رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المشهد الحضارى العظيم الذى شهدته مصر اليوم بجميع محافظات الجمهورية من مظاهرات عارمة، يؤكد أن المصريين  يتمتعون بفطنة وكياسة، فخروج المصريين بهذا الحجم الضخم فى كل ربوع البلاد يؤكد أيضاً أن مصر لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتخلى عن دورها الريادى من أجل نصرة القضية الفلسطينية، والتمسك بحق الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. إن مـظاهرات ملايين المصريين الذين خرجوا فى جميع أنحاء الجمهورية، تعلن في صوت واحد «فلسطين عربية»، ولا للتهجير القسرى للفلسطينيين، والأمن القومى المصرى خط أحمر، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، هى صيحة مدوية للمجتمع الدولى وخاصة الولايات المتحدة، ولا سلام أبدًا بدون إقامة الدولة الفلسطينية، وكذلك لن يكون هناك استقرار بالمنطقة بدون ذلك.. وعلى المجتمع الدولى الاستجابة فورًا، ووقف الآلة العسكرية الإسرائيلية التى تقوم بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.

إن الموقف المصرى فى هذا الصدد واضح وصريح وهو ضرورة استئناف المفاوضات من أجل تنفيذ حل الدولتين، وهذا ما جعل القاهرة تقوم حاليًا بالدعوة لعقد مؤتمر السلام الذى سيعقد اليوم وتشارك فيه واحد وثلاثين دولة وثلاث منظمات دولية، وهذا المؤتمر المهم يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر مازالت تمد يدها بالسلام رغم القوة المصرية، التى قهرت إسرائيل بالحرب فى عام 1973، إلا أن مصر هى أيضاً بطلة السلام الذى به تحل جميع القضايا. ورسالة مصر من مؤتمر السلام اليوم هى بمثابة دعوة للعالم أجمع على أن يد مصر مازالت ممدودة بالسلام ولا تفريط أبدًا فى القضية الفلسطينية. وإقامة الدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن كل مؤامرات حل القضية على حساب أطراف أخرى مرفوض جملة وتفصيلا ولن يتم أو يتحقق سواء فيما يخططون له من تهجير قسرى أو حتى إبادة جماعية للشعب الفلسطينى.

إن دور مصر لن يتزحزح أبدًا حتى تعود الحقوق المشروعة للأشقاء فى فلسطين ويقيموا دولتهم الحرة المستقلة، ولا سلام مع إسرائيل بدون هذا الحق المشروع وتنفيذ حل الدولتين.. ولذلك فإن على جموع الأمة العربية المشاركين اليوم فى قمة السلام أن يكونوا على قلب رجل واحد، وأن يكونوا صخرة قوية متينة تتحطم عليها كل مؤامرات ومخططات إسرائيل والمجتمع الدولى.. والعرب قادرون على فعل ذلك وهذا هو المهم لأن الفرقة العربية، لن ترحم أى قطر عربى.

فهل بعد كل هذه المذابح والإبادة للشعب الفلسطينى وسعى المجتمع الدولى وإسرائيل لتضييع الأرض الفلسطينية، أن نصمت أو نتخاذل؟!.. أعتقد أنه آن الأوان للعرب جميعًا أن يكونوا صفاً واحدًا مع مصر لمنع هذه الكارثة. وأعتقد أن هذا أكبر رد على تصرفات وصمت وتخاذل المجتمع الدولى، الذى بالتأكيد يخشى على مصالحه، فوحدة العرب قوة رادعة وجاء مؤتمر السلام بالقاهرة ليؤكد هذه الحقيقة.