رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ديننا دين الرحمة, ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبى الرحمة وسيد الرحماء وإمامهم, أرسله ربه (عز وجل) رحمة للعالمين, فقال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء : 107)، ويقول سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (آل عمران:159). 

وقد شملت رحمة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الإنس والجن, البشر والحجر, الحيوان والجماد, من ذلك ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) عندما رأى (صلى الله عليه وسلم) حُمَّرة وهى: (طائر صغير يشبه العصفور)، نزع عنها فراخها، فقال (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ فجعَ هذهِ بولدِها؟ ردوا ولدَها إليها», ومنها قصـة ذلك الجمــل الـذى رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) فحَنَّ وذَرَفَت عيناه، فأتاه النبيُّ (صلَّى الله عليه وسلم) فمسح ذِفْـراه فسكتَ، فقال (صلَّى الله عليه وسلم) : «من ربُّ هذا الجملِ؟ لمن هذا الجملُ؟»، فجاء فتى من الأنصارِ، فقال: لى يا رسول الله، قال : «أفلا تتقى اللهَ فى هذه البهيمةِ التى مَلَّككَ اللهُ إياها، فإنه شكا إليَّ أنك تُجِيعُه وتُدْئبه» (سنن أبى داود).

ومنها حنين الجذع, الذى كان (صلى الله عليه وسلم) يخطب عليه، فلما صنعوا له منبرًا وصعد النبى (صلى الله عليه وسلم) عليه حنَّ الجِذْعُ إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فَأَتَاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وفى رواية «فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ» (صحيح البخاري).

ولم تقف رحمة النبى (صلى الله عليه وسلم) عند حدود الإنسان أو الحيوان، بل تعدت ذلك إلى الجماد، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) يقول: «إِنِّى لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّى لَأَعْرِفُهُ الْآنَ» (صحيح مسلم).

وتتجسد رحمته (صلى الله عليه وسلم) فى أسمى معانيها عندما ذهب إلى الطائف فعندما سلط عليه أهل الطائف عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وأرسل الله (عز وجل) إليه ملك الجبال يناديه: يا محمد لو شئت لأُطْبقَنَّ عليهم الأخشبين، فقال النبى (صلى الله عليه وسلم): لا، ولكنى أقول: اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون، إنى لأرجو أن يخرج من أصلابهم من يقول: «لا إله إلا الله»، وهنا قال له جبريل (عليه السلام): صدق من سماك الرءوف الرحيم. ومن رحمته ما كان منه (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة، حيث قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

على أن ما يجب أن نتعلمه من رحمته (صلى الله عليه وسلم) هو الدرس العملى فى التخلق بخلق الرحمة فيما بيننا, فمن لا يَرْحَم لا يُرحمْ, والراحمون هم من يرحمهم الله، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» (صحيح مسلم)، وقال (صلى الله عليه وسلم): «لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ» (سنن الترمذي), ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِى شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىءٍ إِلاَّ شَانَهُ»(صحيح مسلم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ» (سنن الترمذى).

وزير الأوقاف