فى جلسة طارئة :«النواب» يفوض «السيسى» فى اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ الأمن القومى المصرى

الشعب المصرى سيخرج بالملايين من كل فج عميق حال المساس بسيادة مصر عن طريق التهجير غير الشرعى

العنف والسلام نقيضان لا يجتمعان.. ونهيب بجميع البرلمانات أن تتبنى قرارات تدين الانتهاكات الإسرائيلية

عبدالعليم داود: فلسطين ستتحرر كما تحررت ليبيا والجزائر ومصر وسنقف جميعاً صفاً واحداً فى هذا الموقف العظيم

سليمان وهدان: المعارضة تفوض الرئيس باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ الأمن القومى

أعلن مجلس النواب تفويضه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، جاء ذلك فى جلسة طارئة عقدها أمس الخميس بشأن الأحداث الجارية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وفى بداية الجلسة ألقى المستشار أحمد سعد الدين وكيل أول مجلس النواب رئيس الجلسة الطارئة كلمة فى بداية الجلسة التى دعا لها المجلس.

جاء نصها.. الزملاءُ الأعزاءُ نوابَ شعبِ مصرَ:

بقلوبٍ داميةٍ ونفوسٍ مكلومة، تابعنا جميعًا ما اقترَفَهُ بكلّ وحشيةٍ وهمجيةٍ الكيانُ الإسرائيليُّ المحتلُّ بقصفِهِ المُستشفى الأهليَّ المعمدانيَّ بغزة، والذى راح ضحيته عديدُ من المدنيين الأبرياء ما بين شهيد وجريح، فهذا الكيانُ الغاصبُ لم يرتكب جريمةً ضدَّ الإنسانيةِ فحسب بل إنه قتلَ الإنسانيةَ مع سبقِ الإصرارِ والتعمد، فما تقومُ به القواتُ الإسرائيليةُ المتعجرفةُ من أعمالٍ عدوانيةٍ غاشمةٍ تجاه الفلسطينيين العُزلّ وتدميرٍ ممنهجٍ للمنشآتِ المدنية لا يُعد دفاعًا شرعيًا، فشتَّان الفارقُ بين حقِ الدفاعِ الشرعيّ المكفولِ بموجبِ القانونِ الدوليّ، والعملِ العدوانيّ الذى يشكلُ أخطرَ أشكالِ اللجوءِ غيرِ الشرعيّ للقوة.

وأضاف سعد الدين: تواجهُ القضيةُ الفلسطينيةُ منعطفًا هو الأخطرُ فى تاريخها، بما له من تداعياتٍ شديدِة الخطورة، قد تنالُ من أمنِ واستقرارِ المنطقةِ بأكملِها، فمحاولاتُ التهجيرِ القسريّ للفلسطينيين عن موطنِهم ودفعِهم إلى اللجوءِ إلى مصرَ هو جريمةُ حرب، ومحاولةٌ غيرُ أخلاقيةٍ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينية، وأُعلِنُها صراحةً من تحتِ قبةِ مجلسِ النوابِ المصرى، إن مصرَ دولةُ مستقلة ذاتُ سيادةٍ، والشعبَ المصرى، إذا استشعرَ أنَّ الكِيانَ المحتلَّ يحاولُ ولو بشكلٍ غيرِ مباشرٍ المساسَ بسيادةِ مصرَ عن طريقِ هذا التهجيرِ غيرِ الشرعى، فإنه سيخرجُ بالملايين من كلّ فجٍ عميقٍ للتعبيرِ عن رفضهِ الكاملِ لتلك المحاولاتِ والأفكارِ اليائسةِ مساندًا وملتفًا حول قيادتِهِ السياسيةِ وقواتهِ المسلحة.

ولفت سعد الدين، فى هذا المقام: يؤكد مجلسُ النوابِ أنَّ ما يقومُ به فخامةُ الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيسُ جمهوريةِ مصرَ العربية، من تحركاتٍ سياسةٍ وإنسانيةٍ تجاهِ الأحداثِ الداميةِ بالدولةِ الفلسطينية، هى تحركاتٌ لا تنبعُ إلا من قائدٍ رشيد، قائدٍ جسور، هدفُه الأسمى إعلاءُ الحقِ ولا يخشى فيه يومًا لومةَ لائم، ففخامةُ الرئيس عبدالفتاح السيسى هو تجسيدٌ لضميرِ الأمةِ المصرية، تلك الأمةُ التى ناضلت ومازالت تُناضلُ من أجلِ السلام، رغمَ امتلاكهِا لقوةٍ هائلةٍ يعلمها القاصى قبل الدانى، قوةٌ تحسِنُ استخدامِها فى الدفاعِ عن الوطنِ وليس فى العدوانِ على الغير.

وقال سعد الدين: شعب مصر إن العنفَ والسلامَ نقيضان لا يجتمعانِ فى بيئةٍ واحدة، ونحن فى توقيتٍ دقيقٍ لا تجدى فيه نفعًا المواقفُ المزدوجةُ أو المرتعشة، ولذلك فعلى المجتمعِ الدوليّ أن يحددَ وجهته وبكلّ وضوحٍ هل سيكونُ نصيراً للسلامِ أم سيكونَ معصوبَ العينين ويتحولُ لأداةٍ من أدواتِ الجورِ والطغيان.

وشدد رئيس الجلسة: يُهيبُ مجلسُ النوابِ المصرى بجميعِ البرلماناتِ أن تتبنى قراراتٍ تُدين الانتهاكاتِ الإسرائيليةَ على الأراضى الفلسطينيةِ وتكفلَ حمايةَ المدنيين الأبرياءِ إعمالاً للمواثيق الدوليةِ والأعرافِ الإنسانية.

