رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

الرسالة التى فاجأنا بها الرئيس الغانى نانا أكوفو أدو الأسبوع الماضى وهجومه الشديد على دول أوروبا وأمريكا تستحق أن نتوقف أمامها كثيرًا وذلك لعدة أسباب.. أولها أنها تحمل اتهامات صريحة وواضحة ولا لبس فيها للدول الكبرى بنهب ثروات أفريفيا وجمع هذه الثروات من دماء الأفارقة.. ولم يتوقف الرئيس الغانى عند توجيه الاتهامات.. بل طالب هذه الدول بدفع تعويضات عن تجارة العبيد، وقال  بكل صراحة: لقد حان الوقت للاعتراف بأن الكثير من ثروات أوروبا وأمريكا تحققت من تعب ودموع ودماء ورعب تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسى وقرون من الاستغلال والاستعمار، كما تحدث «أكوفو» عن مواجهة 40 مليون شخص فى أفريقيا شكلًا من أشكال العبودية، وعن قرون من الاستيلاء على الموارد الطبيعية والاتجار بالشعوب الأفريقية وكأنهم سلة للبيع والشراء. 

وتكتسب هذه الرسالة أهميتها من إصرار الرئيس الغانى على إثارة قضية دول أفريقيا فى تشكيل مجلس الأمن، حيث قال بكل صراحة: لقد طال الوقت ونحن ننتظر تصحيح الظلم الطويل فى هيكل وتشكيل مجلس الأمن بالنسبة لأفريقيا، ووصف ما تعرضت له القارة بأنه ظلم تاريخى.

أما السبب الثانى الذى يكسب هذه الرسالة أهميتها فيتمثل فى المكان الذى أطلق منه الرجل قذائفه.. فما قاله قليل من كثير، وحديثه عن الظلم والقهر الذى عانت منه أفريقيا - وما زالت تعانى - وعن نهب الثروات واستغلال خيرات البلاد من جانب دول أوروبا وتحديدًا فرنسا هو أمر تحدث عنه الكثيرين آخرهم القيادة الشابة الجديدة فى أفريقيا إبراهيم تراورى.. لكن حديث الرئيس الغانى هذه المرة جاء من داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة وهو ما أكسبها قوة وساعد فى إحداث صخب وضجيج على المستوى الدولى.

أما السبب الثالث لقوة هذه الرسالة فيتمثل فى التوقيت، حيث تتزامن مع الصحوة التى تعيشها أفريقيا حاليًا ضد استمرار البلطجة الفرنسية ورفض حكام «الإليزيه» سحب القوات التى زرعوها بحجة محاربة الإرهاب فى حين أن ما يفعله حكام «الإليزيه» هو الإرهاب بعينه والبلطجة فى أوضح صورها.

لقد جاءت رسالة الرئيس الغانى فى وقت نجح فيه أبناء النيجر منذ أيام فى طرد قوات الاحتلال الفرنسية.. ليس هذا فحسب.. بل تم طرد السفير الفرنسى الذى ارتكب جريمة دبلوماسية غير مسبوقة وهو رفضه مغادرة البلاد متحديًا شعب النيجر وحكامه.

إن الرسالة القادمة من غانا والتى تتزامن مع إسقاط الأنظمة الموالية لفرنسا ومع صحوة الشعوب فى رفع الوصاية ووقف نهب الثروات يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الصحوة مستمرة ولن تتوقف إلا عند خروج آخر جندى فرنسى من أفريقيا.