رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. محمد البلتاجى رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى

التمويل الإسلامى المارد القادم فى الاقتصاد الوطنى

بوابة الوفد الإلكترونية

20% نمواً فى حجم التمويل الإسلامى سنوياً

 

سئل حكيم عن العبقرية... فأجاب... هى الانغماس فى عالم أسمى وأوسع، تستطيع من خلاله أن تقدم الفريد والأسمى... أنت كذلك ما تفعله يحدث فرقًا، وعليك أن تقرر نوع الاختلاف الذى تريد إحداثه، فلن تشعر بسعادة النجاح، إلا عندما يكون لك هدف، تسعى من أجله... كن كالذى يصنع من نفسه قيمة، وفرصاً أكثر من التى ضاعت... وهكذا محدثى كان شجاعاً، لا يجعل الخوف من الوقوع فى الأخطاء يمنعه من خوض التجارب والتعلم منها. 

أسرع طريقة لتعزيز نجاحك، هى مضاعفة استثمارك فى التنمية الشخصية، والعمل دائماً على تطوير ذاتك، فإذا لم تكن المنافسة والصراع مع الذات، فلن يكون هناك أى تقدم... وعلى هذا كانت مسيرة الرجل كفاحاً مستمراً للوصول للأفضل.

الدكتور محمد البلتاجى، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى، وعضو بهيئات شرعية ومؤسسات المالية... منهجه العمل بجدية هو دستور الناجحين، بالجهد والعمل كل صورة يستطيع تخيّلها يجعلها واقعاً، موضوعياً، وواقعياً، يفتش دائماً عن الجديد الذى يقدم قيمة مضافة، سعادته فى خدمة الآخرين، يحمل الشكر والعرفان لكل من ساهم فى صناعة شخصيته: والديه وزوجته وأسرته.

سور خرسانى تغلفه مجموعة من الأشجار المثمرة، ونباتات الزينة، ما يمثل مظهراً جميلاً يشكل مزيجاً بين البساطة، والجمال... أحواض عشبية، لكل منها هندستها التى صممت عليها، تزينها النباتات العطرية من كل اتجاه، عند الواجهة والمدخل الرئيسى، حيث الاختيار مميز للألوان والديكورات، اللون السائد على الجدران يتسم بالهدوء، والراحة، فالبيج هو اللون المميز، بساطة الديكورات العصرية، تضفى راحة، وهدوءاً.

بعض الآيات القرآنية تشغل حيزاً مهماً من الحوائط،... الممرات مصممة بشكل ديكورى لفازات، مرسومة ببعض الأشكال التى تقص تراث حياة الريف، على بعد أمتار تبدو مكتبة ضخمة تضم أكثر من ألف كتاب، معظمها يتعلق بالأزهر والدين، ومجال عمله فى التمويل الإسلامى.

بساطة الغرفة تضيف للمكان راحة، لاب توب وآجندة، وملفات يدون بها بعض ملاحظاته، قصاصات ورقية سطر بصفحاتها مسيرته الطويلة، وما واجهه من تحديات، ومعوقات... يدأها بقوله: «ابذل قصارى جهدك دائمًا. فما تزرعه الان سوف تحصده غداً».

بفلسفة ما دمت على قيد الحياة، استمر فى تعلمك كيف تتجاوز كل المعوقات... موضوعى وعقلانى فى تحليل المشهد، رؤيته دقيقة، وحديثه محدد، لا يخوض فى التفاصيل إلا إذا تطلب الأمر ذلك، متفائل ويؤمن بقدرة الاقتصاد الوطنى، على النمو والاستدامة... يقول إن «الاقتصاد الوطنى يحظى بالعديد من المقومات التى تدفعه إلى أن يكون ضمن الاقتصاديات الكبرى، والمتقدمة، خاصة فى ظل توافر المواد الخام، ومستلزمات الصناعة التى يتطلب العمل على تصنيعها محلياً، والاستفادة منها بالتصدير فى مخرجها النهائى، بما يعود على الصناعة الوطنية بالنفع، بالإضافة إلى التركيز أيضاً على القطاع الزراعى، كونه من القطاعات الاستراتيجية، والمهمة، التى تحتاج للاهتمام، والتوسع فى مساحتها، وهو ما قامت به الدولة مؤخراً، لسد الفجوة الغذائية، خاصة فى السلع الاستراتيجية، وهذا يتحقق عبر استخدام الموارد الخام داخلياً، فى التصنيع بدلاً من تصديرها خاماً للخارج».

