رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يعد حزب الوفد الجديد امتداداً طبيعياً لحزب الوفد الذى أسسه سعد زغلول، وجاءت فكرة تأسيس الوفد عندما قرر سعد زغلول عام 1918 تشكيل وفد مصرى للسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية التى كانت تحتل مصر فى ذلك الوقت، وتشكل الوفد المصرى الذى ضم كلاً من سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى وأحمد لطفى السيد وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم «الوفد المصرى» وقاموا بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء فى الصيغة: «نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول ورفاقه فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلاً فى استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التى تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى». 

و«عرضت بريطانيا على سعد باشا أن يكون ملكاً على مصر فى ظل الحماية البريطانية ولكنه رفض» فاعتقل سعد زغلول ونفى إلى مالطا هو ومجموعة من رفاقه فى 8 مارس 1919م، فانفجرت ثورة 1919 فى مصر، والتى كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد، وبقى الوفد الذى هو حزب الأغلبية، يتولى الوزارة معظم الوقت فى مصر منذ عام 1924 وحتى عام 1952

وهكذا تشكّل حزب الوفد بعد أن قابل سعد زغلول المندوب السامى البريطانى مطالبًا باستقلال مصر بعد الحرب العالمية الأولى. واعترض المندوب السامى على مطالبة سعد، لأنه لا يحمل تفويضًا من الأمة المصرية ليقوم بتلك المهمة. فرأى سعد زغلول أن خير وسيلة لإقامة الدليل هى جمع توقيعات المواطنين المصريين على نطاق واسع وبذلك يكون قد اتصل بالجماهير المصرية من جهة، ومن جهة أخرى سيفحم المندوب السامى بما لديه من توقيعات المواطنين المصريين. وهكذا قام حزب الوفد المصرى.

ومن شخصيات حزب الوفد الذين تولوا رئاسة الوزراء سعد زغلول، عبدالخالق ثروت، ومصطفى النحاس الذى تولى مرات عديدة رئاسة الوزارة قبل قيام ثورة يوليو 1952 والتى قامت بحل الأحزاب السياسية.

من مبادئ الوفد المعلنة السياسية والاجتماعية:

1- تحقيق استقلال البلاد وحريتها وتحقيق الوحدة بين مصر والسودان.

2- التمسك بميثاق الأمم المتحدة.

3- التمسك بعروبة فلسطين.

4- العمل على رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبرالى.

5- دعم النظام الدستورى الديمقراطى.

ومن أهم ما حققه حزب الوفد المصرى أنه استطاع أن يجمع بنجاح بين المسلمين والأقباط فى حزب واحد يسوده التفاهم والوفاق. واستطاع الوفد فى كل الانتخابات النزيهة التى اشترك فيها أن يكتسح الأحزاب التى وقفت ضده، ونجح فى تشكيل عدة وزارات: ابتداءً من 1926-1928 وفى 1930 ثم فى 1936 - 1937، ثم فى 1942 - 1944، ثم فى 1950 - 1952. وكانت وزارته تأتى بعد الفوز فى انتخابات حرة، وتنتهى بأزمة مع الملك الذى يعمد إلى طردها من كرسى الحكم.

و من إنجازات وزارات حزب الوفد:

1- عرفت مصر مجانية التعليم فى بعض مراحله المختلفة خاصة تلك السياسة المجانية التى طبقها الدكتور طه حسين والتى رأى فيها أن التعليم أهم من الماء والهواء للإنسان.

2- كثرت مفاوضات الوفد المصرى للإنجليز، واستطاع أن يظفر بشىء من الفوائد لمصر أقلها إلغاء المحاكم المختلطة والامتيازات الأجنبية فى مصر والتى تمت عند إبرام المعاهدة الإنجليزية المصرية عام 1936. وقد جاءت تلك المعاهدة خطوة أولى بعد تولِّى هتلر الزعامة فى ألمانيا وتهديده بريطانيا وفرنسا على ما أوقعوه على ألمانيا فى معاهدة فرساى.

ففى 24 يناير 1924، شكل سعد زغلول أول وزارة يرأسها مصرى من أصول ريفية، وسميت وزارة الشعب. وكانت غصة فى حلق الملك فؤاد الذى ناصبها العداء.

عرض سعد باشا برنامج وزارته وكان يهدف إلى التخلص من التحفظات الأربعة فى تصريح 28 فبراير التى كانت تعوق الاستقلال التام لمصر، فطرح سعد زغلول المطالب الوطنية وهى:

١- الاستقلال التام بجلاء القوات الإنجليزية عن البلاد.

٢- قيام مصر بمسئولياتها فى حماية قناة السويس.

٣- حرية الحكومة المصرية فى وضع سياستها الخارجية.

٤- الحكومة المصرية هى التى تتولى شئون الأقليات والأجانب.

ولكن الحكومة البريطانية رفضت هذه المطالب وناصبت وزارة سعد العداء.

