رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع بقية حديث المستشار على جريشة أحد قيادات الجماعة التاريخيين إلى حسنى مبارك، قائلاً: اعلم بعد ذلك يا أخ حسنى أن الدنيا زائلة، فأين جمال عبدالناصر، وأين أنور السادات، وأين أخيراً صدام حسين؟ ومن قبلهم ومن بعدهم الكثير؟ واعلم أن هناك كأساً لابد لنا جميعاً من أن نشرب منها، إنها كأس الموت؛ كل نفس ذائقة الموت، وأن بعد الموت حسابا يوم القيامة، وأن بعد الحساب جنة أو ناراً «وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً».. ولن ينجّى من الحساب ولن ينجّى من النار إلا عمل الإنسان، «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره»، وإنى أتمنى لى ولك أن نكون من أهل الجنة، وأتمنى لنفسى الفردوس الأعلى، وأرجو أن تسألها لنفسك، وإن لم تجمعنى بك حتى الآن إلا رؤيا صالحة فإنى أنتظر من ربى تحقيق هذه الرؤيا، يومها أقول لك «هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقاً»... و«يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر الله من يشاء وهو العزيز الرحيم». .. وتحية لك ودعاء «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون». 

وهنا لابد أن نضع مجموعة من الملاحظات عزيزى القارئ على هامش هذه الرسالة التى لا ندعى أنها سرية، بل هى علنية ومنشورة على موقع الإخوان الرسمى، أولا تصر الجماعة بصورة أو بأخرى على أن مبارك كان منهم، انتمى إليهم فى يوم من الأيام، وعليه فهو يعرفهم جيداً، ولذلك من الغريب عليه أن يأخذ هذا الموقف منهم، ثانياً بدا أن الجماعة كانت تضع مبارك تحت المراقبة الدقيقة، ولن نبالغ ونقول إن الجماعة كانت تتجسس عليه، بل هى «وهذا أضعف الإيمان» كانت تعرف على وجه التحديد ما الذى يقوله مبارك عنها، وعن الصفات التى يلصقها بقياداتها، وهى صفات فى الغالب لم تكن جيدة ولا حميدة، ثالثاً دعت الجماعة بشكل واضح وصريح أن ينصح مبارك ابنه جمال بأن يجلس مع قياداتها حتى يسمع منهم، طمعاً فى أن يغير وجهة نظره عنهم، رابعاً كانت هناك محاولة لاستعطاف مبارك من قبل المستشار على جريشة، فقد أشار إلى أن هناك رؤيا صالحة رآها لمبارك وأنها ستتحقق، ويومها سيقول إن هذا تأويل رؤياى قد جعلها ربى حقا، لكن لم يلتفت مبارك إلى هذا الاستعطاف الذى كان مبالغاً فيه فى حقيقة الأمر، «على الهامش لم يكن مبارك يركن إلى مسائل الرؤى المنامية ولم يكن يعتقد كثيراً فى الروحانيات، وعلى حد تعبير المسؤولين السياسيين الكبار الذين عملوا معه لسنوات طويلة، فإنه لم يطلب من على جريشة أن يفصح عن رؤياه هذه.

كانت هذه الرسالة التى أثارت استياء البعض داخل الجماعة محاولة من على جريشة لتقريب وجهات النظر، سبقت بعدة شهور دعوة يوسف ندا، التى لم يبد أن أحداً استجاب لها داخل جماعة الإخوان أو داخل صفوف النظام المصرى، خاصة أن مساحة التصعيد بين الجماعة وأجهزة مبارك الأمنية قد بلغت مداها هذه الفترة، وكانت لدى مجموعة جمال مبارك عقيدة ربما أشد صلابة من عقيدة رجال مبارك الكبار، جعلتهم يصرون على الابتعاد عن الإخوان المسلمين ولا يتعاملون معهم سياسياً، والشاهد أن أحمد عز كان سبباً رئيسياً فى تعطيل أى اتصالات بين الجماعة وبين جمال، وربما كان هذا هو السبب الذى جعل عز هدفاً دائماً لهجوم قيادات الجماعة عبر منابرها الإعلامية المختلفة، ولقد أدركت الجماعة فى وقت متأخر جداً أن الطريق إلى جمال مبارك يكاد يكون مغلقاً تماماً، وهو ما دعا مهدى عاكف وفى حوار منشور أن يعلن غضبته الكبرى، عندما قال أنا لا يهمنى توريث ولا جمال ولا حسنى مبارك ولا غيره، إنهم ليسوا فى خاطرى على الإطلاق، لكن مياه النهر التى جفت بين صقور الجماعة وبين جمال مبارك لم تكن كذلك فى النهر الذى حاولت الأجهزة الأمنية فتحه بين جمال وعبدالمنعم أبوالفتوح مرة أخرى فى العام ٢٠٠٩، وهذه قصة طويلة أخرى، وللحديث بقية.

[email protected]