إذا أردت أن تكون قوياً، فاستمر فى التعلم والتطور، ونفس الحال بالنسبة لمحدثى يفتش دائماً عما يضيف له، لذلك تجده أكثر هدوءاً، وثقة عند حديثه عن المتغيرات الخارجية، ومدى تداعياتها على اقتصاديات العالم، وضمنها الاقتصاد الوطنى، ودور هذه الأزمات أيضاً فى تباطؤ حركة الاقتصاد، وارتفاع معدلات التضخم، التى تسعى الحكومة للسيطرة عليه، ومواجهته، من خلال الإنتاج، والتصدير القادر على تحقيق التوازن فى السوق.

< إذن، كيف ترى الدور الذى تعاملت به السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى فى الأزمات الاقتصادية؟

- بفكر يتسم بالعمق يرد قائلا إن «الاضطرابات التى واجهتها اقتصاديات الدول على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، كان لها التأثير السلبى على جميع الاقتصاديات، وبالتالى يلتمس العذر للسياسة النقدية، على اعتبار أنها تعاملت مع الموقف وفقا للظروف، وخاصة أن هذه الحرب تسببت فى تخارج العديد من الاستثمارات الأجنبية، عقب قيام البنك الفيدرالى الأمريكى برفع أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين لتوجيه أموالهم إلى السندات، وأذون الخزائن، وهو ما تسبب فى أزمة بالعملة الصعبة». 

خبرات طويلة، وتجارب متعددة دفعته إلى أن يكون أكثر وضوحاً... فى حديثه عن الجدل الدائر بين خفض أسعار الفائدة، ورفعها، يرى أن معدلات التضخم، لم تستجب للإجراءات التى اتخذها البنك المركزى برفع أسعار الفائدة، لذلك على الدولة العمل على تثبيت أو خفض هذه المعدلات، حتى تستطيع استقطاب الاستثمارات الخارجية، والتوسع فى الاستثمارات القائمة، ونفس المشهد يراه الرجل فيما يتعلق بالاقتراض الخارجى، تجده غير مشجع له، وبالتالى يرى أنه لا بد من ضرورة توفير البدائل الداخلية، بعيداً عن الديون الخارجية، فى ظل الأدوات المالية الإسلامية، ومنها الصكوك التى تعتبر المارد القادم فى الاقتصاد، ومن شأنها استقطاب عدد كبير من المستثمرين المحليين والأجانب والعرب وبالعملات الصعبة.

«اجتهد قدر المستطاع، فكل خطوة صغيرة ستكون لها أثر إيجابى فى مسيرتك» هكذا الرجل، لذلك يرى أن السياسة المالية، يجب أن تعتمد على الصكوك الإسلامية كإحدى الأدوات المالية، نظراً لما حققته من نجاحات فى الدول الأخرى، خاصة بالعديد من الدول الإسلامية، وغير الإسلامية، بالإضافة إلى العمل على تشجيع الاقتصاد غير الرسمى، وضم للاقتصاد الرسمى، من خلال العمل على تشجيعه، وتقديم الدعم الكامل لأصحاب هذا القطاع، بما يسهم فى تحفيزهم على الانضمام للمنظومة الرسمية.

< تحظى أدوات التمويل الإسلامية باهتمام كبير فى اقتصاديات الدول الكبرى، خاصة الصكوك..فما أهميتها ومستقبلها بالسوق المصرى؟

- علامات تفاؤل وراحة ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلاً إنه منذ عام 2009 ونسعى إلى أن يكون للأدوات المالية الإسلامية، سواء المشاركة أو المرابحة، أو المضاربة دور كبير فى السوق، ومن هذه الأدوات الصكوك الإسلامية، لكن كان هناك عمليات ربط بين هذه الأدوات، وبعض التيارات الدينية، إلى أن نجحت الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى فى تغيير وتصحيح المفاهيم، بأن الصكوك مثلها كالأدوات المالية الأخرى، لكنها تخضع لقواعد شرعية، ومن هنا بدأت الانطلاقة، خاصة أن الصكوك يتم إصدارها على مشروعات تنموية فعلية، ومن هذه المشروعات يتم ربط، الأصل والعائد الخاص بها، حيث إن هناك صكوك شركات، وصكوك سيادية ترتبط بالدولة». 

واستشهد بمثال توضحى فى هذا الشأن بأحد المشروعات، وهو عبارة عن طريق، وهذا الطريق تكلفته مليار جنيه، ويتم عمل بوابات رسوم، ومن هذه الرسوم يتم تحقيق عوائد للمساهمين، وكذلك صيانة وتطوير المشروع أو الطريق.

