عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فرضت الحرب فى الأرض الفلسطينية المحتلة نفسها على مجرى الاحداث عندما اطلقت حركة حماس عملية «طوفان الاقصى» ضد الاحتلال الإسرائيلى ردا على العدوان المستمر على الشعب الفلسطينى وعلى المقدسات الدينية فى القدس، وما تلا العملية من مجازر إسرائيلية ضد الفلسطينيين فى غزة. 

 هذه الاحداث أدت إلى انقسام الرأى العام الدولى حولها، فجميع المسلمين والعارفين بعدالة القضية الفلسطينية أيدوا هذه العملية واعتبروها رد فعل طبيعيا على ما قامت به قوات الاحتلال والمتطرفين اليهود من تدنيس المسجد الأقصى، ومن قتل الفلسطينيين بدم بارد وسط صمت من يعتبرون أنفسهم دعاة الحرية والتحرر. 

 اما مؤيدو الاحتلال من الحكومات فى أمريكا والغرب فقد ايدوا رد الفعل الإسرائيلى العنيف والمخالف للقانون الدولى الذى وضعوه هم واقروا قواعدهم واهمها ان يكون رد الفعل متناسبا مع الفعل وأن يحرم قتل المدنيين وهدم منازلهم وتشريدهم، وظهر هؤلاء على حقيقتهم انهم ينظرون إلى العرب نظرة استعلاء وتكبر وتجبر وهو ما يجب الوقوف أمامه من الحكومات العربية ومنها الجامعة العربية.

 المغرب فرق بين الإنسان وهم دعاة المساواة وجعل دم الإسرائيلى أهم من دم العربى وإن قتل العرب مباح، وظهر ذلك فى رد فعل الامريكان وتزويد إسرائيل بأسلحة متقدمة للقضاء على سكان غزة وابادتهم والتضحية بالمدنيين.

 فلم تستهدف إسرائيل حتى الآن من تزعم أنهم إرهابيون من حركتى حماس والجهاد الإسلامى، رغم معرفتها بمكان وجودهم فى غزة وخارجها ولكنها استهدفت الأطفال والنساء العزل حتى تصدر صورة من الرعب لكل من يحاول الاعتداء على أى فرد من الصهاينة المحتلين.

إسرائيل والغرب لا يريدون السلام فى المنطقة ويريدون استمرار هذا النبت الشيطانى الذى زرعوه فى منطقتنا حتى تستمر الهيمنة والسيطرة على العالم لهم

كما استغل الغرب هذه الاحداث ليدارى على هزيمته الكبرى فى الحرب الروسية الأوكرانية، وانتصار الروس على الأسلحة والعتاد الأمريكى الأوربى واهدار مليارات الدولارات فى تمويل حرب خاسرة من البداية، فهذه الحرب تلاشت مع اندلاع الاحداث فى فلسطين وأصبح الاهتمام بها منعدما. 

الصهيونية العالمية ممتدة فى دول أوروبا وأمريكا وهى تملك المال والسلاح، وتدير الأمور وفق مخططاتها وعندما يفشل مخطط تقوم بالثانى، ولا تيأس ونحن فى المنطقة دائما رد فعل لما يحدث ولأول مرة نكون فعلا فى هذه الاحداث منذ 50 عاما فى عملية طوفان الاقصى.

ورغم خلافى مع حركة حماس باعتبارها حركة اخوانية كل ما تبحث عنه هو الشو الإعلامى، وكسب تعاطف الجماهير العربية وارسال رسالة ان المقاومة الاسلامية هى الاقوى، الا ان عملية طوفان الاقصى لها ميزة انها هزمت الصهاينة فى الأرض المحتلة نفسيا وجعلتهم يتأكدون انه مهما تم تحصينهم بالاسلحة الحديثة والقبة الحديدية والطيران الا انه يمكن الوصول اليهم فى منازلهم مثلما حدث، كما ارعبت واسقطت اسطورة السلاح الأمريكى المتقدم وضربت هذه الصناعة فى مقتل وفضحت ضعف أجهزة استخباراتهم، وهو ما ظهر فى رد الفعل من حكومة الدولة الصهيونية على العملية والقصف العشوائى للمنازل والمدنيين بدون أى تمييز.

ففى عملية واحدة تم هزيمة العدو نفسيا، فى حين تم تنفيذ عشرات العمليات الصهيونية ضد الشعب الفلسطين ومقتل آلاف منهم، فلم تهزمه بل تجعله اكثر اصرارا على تحقيق النصر الأكبر وتحرير الأرض كاملة غير منقوصة، وهذا لن يأتى الا بوحدة الشعب الفلسطينى وفصائله الآن وليس غدا.