عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

غزة حكايات بلون الدم.. ورائحة المسك

بوابة الوفد الإلكترونية

فى غزة أصبحت الرفاهية أن يُكفّن المرء وحده ولكن لم يتوفر لأهالى غزة حتى تلك الأمنية الأخيرة وهم يواجهون حرباً بربرية وإبادة جماعية وتطهيراً عرقياً على أيدى النازية الصهيونية.. وسط الأنقاض وعلى ضوء خافت داخل أحد المستشفيات نظراً لانعدام الوقود نجد أحد الأطباء يعالج ابنته بيده ويتنقل بين مشرحتين لدفن زوجته وابنه الطبيب عبدالرحمن عطاالله يتفاجأ بوالده بين الشهداء الذين وصلوا إلى قسم الطوارئ فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

أما الدكتور إياد أبو كرش، طبيب العناية المركزة الذى يعمل عادةً فى مستشفى الشفاء شمال غزة، فلقد وجد نفسه يعالج مريضًا لم يتوقع رؤيته أبدًا: ابنته تمارا البالغة من العمر عامين. تم نقلها مع أخته وابنة أخته إلى مستشفى غزة الأوروبى فى مدينة خان يونس الجنوبية بعد أن ضربت غارة جوية إسرائيلية المنزل الذى كان يحتمى به هو وعائلته بعد إجلائهم من مدينة غزة فى الجزء الشمالى من الجيب. لقد ظنوا أنهم سيجدون الأمان هناك. لكن الضربة نفسها قتلت زوجته وابنه الأكبر، كما قال هو ورئيس المستشفى الدكتور يوسف العقاد.

وقبل شهرين رزقت عائلة فى غزة بأربعة توائم بعد انتظار 15 عاماً ولكن الاحتلال الإسرائيلى لم يُكمل فرحة هذه العائلة قصف المنزل على رؤوس ساكنيه فى غزة، فقتل التوائم الأربعة خالد وعبدالخالق ومحمود ومها البابا، ووالدتهم وفاء السويركى. فيما أقامت بعض الفتيات حفلة عيد ميلاك لمجموعة من الأطفال على أنقاض الدمار.. فى محاولة لتقديم بعض الدعم النفسي من ويلات الحرب. 

فى مشهد مبهج رغم الألم تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات من غزة يظهر بها الناس وهم مجتمعون حول جثة أحد شهداء القصف الإسرائيلى على غزة.

يقول الحاضرون إنه ورغم بقاء الشهيد يومين تحت الأنقاض، إلا أنه وبعد إخراجه من تحت الأنقاض وجدوا أن جسده يفوح منه رائحة المسك والتى تملأ المكان.

كما علق أحدهم أن هذه من الأحداث والبشارات التى يخفف الله بها عن أهل غزة الذين يعانون منذ أيام من عدوان إسرائيلى غاشم يستهدف المدينة بأكملها دون أن يفرق بين صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة ولا منزل ولا جامع أو مستشفى.

وشهد صحفيون فى قطاع غزة المحاصر أن جثامين الشهداء تفوح منها رائحة مسك قوية.وقال صحفى إن أحد الشهداء منذ يومين وهو تحت الأنقاض غير أن رائحة المسك تفوح منه بقوة.

أكدت عائلة الشهيد عبدالله الصانع أنها فوجئت برائحة المسك تفوح من الغرفة التى وضع فيها ما تبقى من جثمانه الطاهر بعد العثور عليه تحت أنقاض مقر الأمن والحماية غرب مدينة غزة الذى قصفته طائرات الاحتلال، حيث استمر البحث عنه لمدة يومين متواصلين وعثر على قطعة صغيرة من رأسه وشعر لحيته، تبين فيما بعد أنها ما تبقى من جسده.

توافد العشرات وفور سماع الخبر، ممن عرفوا الشهيد فى حياته، للمنزل ليشتموا تلك الرائحة الذكية التى انبعثت من تلك القطعة من الكرتون التى وضع عليها ما تبقى من جسد الشهيد يوم العثور عليه.

والشهيد الصانع «أبوحمزة» هو أحد القيادات الميدانية فى كتائب القسام فى المخيم الجديد بمعسكر النصيرات، وسط قطاع غزة، وقائد وحدة القنص القسامية فى منطقته، كما عمل الشهيد مرافقاً للدكتور محمود الزهار القيادى فى حركة حماس حتى آخر لحظات حياته.

«آسف، كانت الحصة الأخيرة».. هكذا نعى مدرس فلسطينى من غزة طالبته الطفلة حبيبة، والتى استشهدت بغارات الاحتلال على منزل عائلتها.

 أما هبة أبو عندى فقبل يوم واحد فقط من ارتقائها شهيدة، قامت هبة برثاء صديقتها مريم، التى راحت أيضاً ضحية قصف قوات الاحتلال، فنشرت هبة عبر صفتحها الخاصة فيسبوك: ارتاحت مريم من التعب ارتاحت للأبد، آسفة يا مريم على كل مرة اختلفنا بالرأى أنا وأنت آسفة كتير.

وكتبت مودعة الحياة قبل استشهادها بساعات قليلة «نحن فى غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير وكلنا ننتظر أين سنكون..كلنا ننتظر اللهم وعدك الحق».

كان إبراهيم الأغا وزوجته حميدة يستمتعان بإجازة طويلة فى غزة عندما بدأت الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع.

وأراد الزوجان، وهما مواطنان أيرلنديان، زيارة غزّة كى يلتقى أبناؤهما الثلاثة، الذين ولدوا فى دبلن، بأقاربهم الفلسطينيين من أجل تعلم لغتهم وثقافتهم. ولكن الأسرة عانت تحت وقع الضربات والانفجارات، بدلاً من التجمعات العائلية الهنيئة التى كانت تتوقعها. وقال الأغا «كان قصفاً متواصلاً. قُصف المنزل وصار يهتز». فقرر الأغا استضافة عدد هائل من النازحين من جحيم الحرب وقام هو وزوجته على خدمة الجميع.