البحث عن الجديد بصورة مستمرة نقطة قوة للرجل، وهو سر تميزه، يواصل الحديث عن الصكوك كأداة تمويلية مهمة للشركات الكبرى التى تسعى إلى التوسع فى مثل هذه المشروعات، حيث حققت الشركات نجاحات قياسية، مع نجاحها أيضاً فى المشروعات الحكومية، وفقاً لضوابط شرعية، مثلما سبق ونجحت تجربة هذه الأدوات فى العديد من الدول الكبرى، فى ماليزيا، والامارات، والسعودية.

التجارب العديدة تعزز التعلم، والقدرة على تغيير طريقة تفكيره نحو التفكر بالإبداع، وهو ما يسير عليه الرجل، تجده عندما يتحدث عن التمويل الإسلامى أكثر تركيزا، بسبب حجم النمو الكبير فى أحجامه، حيث وصل حجم الإصدارات فى الوقت الحالى نحو 600 مليار جنيه، مقابل 154 مليار جنيه منذ 5 سنوات، خاصة أن هناك نحو 14 بنكاً لديها رخصة تمويل إسلامى، مما يساعد على زيادة الاهتمام، والتوسع فى هذه النوعية من التمويل، حيث أن نمو حجم التمويل الإسلامى بنسبة 20% سنوياً، يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة.

دار بذهنى سؤال حول هذه الأدوات المالية الإسلامية، وعددها إلا أن الرجل يبدو وأنه علم ما يدور بداخلى فبادرنى قائلاً إن «عدد التمويل الإسلامى يصل إلى 45 منتجاً، بالصناعة المصرفية الإسلامية، منها 12 منتجاً تمويلياً، بالإضافة إلى خدمات مالية، ومنتجات إسلامية أخرى متنوعة، بنحو 3 إصدارات جديدة للصكوك، ما يسهم فى التنمية الاقتصادية فى ظل التوسع فى عمليات التأجير بصيغة المنفعة، وإقبال المستثمرين الأجانب والعرب عليه، خاصة أن الحكومة طرحت مشروعين ونجحت فيهما.

واضح وواقعى يتسم بالصراحة والصدق، وهو سر تميزه، ويتبين ذلك عند حديثه عن نسبة المنتجات والأدوات الإسلامية، والتى تمثل نحو 7% من إجمالى التمويل فى السوق المحلى المصرفى، وغير المصرفى، وتسعى الجمعية الى مضاعفة هذه النسبة عبر نشر الثقافة المالية، بالتعاون مع المؤسسات المالية المختلفة، خاصة أن الشمول فى كافة القطاعات المختلفة». 

< إذن توجه البورصة إلى إطلاق مؤشر إسلامى يعمل على زيادة المستثمرين واستقطاب فئات من المستثمرين؟

- بإصرار وعزيمة صقلت خبراته يجيبنى قائلاً إن «اطلاق مؤشر إسلامى فى البورصة يسهم فى تعزيز استقطاب الاستثمارات الأجنبية، خاصة أن القطاع المصرفى الإسلامى يخدم أكثر من 3 ملايين عميل، وهذا يدفع بعض الشركات غير المتوافقة مع الشريعة إلى التوافق وتنقية وتطهير بعض أنشطتها».

هدفه الفعل، وليس الكلام، وهذا سبب تفوقه، وضع الهدف نصب عينه ليصل إلى ما يريد وتحقق له ذلك، من خلال نشاط الجمعية، والعمل على الاهتمام بها لتكون قبلة الراغبين فى معرفة المزيد عن مثل هذه الأدوات والباحثين عنها..يقول إن «استراتيجية الجمعية تقوم على 4 محاور رئيسية ومهمة، منها التوعية من خلال ورش العمل المستمرة، عبر خاصية أون لاين، وكذلك التدريب داخل الشركات، والبنوك، خاصة أن الجمعية تعتبر وكيلاً حصرياً للشهادات الدولية من المدقق الشرعى، والمحاسب الإسلامى، والماجستير المهنى من الدبلومات الدولية، للعاملين والمدرسين، وكذلك توفير المادة العلمية، وتقديم المساعدة للجهات وتطوير منتجاتها.

نجاحات الرجل المتتالية تدفعه لمزيد من الثقة والاستدامة بالتطوير والعمل على تحقيق مستهدفات الجمعية والمتمثلة فى تقديم الدعم للطلاب والباحثين فى التمويل الإسلامى، وزيادة التوعية فى السوق، وأيضا استقطاب الخبرات الدولية والتجارب فى السوق المصرى. 

حقق الكثير من الأشياء المهمة فى مسيرته العملية، ويسعى دائماً فى تقديم المزيد لتحقيق النمو للاقتصاد، يحث أولاده على الاجتهاد والعمل والالتزام، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالجمعية إلى أبعد نقطة مع مجلس الإدارة، والتوسع فى المنتجات الإسلامية..... فهل يستطيع ذلك؟