وجاءتها الفرصة عندما قام أحد المصريين بدافع الوطنية باغتيال سردار الجيش المصرى فى السودان سيرلى ستاك وهو فى القاهرة، فاستغلت الحكومة البريطانية هذا الحادث ووجه لورد اللنبى إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:

ا- أن تقدم الحكومة المصرية اعتذاراً عن هذه الجريمة.

ب- أن تقدم مرتكبى هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب.

ج- أن تقدم تعويضاً مقداره نصف مليون جنيه إسترلينى للحكومة البريطانية.

د- أن تسحب القوات المصرية من السودان.

ه- أن تقوم بزيادة مساحة الأراضى المزروعة قطناً فى السودان.

كان الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إبعاد مصر عن السودان لتنفرد به بريطانيا ووضع السودان ومصر فى تنافس اقتصادى حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودان إزاء مصر.

وافق سعد زغلول على النقاط الثلاث الأولى ورفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصرى بالقوة من السودان، فتقدم سعد زغلول باستقالته.

بعد استقالة سعد زغلول، قام الملك فؤاد بتكليف زيوار باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمان. ولكن نواب البرلمان اجتمعوا خارج البرلمان وقرروا التمسك بسعد زغلول فى رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطانية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الأسكندرية فى مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلى عن فكرة رئاسة الوزراء حتى لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882.

تشكلت وزارة النحاس باشا فى 1 يناير 1930 وحلها الملك بسبب تزايد تأثير حزب الوفد فيها فى 19 يونيو 1930. حاول مصطفى النحاس الإفادة من التوتر فى السياسة العالمية ليحصل على الاستقلال التام عن بريطانيا. ولكن توتر العلاقات بين القصر الملكى فى عهد الملك فاروق وبين مصطفى النحاس لم يساعد مصر على استخلاص حقوقها من الإنجليز.

وقد تعرض بعض قيادات الوفد للاغتيال منهم :

أحمد ماهر باشا: فى 24 فبراير عام 1945 عقد البرلمان المصرى جلسة لمناقشة إعلان دخول مصر الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، وانضمام مصر إلى منظمة الأمم المتحدة، وقد كان أحمد ماهر باشا يؤيد بشدة مشاركة مصر فى الحرب العالمية الثانية لدعم الإنجليز، عقب الجلسة السرية للبرلمان، أطلق شاب يدعى محمود العيسوى النار على أحمد ماهر باشا أثناء مروره بالبهو الفرعونى بمبنى مجلس الشعب، فقُتل على الفور.

لم يكد يمضى سوى ثلاث سنوات على اغتيال أحمد ماهر باشا، حتى لحق به زميله السابق فى حزب الوفد وشريكه فى تأسيس حزب الهيئة السعدية محمود فهمى باشا النقراشى والذى كان يشغل فى ذلك الوقت منصب رئيس وزراء مصر، حدث ذلك فى يوم 8 ديسمبر من عام 1948 حين أطلق شاب كان يتخفى فى ثياب ضابط شرطة، وينتمى للتنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، ويدعى عبدالمجيد أحمد حسن ثلاث رصاصات على النقراشى إصابته فى الظهر، وأدت لقتله على يد النظام الخاص ردًا على قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها وممتلكاتها واعتقال أعضائها.

كما تعرض النحاس باشا، رئيس حزب الوفد، أثناء رئاسته لوزراء مصر لسبع محاولات اغتيال على يد خصومه نجا منها جميعاً، كان أشهرها محاولة تنظيم الحرس الحديدى الذى أسسه الملك فاروق من بعض ضباط الجيش حين قاموا فى عام 1945 بوضع سيارة مفخخة أمام منزل النحاس باشا فى جارن سيتى، إلا أن السيارة انفجرت دون أن تصيب النحاس بأذى.

ظل مصطفى النحاس رئيسًا لحزب الوفد، حتى ألغت ثورة يوليو سائر الأحزاب السياسية المصرية.. وهكذا كانت نهاية حزب الوفد المصرى الذى عمل سكرتيره الراحل فؤاد سراج الدين على تسجيله تحت اسم حزب الوفد الجديد ليشارك فى الحياة السياسية. وحاز حزب الوفد ستة مقاعد فى مجلس الشعب بعد انتخابات عام 1995م، وثلاثة مقاعد فى انتخابات عام 2000. يذكر أن الحزب كان قد حاز 57 مقعدًا عام 1984، و25 مقعدًا عام 1987، وقاطع انتخابات عام 1990. ترأس الحزب نعمان جمعة حتى عام 2006، وهو أول رئيس للحزب لا يحمل لقب باشا ثم الدكتور مصطفى الطويل والدكتور محمود أباظة اللذان كان لهما دور كبير في إثراء دور حزب الوفد السياسى، ثم الدكتور السيد البدوى ومن بعده المستشار بهاء الدين أبوشقة ويترأسه الآن الأستاذ الدكتور عبدالسند يمامة.

