1897 فقد نجح تيودور هرتزل خلال فاعليات هذا المؤتمر في الترويج لفكرة استعمار فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك.

وقد وضع هذا المؤتمر عدد من القرارات للسيطرة على وسائل الإعلام وخاصة الصحافة ونصت المادة الثانية عشر من بروتوكولات حكماء صهيون التي خرجت عن المؤتمر أن  أي نوع من النشر أو الطباعة يجب أن يكون تحت سيطرتنا وأن الأدب والصحافة هما أعظم قوتين إعلاميتين وتعليميتين خطيرتين ويجب أن تكونا تحت سيطرتنا.

وقالوا في نص هذه المادة سنصدر نشرات تهاجمنا وتعارضنا ولكن بتوجيه اتهامات زائفة ضدنا مما سيتيح الفرصة لكي نقنع الرأي العام بأن كل من يعارضنا لا يملك أساساً حقيقياً لمناهضتنا، ويجب أن لا يكون لأعدائنا وسائل صحفية يعبّرون فيها عن آرائهم، وإذا وجِدت فلا بد من التضييق عليها بجميع الوسائل لكي نمنعها من مهاجمتنا، كذلك لن يصل طرف من خبر إلى المجتمع من غير أن يمر علينا؛  وكل هذه النقاط وغيرها طرحها كتاب كثيرون في كتاباتهم ومقالاتهم.

وإذا فكرنا وبنظرة عامة الإطلاع على نصوص هذه البروتوكولات سنجدها مقسمة إلى 24 بروتوكول وهي: الأول: الفوضى والتحررية والثورات والحروب والثاني: السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة. والبروتوكول الثالث: إسقاط الملكية والأرستقراطية، والبروتوكول الرابع: تدمير الدين والسيطرة على التجارة، والبروتوكول الخامس: تفريغ السياسة من مضمونها، والسادس: السيطرة على الصناعة والزراعة، والسابع: إشعال الحروب العالمية، والثامن: تفريغ القوانين من مضامينها، والتاسع: تدمير الأخلاق ونشر العملاء، والعاشر: وضع الدساتير المهلهلة، والحادي عشر: السيطرة العالمية، والبروتوكول الثاني عشر: السيطرة على النشر، و البروتوكول الثالث عشر: تغييب وعي الجماهير، والرابع عشر: نشر الإلحاد والأدب المرضي، والخامس عشر: الانقلابات والخلايا السرية، والسادس عشر: إفساد التعليم، والسابع عشر: تحطيم السلطة الدينية، والثامن عشر: تدابير الدفاع السري، والتاسع عشر: إشاعة التمرد، والعشرون: إغراق الدول في الديون، و البروتوكول الحادي والعشرون: إغراق الدول بالقروض الداخلية، والثاني والعشرون: الذهب،.والثالث والعشرون: البطالة،.والبروتوكول الرابع والعشرون: سيطرة اليهود.

والقارئ الجيد لهذه البروتوكولات يجد انها تتحقق على أرض الواقع وبخطط ممنهجة فمثلا نجد أن ما يدور الآن على ساحة الصراع في فلسطين ومن خلال دولة الاحتلال يحقق فكرة إشعال الحروب العالمية والسيطرة على النشر وتغييب وعي الجماهير، وبشكل عام كل بروتوكول من هذه البروتوكولات يتم تنفيذه في المنطقة بحرفية شديدة و بمنهجية متأصلة وبدعم امريكي واضح وفج.

وهنا آن الآوان أن يكون لنا ذراع إعلامي عربي موحد يستطيع مواجهة كل هذه الأكاذيب وتشويه الحقائق ونحن نستطيع أن نقوم بذلك لكن ينقصنا فكرة الإرادة والوحدة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

فيا سادة علينا أن نلتفت أن جذور أشجار الزيتون قاربت على التلاشي من المشهد ولن يعيدها إلا إعلام عربي موحد اسمه " العروبة الإعلامية" يستطيع ان يقف أمام أعلام اسمه " العم سام"