رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

التجربة التى يجرى تطبيقها حاليا بالأزهر تذكرنى بتجربة الدكتور كمال الجنزورى رحمة الله عليه عندما تولى رئاسة الحكومة، وقد كنت معاصرا لتلك الفترة الذهبية كمحرر لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد، وتعيد إلى الأذهان ما فعله الوزير المحترم سامح فهمى وزير البترول الأسبق الذى حول وزارة البترول فى عهده إلى أكبر مدرسة لصنع الكوادر والقيادات فى مصر وهى المدرسة التى أمدت البلاد بقيادات ناجحة تدرجت فى مختلف المناصب وكان من بينهم من وصل إلى رئاسة الحكومة.

ما يفعله الآن الدكتور أحمد الطيب فى الأزهر يشبه إلى حد بعيد ما فعله فى الماضى الجنزورى وسامح فهمى.. هى تجربة تحتاج إلى قدر من الحماس والشجاعة والقناعة بضرورة تجديد الدماء خاصة فى المناصب التى تكون خارج دائرة منصب رئيس الوزراء والوزراء وكبار المسئولين.. تخطو جامعة الأزهر إلى عدم المد والدفع بقيادات جديدة فى مختلف المناصب بدءا من رئيس الجامعة ونوابه مرورا بالعمداء وانتهاء بكبار الموظفين.

خرج الدكتور محمد المحرصاوى بعد انتهاء فترة رئاسته والتى بذل خلالها مجهودات كبيرة ليتولى الدكتور سلامة داود رئاسة الجامعة خلفا له، والذى بدأت بصماته تظهر سريعا.. فمثلا أرسى الرجل قاعدة جديدة غير موجودة فى الجامعات المصرية جميعها وهى فتح باب مكتب رئيس الجامعة أمام أعضاء هيئة التدريس يستمع إليهم ويعمل على حل مشاكلهم.. وهى قاعدة إنسانية فى المقام الأول.. فقد أيقن الرجل أنه أستاذ أولا وأخيرا، وأن المنصب لا يدوم، وأن هذا من حق زملائه الأساتذة عليه وجزء من واجباته.. وأعتقد أن رئيس الجامعة أدرك ذلك عندما كان أستاذا فى جامعة أم القرى.. فقد فوجئت باستيراتيجية راسخة فى الجامعات السعودية وهى قيام رئيس الجامعة بتحديد موعد أسبوعى ثابت يستقبل فيه أعضاء هيئة التدريس وهو موعد مقدس لا يمكن إلغاؤه.

سياسة الأبواب المغلقة تكشف عن ضعف ولا يجب أن تكون موجودة فى الحرم الجامعى، وسياسة الباب المفتوح تؤكد قوة الشخصية واحترام الآخر واستشعار واجب مقدس تجاه الزملاء.

ومن منصب رئيس الجامعة إلى منصب النائب لفرع بحرى.. فقد خرج الدكتور محمد الأمير بعد أن أدى واجبه وتولى الدكتور محمد فكرى الأستاذ بكلية طب الأسنان والنائب لفرع البنات الإشراف على الفرع، ويتطلع قطاع بحرى إلى تجربة فريدة مع القيادة الجديدة، فهو الأنسب لهذا المكان لما يتميز به من خبرة كبيرة فى الإدارة الميدانية، فقد قالوا عنه إنه يتابع العمل عن قرب وأيضا قريب من الطلبة، وهو يهتم بعنصر التدريب والتحول الرقمى والبحث العلمى، وربما يرجع ذلك إلى احتكاكه بالجامعات الأوروبية وحصوله على الدكتوراه من سويسرا.

وإذا كانت التجربة قد نجحت على مستوى القيادات العليا فإنها تحتاج إلى خطوات أخرى إضافية على مستوى العمداء خاصة فى كليات البنات.. فقد شهدت التجربة خروج كفاءات ودخول قيادات أخرى دون المستوى وهو ما أثر على الأداء داخل بعض الكليات.

إنتى أقترح على الإمام الأكبر وعلى رئيس الجامعة ضرورة إنشاء أكاديمية داخل الجامعة تتولى تأهيل القيادات الجامعية بداية من منصب رئيس القسم وحتى العميد ويكون اجتياز الدورات شرطًا لتولى المنصب.

إن التجربة جديرة بالمتابعة والتقييم ونتمنى لها النجاح.