رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كان الموعد الأكثر أهمية فى جدول مواعيد زعيم حزب العمال السير كير ستارمر هو اللقاء الثنائى مع إيمانويل ماكرون فى الإليزيه. نص البروتوكول على عدم ظهور أى لقطات تليفزيونية للاجتماع، نظراً لوضع السير كير كزعيم للمعارضة. لكن هذا كان أكثر كثيراً من مجرد النظر إلى دور رئيس الوزراء. وإذا كان لحكومة حزب العمال المستقبلية أن تفى بتعهدها «بإنجاح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى»، فإن حسن النية الفرنسية سيكون حاسماً. لقد أتاحت موافقة ماكرون على لقاء زعيم حزب العمال فرصة أولى لاختبار أفكاره فيما يتعلق بالعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبى. يبدو أن السيد ستارمر اختار تجنب هذه القضية، وهو الأمر الذى ربما كان حكيماً. لأن هذه الأفكار لا تزال قيد التنفيذ إلى حد كبير. يريد حزب العمال أن يسعى إلى إعادة كتابة صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى التى وقعها بوريس جونسون بشكل كبير عندما تتم مراجعتها عام 2025؛ من خلال «علاقة تجارية أوثق» مع الاتحاد الأوروبى، بحيث تكون هناك «صفقة أفضل للمملكة المتحدة». ومع ذلك يتمسك حزب العمال برفضه تأييد العودة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركى.

وبعبارة أبسط، إن عملية الموازنة هذه ستكون صعبة للغاية. وثمة ورقة عمل فرنسية ألمانية حول إصلاح الاتحاد الأوروبى، نشرت أثناء اجتماع الزعيمين، تؤكد أن الاتحاد يواجه «منعطفاً حاسماً يتميز بالتحولات الجيوسياسية والأزمات العابرة للحدود الوطنية والتعقيدات الداخلية». إن التوسع شرقاً، ومسألة أوكرانيا، وأزمة الهجرة، والتحديات الاقتصادية الهائلة، كلها تهيمن على أذهان زعماء الاتحاد الأوروبى. ولا يوجد نطاق ترددى أو إرادة سياسية لإعادة إطلاق مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى التى تستغرق وقتا طويلا لمعالجة مجموعة أخرى من التطلعات البريطانية المفصلة.

وبالتالى فإن أى إعادة كتابة رئيسية للصفقة الحالية من المرجح أن تتم فقط من خلال العروض الكبيرة المقدمة من حكومة حزب العمال فى المستقبل- فى مجالات مثل قواعد التجارة المشتركة، والهجرة، والدفاع والأمن. وقد يعنى ذلك تنازلات تنتهك الخطوط الحمراء، الأمر الذى يثير استعداء الناخبين الذين يصوتون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى، والذين يسعى الحزب بشدة لاستعادة دعمهم. والتظاهر بخلاف ذلك يعنى الانغماس فى النزعة الكعكية الوهمية التى أوصلت البلاد إلى الفوضى الحالية. وحتى لو تم تقديم مثل هذه العروض خلال فترة ولايته الأولى، فإن جهود السير كير للتوصل إلى اتفاق مع بروكسل قد تصبح أكثر صعوبة بسبب وجود معارضة من حزب المحافظين ملتزمة بإلغاء أى اتفاق جديد.

هذا لا يعنى أن حزب العمل ليس لديه مجال للمناورة. وتشير أحدث استطلاعات الرأى إلى أن تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى انخفض الآن إلى 32%. فقد أصبحت العواقب الاقتصادية السلبية المترتبة على الخروج من الاتحاد الأوروبى غير قابلة للنقاش، وانكشف خواء الخطاب المحافظ الذى يناصر «بريطانيا العالمية». ربما لم يتناول السير كير بشكل مباشر علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبى فى اجتماعه فى الإليزيه. لكنه سعى إلى إظهار أن حكومة حزب العمال يمكن أن تجلب مزاجاً تعاونياً جديداً وتفكيراً جديداً فى الأوقات المضطربة. لقد كانت تلك رسالة مبكرة تستحق الإرسال بشكل كبير. ولكن عندما يتعلق الأمر بأوروبا، فإن التطلعات المستقبلية لابد أن تكون مصحوبة بإجراءات ذات معنى.