رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يستغرق الاستثمار فى صناعة الصورة الذهنية المثالية للدول أو حتى العلامات التجارية عقوداً من العمل الإبداعى المنظم الذى يهتم بكافة التفاصيل الدقيقة لترسيخ رسائل دعائية محددة غالبًا ما يكون مبالغاً فى صحتها. 

لقد نجحت ماكينة الدعاية الصهيونية فى خداع الوعى الجمعى للعالم، سواء الرسمى أو الشعبى من خلال وسائل إعلامية واسعة الانتشار لا تكل ولا تمل من تكرار الأباطيل ونشر الأكاذيب عن واحة الديمقراطية فى صحراء الاستبداد والتطرف، ولكن حقيقة الأمر هى محط كيان عنصرى غاصب يبطش بشعب أعزل تحت مرأى ومسمع ما يسمى بالمجتمع الدولى الذى يداهن وينافق الدولة العبرية المارقة التى تعتقد أنها أسقطت القضية الفلسطينية العادلة فى غياهب النسيان ولكن زلزال 7 أكتوبر أعادها الى واجهة الاهتمام بعد عملية استثنائية بكل المقاييس العسكرية حيث بدأ الطوفان الجارف بإطلاق ما يقارب 5000 صاروخ وقذيفة داخل العمق الإسرائيلى مع توغل تكتيكى واسع وجرىء فى وضح النهار جوًا وبراً وبحرًا فى توقيت متزامن أسفر عن خسائر فادحة، فعدد القتلى والجرحى الهائل وصل خلال يومين فقط إلى أكثر من 1200 قتيل و2600 جريح، وهذه الحصيلة مرشحة للزيادة بعد أن تهدأ العاصفة لكن تظل هى الأكبر منذ عقود.

بالإضافة إلى عدد الأسرى غير المسبوق؛ 130 أسيراً، ما بين عسكرى ومدنى لا يعلم أحد أين يقبعون الآن وسوف يكونون عرضة للمساومة والتفاوض فى صفقة كبرى مؤلمة لتل أبيب والمدهش عودة الغزاويين ببعض الغنائم من الآليات العسكرية وسيطرتهم على مستوطنات ومواقع عسكرية حيوية طيلة يومين فى غيبوبة الجيش الذى لا يقهر!! ما تسبب فى صدمة نفسية للمجتمع والقيادة العسكرية التى قررت لأول مرة إعلان الحرب الشاملة على القطاع وقام الطيران الغاشم بشن غارات انتقامية حصدت المئات من الأبرياء المدنيين فى القطاع البائس ودخلت إدارة بايدن برعونة على خط النار وتخلت عن حيادها المصطنع وقررت إرسال قطع بحرية أمام سواحل غزة لدعم حليفتها المنهارة من هول الصدمة القاسية ووضعت واشنطن كافة إمكانياتها المادية والعسكرية والاستخباراتية تحت رهن إشارة حكومة نتنياهو الفاشية التى يسيطر عليها ثلة من الحمقى يدفعهم غباء الانتقام الأعمى والذى يسول لهم الوقوع فى مستنقع الاجتياح البرى الشامل لإعادة احتلال غزة وهى خطوة غير مدروسة سوف تكون عواقبها كارثية على الجانبين وبالتأكيد لن تحل الأزمة وستجر المنطقة المضطربة أصلًا الى أتون حرب إقليمية ستأكل الأخضر واليابس. 

هذه العملية المباغتة التى أذهلت كل الخبراء أظهرت هشاشة قدرات جيش الاحتلال، فهو نمر من ورق وكشفت أكذوبة الموساد فهذا الفشل الاستراتيجى سيغير من قوانين اللعبة وسيعيد تعريف قواعد الاشتباك وسيضع المهرولين للتطبيع المجانى فى مأزق شديد وبالتالى ستتجمد كل المشاريع الاقتصادية التى كانت على وشك التنفيذ.