عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخطئ من يعتقد أن مصر تتحمل العبء الأكبر فى القضية الفلسطينية، بل مصر تتحمل كل العبء، وليس اليوم فقط، بل منذ بداية القضية 1948.

لذلك؛ نحن بين «شِقَّيّ الرَّحى»، قلوبنا ودعمنا، آلامنا، ومعاناتنا، دائما وأبدا مع الأشقاء فى فلسطين، وفى الوقت نفسه محددات الأمن القومى المصرى ممثلة فى حماية الأرض، وصون العرض مهمة مقدسة. والمفكر الوطنى الكبير جمال حمدان فى كتابه شخصية مصر الوسيط: دراسة فى عبقرية المكان، يصف علاقة مصر بالقضية الفلسطينية أبلغ وصف حينما قال: «تهم قضية فلسطين مصر من زاويتين جوهريتين، القومية والوطنية، فالأولى هى مسئوليتها العربية الحتمية عن دولة شقيقة وجارة توأم أخضعها غزو أجنبى دخيل لاستعمار عنصرى، استيطانى، إحلالى مطلق، بعد تفريغها من شعبها الأصلى بالإبادة والطرد. فالقضية هنا؛ قضية عربية. وبديهى أن مسئولية مصر العربية فى تحرير واستعادة فلسطين تتناسب طرديا مع حجمها ووزنها ودورها الطبيعى والتاريخى كقلعة العرب وطليعتها القيادية. الزاوية الثانية: هى زاوية البقاء البحت، التراب والتراث، أن نكون أو لا نكون». 

حمدان كان يستشف المستقبل عندما قال أيضاً: إن سيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، وأنه من المهم استراتيجياً أن ندرك أن سيناء ليست مجرد فراغ، أو حتى عازلاً، أنها عمق، وإنذار مبكر، أنها خط الدفاع الأخير عن الدلتا ووادى النيل بعامة. وإن التجربة قد علمتنا أن مصير مصر مرتبط دائما بمصير فلسطين خصوصاً، وسوريا عموماً، وأن الدفاع عن مصر والقناة إنما يبدأ فى فلسطين على الأقل.

لذلك؛ موقف مصر الراسخ إنما ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومى المصرى وبسط السيادة الوطنية على كل الأراضى المصرية؛ أهمها وأولها وآخرها أرض الفيروز سيناء. الثوابت الوطنية المصرية تجاه القضية الفلسطينية عبرت عنها وجسدتها قرارات مجلس الأمن القومى، والتى نصت على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. ومع تأكيد تام وبات بأن أمن مصر القومى خط أحمر ولا تهاون فى حمايته.  

الرئيس فى لقائه مع المستشار الألمانى، كان واضحاً لأبعد حد، وضع العالم أمام مسئولياته، وفضح المخطط، والهدف سيناء، لكنه كان حاسماً أيضاً فيما يتعلق بحماية الأمن القومى المصرى، مع استمرار الدعم التام والكامل للأشقاء فى غزة، ومع استعداد إسرائيل لاجتياح برى لقطاع غزة، تزداد الضغوط أكثر على الحدود المصرية، ومن ثم ترتفع معها وتيرة المزايدات خارجياً، والأكثر سوءا منها المزايدات الداخلية. وفى مثل هكذا ظرف؛ نجد البعض يستغل هذه الأوضاع المتوترة للمزايدة السياسية، لكن أمن الأوطان ليس محلاً للمزايدة أو المقامرة، وليس هذا وقت الصراعات والتنافسات السياسية الصغيرة الضيقة.

الشباب المصرى عامة، والكيانات الممثلة لشباب مصر ومنظمات العمل الأهلى والمدنى فى كل المحافظات الجمهورية، كانوا أكثر وعياً من بعض ممن يطلق عليهم النخبة السياسية، انطلقوا بحماس كبير، ودافع وطنى أصيل، دون حشد أو توجيه، لدعم وتأييد القيادة السياسية، استناداً إلى قناعة تامة من الكيانات وكل جموع الشباب المصرى من أن دعم مشروع ٣٠ يونيو الوطنى هو حماية للأمن القومى المصرى، بل العربى أيضاً؛ شجبوا وأدانوا ورفضوا كل الممارسات الإسرائيلية فى قطاع غزة، لكنهم فى الوقت نفسه كانوا أكثر وعياً بتحديات ومهددات الأمن القومى المصرى، وما يحيط بمصر من مخاطر، ولم لا وهم نبتة هذه الأرض الطيبة، هم أبناء وأحفاد أبطال نصر أكتوبر 1973 الذين حرروا الأرض وصانوا العرض، ورفعوا رايات النصر، لذلك احتشدت الكيانات واصطفت بشبابها، وجهوا رسالة صريحة للعالم أجمع، ولكل من تسول له نفسه محاولة المساس بالسيادة الوطنية المصرية أو العبث بأمن الوطن ومقدراته.

هذا وقت الاصطفاف لا المزايدة، الكل واحد خلف الوطن، الكل واحد خلف القيادة السياسية. حفظ الله مصر رغم طمع الطامعين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين.