رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

إذا أردت أن تعرف ماذا فعلت حرب أكتوبر فى إسرائيل من الداخل،عليك أن تقرأ بعض ما كتبته الصحف الإسرائيلية، التى تتعامل مع هذه الحرب باعتبارها صدمة لم يكن يتوقعها قادة الحرب فى تل أبيب.

صحيفة «إسرائيل تايمز» كشفت عن بعض الصور التى نشرها «أرشيف إسرائيل» الحكومى الرسمى بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، التى أطلقت عليها الصحيفة «حرب يوم الغفران». 

وقالت الصحيفة إن آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو،التى تم توثيقها فى الأرشيف توفر نظرة متعمقة على الطريقة التى تم بها التعامل مع الحرب والفشل الاستخباراتى (الإسرائيلى) الكبير الذى سبقها. 

من بين الصور التى حرصت الصحيفة الإسرائيلية على نشرها عبر موقعها الإلكترونى، صورة بألف صورة.. صورة قد تبدو عادية.. ولكنها فى الواقع تُلخص مباراة كبيرة ومعركة خارج خطوط المواجهة..نجحت فيها مصر فى خداع إسرائيل..الصورة لجندى فى البحرية الإسرائيلية يتزوج حبيبته فى قاعدته العسكرية، قبل حرب أكتوبر 1973 بأيام قليلة. (الصورة تنقل دلالة حالة الاطمئنان الإسرائيلى لعدم إقدام مصر على الهجوم أو مجرد التفكير فى الحرب وهو ما يؤكد التجهيز الاستخباراتى المصرى وتعمد نقل صورة غير صحيحة للجانب الإسرائيلى بأن مصر غارقة فى مشكلاتها،وأنها -خلال فترة زمنية طويلة- لن تهاجم القوات المُحتلة ناحية الضفة الغربية بأعداد كبيرة من الجيش المصرى).

الصورة التى تم نشرها بالأبيض والأسود، مكوناتها عبارة عن جنود فى القوات البحرية بالجيش الإسرائيلى يحملون قاربًا مطاطيًا (من النوع الذى يصاحب السفن المتوسطة لاستعماله فى التحرك لمسافات صغيرة) وكان يقف فوق هذا القارب الجندى الإسرائيلى وخطيبته، فى احتفالية داخلية بزواج الجندى الذى اطمأن قلبه وقلوب قادته أن مصر لن تهاجم!

الخداع الاستراتيجى الذى أدارته القيادة المصرية، فى ذلك الوقت، بكل احترافية وقدرة وكفاءة عبر أجهزتها ومؤسساتها كان سببًا فاعلًا فى مُباغتة العدو الذى فقد توازنه، مثلما قال الرئيس السادات، فى ست ساعات.

وقالت المسؤولة عن الأرشيف روتى أبراموفيتش: «هذه نظرة شاملة على قصة الحرب، التى أثرت على جميع مناحى الحياة فى إسرائيل». 

الصحيفة الإسرائيلية كشفت عن توفر بعض الوثائق والسجلات للمداولات التى جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير وقادة الأمن فى الأيام والساعات التى سبقت شن سوريا ومصر الحرب المنسقة فى 6 أكتوبر 1973 بينما كانت إسرائيل تحيى يوم الغفران!.

وقالت الصحيفة من خلال تحليلها لمعلومات موقع الأرشيف الحكومى: «لم تتوقع إسرائيل تنفيذ الهجوم ضدها على الرغم من العلامات الصريحة التى أشارت إلى أن الجيشين يستعدان للغزو، معتقدة أنه فى أعقاب هزيمة مصر قبل ست سنوات فى حرب الأيام الستة، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولًا القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلى».

وأضافت: «قبل يوم من بدء الحرب، قال رئيس المخابرات العسكرية إيلى زعيرا لرئيسة الوزراء جولدا مائير إن التقييم السائد هو أن جاهزية إسرائيل تنبع بشكل أساسى من الخوف منا… أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا دليل. من الناحية التقنية، هم قادرون على التحرك. وأفترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات تنبهنا لذلك».  (طبعًا المؤشرات لم تظهر..ولم تفق إسرائيل إلا بعد 48 ساعة).

وفى تقييم آخر بعد ساعات، كرر زعيرا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى دافيد إليعازر موقفهما القائل بأن «سوريا ومصر تخططان على الأرجح لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية». 

وأضاف إليعازر: «لا بد لى من القول، لا يوجد لنا دليل كاف على أنهم لا ينوون الهجوم. ليس لدينا مؤشرات قاطعة على أنهم يريدون الهجوم، لكن لا استطيع أن أقول بناء على المعلومات إنهم لا يستعدون».

وبعد يوم من وقوع الهجوم – الذى فاجأ إسرائيل لأنه حدث فى وقت أبكر مما كان متوقعاً – اعترف ديان لمائير وألون بأن تقييماته حول الحرب كانت خاطئة.

وقال: «كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة عام 1967، وكان تقييمًا غير صحيح. لقد كان لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث أثناء محاولة عبور قناة السويس». 

كل هذه التفاصيل، التى أوردتها مستندات ومعلومات الأرشيف الرسمى للحرب –من وجهة نظر إسرائيل– لخصتها صورة خطوبة الجندى الإسرائيلى الذى طلب الاحتفال بعرسه وسط القوات البحرية، وسمح له قياداته بالاحتفال، قناعة منهم بأن مصر لن تحارب، بنفس القدر الذى سعت أجهزة المخابرات المصرية (العامة والحربية) لتوصيله لقادة إسرائيل وأجهزتها المخابراتية.

رحمة الله على كل من حمى ترابنا الوطنى سواء رحل عن دنيانا أم ما زال على قيد الحياة.. رحمة الله على الرئيس السادات، رحمة الله على كل جندى أو ضابط استشهد فى حروبنا من أجل حماية هذه الأرض المصرية الغالية التى يستهدفها الغزاة، ويحميها البواسل من كل محاولة للاستيلاء عليها.