رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

قبل أن أسطر حروف كلماتى هذه فى مولد الحبيب المصطفى، صلوات ربى عليه وتسليمه، الذى اصطفاه رب العالمين سبحانه وتعالى، ليكون رسول الأمة الإسلامية وطبيبها وحبيبها وشفيعها، تحضرنى فى هذا المقام العظيم، مولد سيد الخالق والمبعوث رحمة للعالمين، كلمات قصيدة أﻤﻴر اﻟﺸﻌراء أحمد شوقى التى أقتطف منها أبياتها الأولى التى تقول:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بِـالـتُـرجُـمَانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ

وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ

لقد أجمعت كل التفاسير والدراسات وأبحاث الباحثين على أن الله تعالى عظَّم قدره، وهو شكر لله تعالى على هذه النعمة، كما أن المسلمين عبر العصور اعتادوا إحياء هذا الاحتفال. واستشهدت دار الإفتاء على هذا الحكم بقوله تعالى «قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا» «يونس: 58»، وقد بينت أن الدروس المستفادة من ذكرى مولد المصطفى أكثر من أن تحصى أو تُعد، وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها، وذلك هو الصبر الذى ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه فى كثير من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ» النحل: 127، «فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا» المعارج: 5، «فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ» الأحقاف: 35. إن مولد الرسول فخر للدنيا جمعاء وليس للمسلمين فقط. فقد أصبح العلماء يبحثون ويعدون دراسات على تعليمات الرسول فى شتى المجالات، ليحصل البعض منهم على جوائز نوبل كان آخرها للعالم اليابانى يوشينورى أوسومى الذى حصل على جائزة نوبل فى الطب عام 2016 تقديراً لإسهامه فى مجال التعرف على كيفية تكسير وإعادة إنتاج مكونات الخلايا داخل الجسم، وهى النظرية التى تعرف بالتدمير الذاتى للخلايا، جائزة نوبل لعالم يابانى اكتشف عملية تشبه الصيام فى الإسلام، ومن خلال أقوال العلماء نجد أن رب العزة اختصه عن باقى المرسلين برحلة الإسراء والمعراج، وهى غير الرفع إلى السماء، فالرفع إلى السماء كان لبعض الأنبياء، ومنهم سيدنا عيسى عليه السلام، حيث رفعه الله إليه، ومنهم إلياس رفعه الله إليه، ولكن رحلة الإسراء والمعراج تفرَّد بها سيدنا النبى دون سائر الأنبياء، كما أنطق له النبات، والجماد، والحيوان، وأحيا له الموتى، وآمن به الجن والإنس، ورأى الجن على خلقتهم، لقد ذكرت دار الإفتاء أنه لابد مع ذكر موعد المولد النبوى الشريف، وتأكيد أن الاحتفال بهذه الذكرى العطرة جائز شرعًا، ولا يعتبر من البدع، كما يزعم ويروج بعض أصحاب الفتاوى المضللة.

وأوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف أمر أجمع عليه علماء الأمة، وهو شهادة بالحب لسيدنا النبى، ولفتت الدار إلى أن الصبر نصف الإيمان، ولذا يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، كما أخبر بذلك رب العالمين، ثم هناك لهذه الذكرى العطرة دروس فى العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك دروس جهاد النفس بالتحلى بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب، فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين، ويعلو شأننا فى العالمين. ينبغى على المسلم أن يغتنم تلك الأيام بالطاعة، وأن يحرص على كل ما يمكنه من الفوز بشفاعة النبى محمد يوم القيامة، كونها أحد أسباب النجاة من عذاب جهنم التى توعد الرحمن عباده العصاة والكافرين. وذكرت دار الإفتاء من خلال فيديو لها على اليوتيوب أن النبى قال فى الحديث الصحيح الذى رواه الإمام البخارى «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذى وعدته حلت له شفاعتى يوم القيامة». اللهم ارزقنا شفاعته.