عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

رغم أنه لا اختلاف على استحقاق أحمد شوقى للقب أمير الشعراء، إلا أن ظنى أن الرجل ما كان له أن يبلغ تلك المكانة بدون تلك القصائد الرائعة التى تشرفت كلماتها بمدح نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، تلك الكلمات التى ازدهرت بها أيضًا الحنجرة الذهبية للست أم كلثوم والتى أيضًا رغم عدم الاختلاف عليها إلا أننى لا أعتقد أنها تجلت وتألقت بمثل هذا الأداء الذى قدمته فى ولد الهدى وفى سلوا قلبى.

ولأن البشرية كلها تحتفل هذه الأيام بمولد خير الأنام فدعونا نردد مع الست وشوقي:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

 الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

ما أروعه من وصف وما أبلغه من تعبير ذلك الذى استخدمه شوقى، نعم، بميلاد سيدنا محمد أنار الكون كله بنوره الوضّاء. لو المساحة تسمح لكنت قد نشرت القصيدة كلها، فلا تعليق يقال فى مثل تلك المناسبة أفضل من مدح شوقى للرسول. تأمله فى سلوا قلبى وهو يقول:

أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدرى بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِى اِنتِسابا

 فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا

 مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

 سَأَلتُ اللَهَ فى أَبناءِ دينى فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لى أَجابا

 وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ وَنابا

 كَأَنَّ النَحسَ حينَ جَرى عَلَيهِم أَطارَ بِكُلِّ مَملَكَةٍ غُرابا

 وَلَو حَفَظوا سَبيلَكَ كان نورًا وَكانَ مِنَ النُحوسِ لَهُم حِجابا

ولأن الشعر من أبلغ الطرق التى عبر بها الشعراء عن حبهم لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) اخترت لكم قصديتين واحدة بالفصحى وأخرى بالعامية عبر فيها الشاعران عن مشاعرهما الفياضة فى تلك المناسبة العطرة، أما الفصحى فهى لشاعر الدقهلية الكبير رجب الصاوى الشهير بمحمد الصاوى ويقول فيها:

يا خير خلق الله يا نور الأنام

 يا شافعا للخلق فى يوم الزحام

هذا ربيع قد أطل هلاله 

  فأنار كونًا قد كساه ظلام

شهر أطل على الوجود بنوره 

   بمحمد للعالمين إمام

حمل البشائر للبرية كلها 

 غسل العقول وحطم الأصنام

فوضعت قانونًا نسير بهديه

  حتى نكون بمأمن وسلام

صلى عليك الله يا خير الورى

 مادامت الدنيا، وما دام الوئام

   

   أما العامية فهى لشاعر الأقصر الكبير حسن يوسف القاضى ويقول فيها:

مولد نبينا محمد رسولنا.. سيد البشر

ربيع يهل علينا.. والنور علينا ظهر

محمد نبينا هدينا والوجه زى القمر

سنة محمد لآلئ.. جواهر معاها درر

سيرته دى فيها دروس.. ولينا فيها العبر

فيها معانى المحبة.. لجميع صنوف البشر

الكل يحبه بشدة.. والكل بيه افتخر

محمد نبينا دا رحمة.. وهو نبى البشر

أما النثر فلم أجد أبلغ من كلمات الكاتبة العربية إيمان المشاقبة والتى تقول فيها:

بمولدك يا رسول الله ألف صلاة والسلام عليك، يا من نظمت الحياة بأسرها من الطهارات والصلوات والزكوات والصيام والحج والعمرة، والمعاملات، والعلاقات حتى أحكام ما بعد الموت من وصايا ومواريث فى ثلاثة وعشرين عامًا، ودللت البشرية على نقاء الإيمانيات، وأرشدتها إلى سمو الأخلاقيات، وجمع الله -تبارك وتعالى- لك الفضائل والشمائل. يا صدق الصدق، يا أمين الأمانة، يا شفيع الخلائق يوم القيامة، سلام عليك يوم ولدت ويوم بعثت، ويوم هاجرت، ويوم انتصرت، ويوم بلغت وهديت، ويوم انتقلت فى أعلى عليين. يا رسول الله بمولدك الكريم نتذكر ما تعلمنا منك عفة اللسان والصبر والأخلاق الفاضلة، فقد ابتليت فصبرت، لقد كذبك قومك واتهموك بسيل من الافتراءات والأكاذيب فصبرت وقلت «اذهبوا فأنتم الطلقاء» سنصبر على كل ما ابتلينا به، ونحن على دربك سائرون. سنقول لمن أساء إلينا: اللهم اهدِ قومى فإنهم لا يعلمون.

[email protected]