وأعلن سعد الدين باسمى واسمِكم جميعاً بل وباسمِ الشعبِ المصريّ جميعه نتقدمُ بخالصِ التعازى للشعبِ الفلسطينيّ المناضل، داعين المولى عزَّ وجلَّ أن يُلهمَهُ ويُلهِمَنا جميعًا الصبرَ والسلوان، عاشت مصرُ حرةً.. عاشت مصرُ العروبة.

 وأكد النائب محمد عبدالعليم داود رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد فى مجلس النواب، أن فلسطين ستتحرر كما تحررت ليبيا، فلسطين ستتحرر كما تحررت ليبيا على أيدى عمر المختار ورفاقه وستتحرر كما تحررت الجزائر وستتحرر كما تحررت مصر من الاحتلال الانجليزى والحروب الصليبية، سنقف جميعا صفا واحدا فى هذا الموقف العظيم.

وطالب «داود» فى الجلسة الطارئة اليوم، بتدريس الثقافة العسكرية فى المدارس لأن العرب ليس فى حاجة إلى مال وليسوا فى حاجة إلى رجال، ولا يمكن أن نتحدث عن دولة منزوعة السلاح ودولة لديها مفاعلات نووية.

ولفت داود بأن أمريكا قامت بدور عظيم بعثت أسلحة الدمار الشامل وهتدى 100 مليون دولار لأطفال الشهداء كيف يستقيم هذا.

وتابع داود بأن الفصائل الفلسطينية رافضة التهجير وإهدار القضية الفلسطينية على كل يهودى أن يرحل إلى كل بلد أتى منها لتتخلص فلسطين من كل عصابات الهجانة وغيرها.

ووجّه النائب الوفدى سليمان وهدان عضو مجلس النواب، رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤكدا نحن فى المعارضة خلف الرئيس السيسى ونفوضه باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ الأمن القومى المصرى، وللحفاظ على القضية الفلسطينية التى قدمت لها مصر 250 ألف شهيد وجريح.

وأضاف «وهدان» فى كلمته فى الجلسة العامة أمس أن ما حدث فى مستشفى المعمدانى إضافة إلى سجل المذابح والإجرام من مذبحة بحر البقر الى هذا المستشفى قتل الأبرياء فيه وسط العالم ثم يأتى رئيس أمريكا ويريد أن يعبث بعقول العالم.

وتابع «وهدان» بأن على الجميع أن يفيق بأن خطة التهجير فى 48 لن تعود لأن العرب ليسوا العرب فى 48 ومصر ليست مصر فى 48 فلديها قائد شجاع قادر عن الدفاع عن وطنه فمصر دولة لها سيادة نملك كلمتنا نملك قوتنا هذه الحكومة اليمينة المتطرفة.

ولفت «وهدان» بأن هذه الحكومة الاسرائيلية التى تتلذذ بالدم وتتلذذ بالقتل لا تأتى الا بجرائم العام كله أعمى أخرس لا يرى الانين لا يرى المذابح وحمام الدم.

ووجه «وهدان» التحية للمشير عبدالفتاح السيسى القائد وجلالة الملك عبدالله والمتفاهم والمساند للقضية الفلسطينية.

ووقف مجلس النواب دقيقة صمت وحداد مع قراءة فاتحة الكتاب ترحماً على شهداء الشعب الفلسطينى وذلك دعماً لأهالى غزة الأبية.

ومن جهة أخرى أوضح المستشار أحمد سعد وكيل أول مجلس النواب الموقف من عدم ترؤس المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المجلس للجلسة الطارئة والمشاركة فيها قائلا إنه كان من المفترض ان يترأس الجلسة ولكن نظرا لظروف الطيران حيث أنه يشارك فى أعمال المؤتمر الخامس والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلمانى العربى ببغداد بشأن الأوضاع المُتدهورة فى الأراضى الفلسطينية.

وقال وكيل مجلس النواب إن ظروف الطيران حالت دون مشاركة رئيس المجلس وترؤسه للجلسة الطارئة، ودعت الأمانة العامة لمجلس النواب أعضاء المجلس أمس لجلسة طارئة من خلال بيان رسمى وجاء بيان مجلس النواب المرسل للأعضاء أمس.

وأعلن النائب الوفدى اللواء هانى أباظة، عضو مجلس النواب، عن أن الوفد يثمن ويقدر موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى ونؤكد رفضنا التام لدعوات التهجير التى يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى سيناء، مشددا بأنه لا بد أن يكون أمامنا (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

وأضاف «أباظة» فى كلمته فى الجلسة الطارئة التى عقدها البرلمان اليوم، بأن الحرب بيننا وبين إسرائيل إلى يوم الدين ولن تنتهى.

وشدد «أباظة» بأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يعد لهما أهمية بفضل التخاذل والخزى والمواقف غير العادلة، التى مثلت بغطاء غير قانونى لارتكاب إسرائيل للمذابح.

وأعلن «أباظة» عن تفويض الرئيس عبدالفتاح السيسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومى المصرى، فلا يمكن أن نفرط فى حبة رمال واحدة من أرض مصر.

وبعث مجلس النواب برسالة دعم وتأييد من مجلس النواب إلى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وتفويض سيادته في كل ما يتخذه من إجراءات وقرارات وما يراه مناسباً لحماية الأمن القومي المصرى. وأرسل البرلمان رسالة الي الاتحاد البرلمانى الدولى باللغتين والعربية والإنجليزية تتضمن موقف البرلمان المصري من الأحداث المأساوية في فلسطين.