وفى أعقاب ثورة يناير.. وأثناء رئاسة الدكتور السيد البدوى لحزب الوفد تم تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى، والتى كانت بمثابة تكتل سياسى تشكل فى 22 نوفمبر 2012 بعد إصدار الرئيس المصرى محمد مرسى الإعلان الدستورى. تدرج من الاعتراض على الإعلان الدستورى ومسودة الدستور إلى المطالبة بإسقاطهما ثم المشاركة فى عزل الرئيس المنتخب ومباركة عزله.

وقام رئيس حزب الوفد بدعوتهم للاجتماع فى بيت الأمة للتنسيق والتشاور فى اجتماع شاركت فيه عشرة أحزاب وحركات سياسية، وذلك بعد يومين من إصدار الرئيس مرسى إعلانه الدستورى الذى حصّن فيه قرارات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور وعزل فيه النائب العام عبدالمجيد محمود.

اتسعت مكوناته لتشمل 35 حزباً وحركة سياسية وثورية وكل القوى المعارضة للإعلان الدستورى،

دشنت الجبهة نشاطها برفضها الحوار مع رئيس الجمهورية محمد مرسى قبل إلغاء الإعلان الدستورى، وتوعدت بتصعيد الاحتجاجات والعصيان المدنى، ودعت بعد ذلك إلى مظاهرات تطالب بإلغاء الإعلان الدستورى فى ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية وغيرها من المناطق، كما رفضت المشاركة فى الحوار الذى دعا إليه مرسى بعد إلغائه إعلانه الدستورى.

ساندت الجبهة عزل الرئيس مرسى يوم 3 يوليو 2013 بعد أن شاركت بقوة فى التظاهرات المطالبة بعزله، واعتبرت ما حصل تدخل ضرورى لحماية الديمقراطية، وتصحيح لمسار الثورة والحفاظ على وحدة مصر واستقرارها.

وبعد فوز السيسى ضعف حضور الجبهة فى الساحة السياسية المصرية، فى حين اعتبر بعض السياسيين والمراقبين أن دور الجبهة انتهى بالمشاركة فى احتجاجات 30يونيو/ حزيران 2013.

وفى عهد المستشار بهاء الدين أبوشقة بداية من ٢٠١٨..أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى العديد من المبادرات مثل: ( ١٠٠ مليون صحة) و (الكشف المبكر عن سرطان الثدى) و(حياة كريمة) شارك فيها قيادات وأعضاء حزب الوفد... كما أطلق حزب الوفد العديد من المبادرات لإثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصرى منها : الوفد مع الشباب..والوفد مع مسؤول..والوفد مع الرياضيين.. الوفد مع الناس..بقوافل طبية فى أنحاء الجمهورية..ثم أخيراً الوفد مع المرأة..حيث نظم مؤتمراً جماهيرياً حاشداً لتدشين مبادرة «الوفد مع المرأة» فى الصعيد، وذلك فى جامعة أسيوط، بحضور عدد من قيادات الوفد، وحشود من المواطنين...قدم خلاله قيادات الوفد العديد من المشروعات الصغيرة للمرأة المعيلة منها: بطاريات الأرانب وماكينات الخياطة وكذلك بطاطين وغيرها.

قال حينها المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، إن الوفد لم ينحن أمام أحد من قبل ولن يحدث، مشيراً إلى أن الوفد دائماً ينحاز إلى الدولة وليس إلى حاكم، ولكن مصر تتعرض الآن إلى مؤامرات لذلك يدعم حزب الوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الرئيس الوطنى الذى يعمل من أجل تحقيق الأفضل للوطن والمواطن.

وأضاف «أبوشقة» أن الحزب عندما يدعم الرئيس السيسى، فهذا من ثوابت حزب الوفد لأنه يعمل بجد وإخلاص من أجل الوطن والمواطن ولم نعط شيكاً على بياض لأحد، ولكن عندما نكون أمام مشروعات قومية عملاقة تحدث كل يوم على أرض الواقع فيجب أن ندعمه.

وأوضح «أبوشقة» أن مصر تتعرض للعديد من المؤامرات وكان منها سقوط الدولة كما حدث فى دول شقيقة، ولكن الشعب المصرى كان الصخرة الصلبة التى تحطم عليها هذا المخطط وفى 30 يونيو 2013 شاهدنا خروج 33 مليون مصرى فى كل ربوع مصر من أجل حماية الدولة.

وتابع «أبوشقة» قائلاً: «إن ثورة 30 يونيو هى الوجه الآخر لثورة 1919 خاصة أننا أمام جيش وطنى وشرطة وطنية فتحية لهم ولشهداء الوطن من الجيش والشرطة».

هكذا كان حزب الوفد بالأمس للأمة سنداً واليوم يقدم لهم د. عبدالسند لرئاسة الجمهورية.. وهو رئيس حزب الوفد الجديد منذ عام 2022 وأستاذ ورئيس قسم القانون الدولى الخاص بكلية الحقوق جامعة المنوفية، ورئيس المركز الدولى للتحكيم والتوفيق والوساطة والملكية الفكرية، حصل على الدكتوراه فى الاستثمار الأجنبى بمصر، من جامعة نانسى بفرنسا، كما عمل محامياً لرابطة العالم الإسلامى.