رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خمسون عاما تحتفل مصر بذكرى الانتصار العسكرى فى أكتوبر المجيد، ولم تتطرق الاحتفالات إلى الانتصار الاقتصادى والاجتماعى الذى كان السبب الرئيسى للنصر العسكرى، خمسون سنة من التحليلات العسكرية والتباهى بها دون إشارة من قريب أو من بعيد للانتصار الأقوى وهو الانتصار الاقتصادى والاجتماعى الذى تجرعنا جميعا مرارة افتقاده فور انتهاء الحرب وبدء الغرب والعدو فى التخطيط لكسر اقتصادنا وسرقة هويتنا وانتماء الشعب وولائه وتلاحم إرادته فى تحدى الظروف الصعبة مع الإرادة السياسية، والذى اربك العدو والدول الغربية التى لم تستطع جر مصر للخضوع لقراراتهم، لقد كان انتصارا فى مواجهة الظروف المعاكسة وضعف التنمية وتراجع مستوى المعيشة، كان انتصارا للتحدى فى مواجهة محاولات الخضوع من قبل دول الغرب وأمريكا، فلا يمكن النظر إلى اقتصاد 73 بمعزل عن السنوات التى سبقتها، فالاقتصاد المصرى كان يتجه بخطى واثقة إلى الأمام وحقق نموا حقيقيا زاد على 6% بحلول 1965 وارتفع معدل الاستثمار  إلى حوالى 18 % من الناتج المحلى الإجمالى بدلا من 12% فى نهاية الخمسينيات وزاد نصيب الصناعة فى الصادرات إلى 25% بدلا من 18% وزادت العمالة الصناعية أكثر من ضعف الزيادة فى إجمالى القوى العاملة وهذه الزيادة لم يعرفها الاقتصاد المصرى منذ عهد محمد على، ورغم أن مصر واجهت ظروفا بالغة القسوة والخطورة من انخفاض معدل النمو إلى3% وتدهور  المرافق العامة والبنية الأساسية وتراجع مستوى المعيشة وانخفاض الأجور وتدهور ميزان المدفوعات نتيجة حرب 67 التى فرضت على مصر طريقا غير الذى كانت تخطط له، رغم ذلك كله فإنه حتى وفاة عبدالناصر لم تتجاوز ديون مصر مليارا و300 مليون دولار، وهى نسبة لا تتجاوز 25 % من الناتج القومى الإجمالى فى حين قفزت الديون بعد ذلك لتصل اليوم إلى أكثر من 85% من الناتج القومى الإجمالى رغم انتهاء الحرب وسط كل تلك الظروف، اتخذت مصر قرار الحرب وتلاحمت إرادة الشعب مع الإرادة السياسية ومع القوات المسلحة، فشارك الشعب بأكمله فى الانتصار فاكتتب الشعب فى سندات الجهاد ورغم حالة الحرب واحتلال جزء كبير من الأراضى المصرية، فإن الاقتصاد كان مستقرا ولم تتجاوز الزيادة فى السلع الاستهلاكية 2% للجملة و4% للقطاعى كانت الحرب على الجبهة، وكان القطاع العام فى حرب إنتاج داخلية لتوفير احتياجات المعركة واحتياجات الشعب وقتها بل والتصدير للخارج، كانت بيجامات المحلة المقلمة أزرق وبنى فى كل بيت وثلاجات إيديال وسخانات المصانع ومنتجات قها عبر منافذ صيدناوى وبنزايون وعمر أفندى وهانو وبيع المصنوعات كانت الصناعة المصرية فخر العالم، لابد عند تحليل انتصارات أكتوبر العسكرية عمل تحليل موازٍ للانتصار الاقتصادى والاجتماعى والذى ابتلينا فيه بهزيمة ساحقة بعد الانفتاح العشوائى فى أعقاب حرب أكتوبر، وتغيرت طبيعة المجتمع المصرى المنتج زراعيا وصناعيا إلى النمط الاستهلاكى الذى نعانى تبعاته جميعا.